نجم وهداف بني ياس والدوري السابق

حسين يسلم: الغيرة كانت على كرة القدم فقط

ت + ت - الحجم الطبيعي

حسين يسلم.. أحد نجوم الزمن الجميل.. هداف بني ياس السابق.. وهداف الدوري موسم 1989-1990.. نجم سطع اسمه في الكرة الإماراتية ومع بني ياس في عصره الذهبي، واستطاع أن يضع نفسه كأفضل هدافي «السماوي» طوال تاريخه، وتألق مع الفريق في أفضل حقبة مرت على النادي، عندما كان أحد نجوم الجيل الذهبي الذي رفع كأس رئيس الدولة عام 1992.

عجمان البداية

يقول حسين يسلم هداف «السماوي» السابق، إن بدايته مع كرة القدم كان في عمر صغير في حواري وفريج الإمارة الباسمة الشارقة، وأن المواهب الحقيقية كانت تكتشف في الفريج، الذي أخرج مواهب من العيار الثقيل لكرة الإمارات.

ويضيف أنه انضم لنادي عجمان في مرحلة عمرية صغيرة، ولكنها لم تستمر طويلاً، بسبب انتقال أسرته إلى مدينة أبوظبي، نظراً لعمل والده، ولأنه معروف بين أقرانه بموهبته في كرة القدم، نصحه أصدقاؤه بعد الانتقال للانضمام إلى أحد أندية أبوظبي، فكان نادي بني ياس الذي تدرج في مراحله السنية حتى وصل للفريق الأول.

وتابع: كنت ألعب في بداياتي كمدافع، ولكن اليوغوسلافي ميروسلاف، طلب تجربتي مهاجماً وبالفعل جربني كرأس حربة، وحالفني التوفيق.

ماضي وحاضر

وتطرق حسين يسلم إلى الفوارق بين الزمن الجميل والحالي، مؤكداً أن هناك اختلافاً كبيرا، إذ أصبحت الماديات والأموال هي المسيطرة على تفكير وعقلية اللاعبين، في الماضي، لم نعرف هذه الكلمة ولا ننظر إليها «المال»، وإنما نلعب حباً في الكرة، فقد كانت اللعبة بمثابة الزوجة للاعبين، بينما تغير الحال الآن، وبات المال هو الأهم، والغيرة التي كانت تنتابنا على كرة القدم فقط.

وقال: «أهم ما كان يميز جيلنا، خاصة في نادي بني ياس، روح الأسرة الواحدة، والحب السائد بين الجميع، والتجمعات الدائمة والعزائم والألفة بيننا، سواء لاعبين أو أجهزة فنية وإدارية، أما الآن، نرى أشياء غريبة وصراعات دون داعٍ».

وأضاف: «العقلية كانت مختلفة تماماً، وكنا نفرح بأقل مكافأة نحصل عليها، التي كانت تبلغ 500 أو 1500 درهم، ومن كان يتحصل على 4 أو 5 آلاف درهم كراتب، فقد كان شيئاً كبيراً، حتى عند الفوز، كان يتم توزيع شوكولاته علينا، إلا أنها كانت تفرحنا للغاية».

سعيد بن طحنون

ويحكي حسين يسلم، الفترة التي تولى فيها الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان، رئاسة نادي بني ياس، التي تعتبر من أزهى عصور النادي، نتيجة الدعم والاهتمام الكبيرين اللذين كان يقدمهما للنادي، وقال: «الشيخ سعيد بن طحنون أول من صنع طفرة في بني ياس، وكان يقف معنا دائماً، ويحثنا على تقديم الأفضل، ولم نكن نسأل عن الأموال، فعندما يدخل علينا ويخبرنا بأنه تقرر صرف مكافأة بقيمة 100 دولار، كنا نفرح بهذه المكافأة، لأنها كانت بمثابة الشيء العظيم بالنسبة لنا، فقد كان بمثابة الأب الروحي للفريق، وقام بدور كبير لصنع حالة فريدة داخل النادي، قادته نحو تحقيق الإنجازات، خصوصاً أن بني ياس في عصره الذهبي، ضم نجوماً، أمثال الحارس خالد مبارك وعبد الله الغيلاني وسالم العرفي وعمر إسماعيل وعبد الجليل راشد وعبد الحكيم عمر وسالم حسن والمرحوم منصور حسن، صبري عبد الله، وصالح إسماعيل ومترف الشامسي، وتحت قيادة المدير الفني القدير العراقي، عبد الوهاب عبد القادر، الذي قادنا لتحقيق إنجاز كأس رئيس الدولة عام 92».

هداف الدوري

وكشف يسلم عن أنه، رغم كونه هدافاً للدوري، إلا أنه لم يحظَ بالشهرة الكبيرة وقتها، لأنه كان يتردد أن حصوله على لقب الهداف، إنما جاء بسبب عدم وجود العناصر الدولية وهدافي المنتخب، مثل فهد خميس وزهير بخيت وعدنان الطلياني، ولذلك شعرت أنني لم أحصل على التقدير المناسب، وقال، حصلت على لقب الهداف برصيد 16 هدفاً، مشيراً إلى أن المقارنة الجيلين الماضي والحالي كبيرة، في ظل وجود نوعية تمتلك روحاً عالية من جيل 90، وعلى أعلى مستوى، مثل عبد الرزاق إبراهيم ومحسن مصبح وعدنان وناصر الطلياني وعلي ثاني وعبد العزيز العنبري وخالد إسماعيل وعبد الرحمن محمد وزهير بخيت وخليل غانم ومبارك غانم، لافتاً إلى أنه لم يكن يحزن لعدم اختياره لتمثيل المنتخب الوطني، وقال: «باستثناء مرة وحيدة، تم إبلاغي فيها من أحد الصحافيين أنه تم اختياري للانضمام لمنتخب المونديال ليلاً، إلا أنه في الصباح، تغيرت الأحوال، ولم أجد اسمي».

