سعيد عبدالغفار: الفوضى تضرب اتحاد الكرة منذ 3 دورات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مع كل حدث مفصلي تمر به كرة القدم الإماراتية، يصبح تقليب الأوراق والتفتيش في المسببات والتنقيب عن حلول مع سعيد عبدالغفار نائب رئيس اتحاد كرة القدم الأسبق، خطوة لا بد منها، تزداد أهميتها وجدواها مع صدى فشل الأبيض الإماراتي في بلوغ حلم مونديال روسيا 2018.

وفي هذه المرة، لم يكتف عبدالغفار باستعراض الأسباب التي أدت إلى فشل الأبيض الإماراتي فحسب، بل عاد بمهارة وربط بإتقان و«فصل» بذكاء محطات مهمة جداً لـ 3 دورات مر وما زال بها اتحاد اللعبة، بقوله: الفوضى تضرب و«تعشعش» في اتحاد الكرة منذ 3 دورات وليس في الدورة الحالية فحسب!

فإلى محاور حوار «البيان الرياضي» مع سعيد عبدالغفار..

وجهة نظر

بكل تأكيد أن لك وجهة نظر ورأي صريح كالعادة حول ضياع حلم تأهل المنتخب الأول لمونديال روسيا 2018، فماذا في جعبتك؟

يضحك، ربما أحمل في جعبتي شيئاً أو أشياء أظن أنها مختلفة «شوي».

هات، ماذا عندك من أشياء مختلفة؟

لا أريد تحليل أو تقييم أو تحميل المرحلة الحالية لاتحاد كرة القدم مسؤولية فشل المنتخب الأول في عدم التأهل إلى مونديال روسيا 2018، المنطق يفرض علي وعلى غيري من المنصفين العودة إلى دورتين سابقتين للدورة الحالية، ليكون التقييم لثلاث دورات فيما يتعلق بالمنتخب الأول حصراً، حتى نصل إلى المعالجة الصحيحة ونخرج بتشخيص دقيق يزيل الكثير من القلق عن أبناء الشارع الكروي.

ففي الدورة الأولى والتي كنت فيها شخصياً نائب للرئيس الأخ محمد خلفان الرميثي، لم يحقق المنتخب الأول إنجازاً واحداً، وما تحقق «كان» على صعيد منتخب الشباب بفوزه بلقب البطولة الآسيوية، والحصول على وصيف أسياد غوانزو.

ألا تعتبر ذلك إنجازاً يحسب لدورة الأخ الرميثي؟

بسرعة، لا أبداً ليس إنجازاً، لأن ما تحقق ليس على صعيد المنتخب الأول.

وماذا لديك عن الدورة الثانية برئاسة الأخ السركال؟

في الدورة الثانية برئاسة الأخ السركال، حقق المنتخب الأول الفوز بلقب «خليجي21»، وثالث آسيا، والتأهل إلى أولمبياد لندن لأول مرة.

وطبيعي أنك تعتبر ما تحقق في دورة الأخ السركال، إنجازاً، أليس كذلك؟

لا، ليس إنجازاً، لأن منتخبنا سبق وحصل على ثاني آسيا في 1996، وخسر اللقب بفارق الركلات الترجيحية أمام شقيقه السعودي، ولهذا لا اعتبر ثالث آسيا في 2015 إنجازاً، تماماً مثل الحصول على لقب البطولة الخليجية غير المعترف بها أصلاً، فيما التأهل إلى أولمبياد لندن حدث وفق «سيناريو» غريب لم يكن لنا فيه دور أبداً، لأن منتخبنا الأولمبي خسر من شقيقه العراقي، وفقد أصلاً فرصة التأهل إلى الأولمبياد، قبل أن «تنزل» علينا بطاقة التأهل من السماء نتيجة ارتكاب الأخوة العراقيين خطأ إجرائي يتعلق بطريقة تسجيل أحد لاعبيهم!

وماذا عند الدورة الثالثة الحالية برئاسة الأخ مروان بن غليطة؟

الدورة الحالية برئاسة الأخ مروان بن غليطة ما زال أمامها أكثر من سنتين، وبعد مضي أكثر من سنة من عمرها، لا أرى شيئاً قد تحقق على صعيد المنتخب الأول.