أفضل هدف

ويعتبر حسين يسلم أفضل هدف في مسيرته كمهاجم، الذي سجله في مرمى محسن مصبح في الشارقة في الدوري عام 90، عندما سدد الكرة من مسافة أكثر من 30 متراً، سكنت الزاوية التسعين على يسار محسن مصبح، بينما أغلى الأهداف، عندما سجلت هدفين في مرمى الشعب في قبل النهائي لكأس رئيس الدولة قبل الفوز بالبطولة.

وتطرق يسلم إلى ما وصل إليه حال بني ياس في السنوات الأخيرة، وهبوطه إلى دوري الهواة نهاية الموسم الماضي، وقال: «بلا شك، ما حدث نتيجة تراكمات، والواقع يقول إن مشكلة بني ياس إدارية في المقام الأول بتغيير مستمر للمدربين وعدم الاستقرار على مدرسة كروية معينة».

قرار الدمج

وأضاف: «للأسف، أبناء النادي ونجومه القدامى، كان يتم إبعادهم وعدم الاستعانة بهم، حتى عندما كنت أريد حضور مباريات الفريق، أفاجأ على الأبواب بسؤالي عن التذاكر».

ويرى يسلم، أن بني ياس سيواجه صعوبات، في ظل الوضع الحالي للعودة إلى المحترفين، وأضاف: «أعتقد أن بني ياس هو من رمى نفسه في البئر، وأشعر أن هناك من لا يريد للنادي عودته مرة أخرى، وأفضل لو يتم دمج النادي مع نادٍ آخر، مثل الجزيرة أو الظفرة، وأعتقد أنه بهذا المستوى، لا يساعد نفسه على العودة للمحترفين، خاصة أن العناصر الموجودة حالياً لا تشجع على ذلك».

بروفايل

حسين يسلم

هداف بني ياس السابق

هداف الدوري موسم 1989-1990

أفضل هدافي «السماوي» طوال

تاريخه

حصد كأس رئيس الدولة موسم

1992

ضياع حلم المونديال

طالب حسين يسلم، اتحاد كرة القدم بوضع يده على الأسباب الحقيقية لإخفاق الكرة الإماراتية والمنتخب الوطني في التأهل إلى مونديال روسيا 2018، مؤكداً أن الجميع حلم بالتأهل مع المنتخب الحالي ولكن في غمضة عين ضاع الحلم بسبب التخبط وعدم وجود محاسبة للمقصرين، كما أن سيطرة المادة جعلت اللاعبين لا يشعرون بالمسؤولية، فاللاعبون لديهم كل شيء وأصبحوا بدون دوافع، وأضاف: أعتقد أن جيل 90 لن يعوض رغم امتلاكنا إلى خامات جيدة في الوقت الحالي، إلا أن العقلية والروح هي الفيصل، وقال: في الماضي كنا نتعرض للحساب الشديد في حالة عدم الالتزام، وأذكر أننا في المعسكرات كان الإداري يضع مفاتيح الغرف من الخارج ويمر باستمرار لكشف غير الملتزم، لكن حالياً طالما اللاعب ضمن مكانه في التشكيلة فلا يعبأ بأي شيء، بالإضافة إلى غياب دافع الاحتراف لأن كثيرين هنا يلعبون فقط للمال دون طموحات، وبصراحة لا أعتقد أن هناك الكثير من اللاعبين في الإمارات المؤهلين للاحتراف الخارجي.

وأضاف: أعتقد أن الفشل ليس في اتحاد الكرة فقط وإنما المنظومة ككل، ونرى الهجوم مستمرا على الاتحاد ولكن السؤال للأندية أليس أنتم من اخترتم الاتحاد الحالي؟

رقابة هبيطة

كشف حسين يسلم هداف بني ياس السابق وهداف الدوري موسم 1989-1990 عن أن أصعب مدافع تعامل معه وكان يحسب له ألف حساب، هو عبيد هبيطة مدافع الشباب السابق ومنتخب الإمارات، وقال: «هبيطة كان مدافعاً قوياً وكنت أجد صعوبة في الإفلات منه رغم تحركاتي الكثيرة في أرض الملعب، فقد كنت أتعرض لرقابة لصيقة من جانبه وكان من أكثر المدافعين الذين نجحوا في إيقاف خطورتي».

أغلى الكؤوس.. أجمل الذكريات

أشار حسين يسلم نجم السماوي الأسبق، إلى أن أبرز الذكريات التي لا تمحى من ذاكرته طوال مسيرته في الملاعب عندما فاز بني ياس بكأس رئيس الدولة بتفوقه على النصر في النهائي 2-1 بعد امتداد المباراة لوقت إضافي. وقال إنه حاول كثيراً في المباراة إلى أن نجح في التسبب في ركلة الجزاء التي تعادل منها بني ياس قبل أن يضيف البديل عمر إسماعيل الهدف الثاني وهدف الفوز في الشوط الإضافي الثاني، مضيفاً: الكابتن عبدالوهاب عبدالقادر رأى أنني غير موفق في الفرص التي تتاح لي ولذلك قام بتبديلي في الشوط الثاني ونزول عمر إسماعيل بدلاً مني وبالفعل نجح في تسجيل هدف الفوز من تمريرة صالح إسماعيل، ولا ننسى لحظة رفعنا الكأس الغالية كأول بطولة في تاريخ النادي.

Email