لكن هناك مَن يحمل اتحاد الكرة في الدورة الحالية، مسؤولية فشل المنتخب الأول، هل أنت مع هذا التقييم؟

لا أنا لست مع هذا التقييم، بل أراه تعسفياً جداً، لعدة أسباب، أهمها، أن الدورة الحالية لم تنته بعد، وأن بوادر ومؤشرات فشل المنتخب الأول قد بدأت منذ «خدر» المعنيون الشارع الكروي بثالث آسيا 2015 في أستراليا، ولم يعالجوا منذ ذلك العام، المشاكل والخلافات في أروقة المنتخب، إضافة إلى عدم التصدي لحالة الترهل في منظومة العمل الكروي على مختلف الأصعدة.

أراك تميل إلى تبرئة اتحاد الكرة الحالي من مسؤولية فشل المنتخب الأول، لماذا؟

لا ابرئ أحداً، أنا أرى فشل المنتخب الأول قد بدأ منذ دورتين، وتوج في الدورة الحالية.

ما هي الخلاصة التي تريد الوصول إليها من تقييمك لعمل اتحاد الكرة في 3 دورات؟

ما أريد الوصول إليه هو أن الفوضى تضرب و«تعشعش» في اتحاد الكرة منذ 3 دورات، وليس فقط في الدورة الحالية، عمل اتحاد الكرة ومنذ سنوات عدة على صعيد المنتخب الأول تحديداً، والمنتخبات الوطنية والمسابقات والحكام عموماً، يعيش في دائرة الفوضى شبه العارمة، حتى تم تتويج ذلك بعدم بلوغ مونديال روسيا 2018.

هل من تفصيل أكثر لما تعنيه بفوضى الدورات الثلاث؟

نعم، سأوضح، مسلسل الفوضى بدأ ضارباً اتحاد الكرة في الدورة الأولى بعد الاستقالة المفاجئة للأخ محمد خلفان الرميثي في أعقاب الخسارة أمام المنتخب الأولمبي العراقي، والفوضى ضربت اتحاد الكرة في الدورة الثانية عندما تم تشكيل اللجنة المؤقتة برئاسة الأخ يوسف السركال بطريقة تشبه الأفلام الهندية، والفوضى تضرب اتحاد الكرة في الدورة الحالية برئاسة الأخ مروان بن غليطة بكثرة التصريحات والسجالات وإفشاء الأسرار، والأخيرة اعتبرها أبرز أخطاء مرحلة بن غليطة.

وهل ترى أن الفوضى المستمرة منذ 3 دورات قد أدت إلى النتيجة الأخيرة للمنتخب الأول؟

بالضبط، فشل المنتخب الأول الآن هو نتاج طبيعي، وابن شرعي لفوضى متواصلة منذ 3 دورات.

بصراحة، هل تعتبر عدم تأهل المنتخب الأول لمونديال روسيا 2018، كارثة؟

لا، ليس كارثة، لأن مَن يعتبر عدم تأهل منتخبنا إلى مونديال روسيا 2018، كارثة، عليه أن يكون واقعياً، ويسأل نفسه: هل كنا نتوقع التأهل قبل بدء التصفيات، وهل منتخبنا مؤهل أصلاً لبلوغ الحلم الثاني للكرة الإماراتية، وهل خططنا وعملنا مثل الآخرين من أجل تحقيق هدف الصعود لكأس العالم!

وبماذا تجيب عن أسئلتك أعلاه؟

أجيب بأنه من «المعيب» أن نرتكب الأخطاء نفسها منذ 3 دورات لاتحاد الكرة، ثم نأتي ونحمل دورة دون أخرى مسؤولية تبديد حلم كبير بمستوى الصعود لكأس العالم.

وما العلاج من وجهة نظرك؟

العلاج يكمن في جانب كبير منه في التطبيق الصحيح للاحتراف الشامل، ووضع خطة واقعية للنهوض بكرة القدم الإماراتية، وتقنين العملية الانتخابية بما يفضي إلى وصول أعضاء من ذوي الخبرة والكفاءة والتفاهم والتجانس الفكري، وتقييم ومحاسبة المقصرين من خلال لجنة مختصة، وتفعيل دور الجمعية العمومية وإخراجها من دورها الصامت.

متى ترى الفرصة ممكنة لتأهل منتخب الإمارات الأول لكأس العالم؟

أعتقد ليس قبل مونديال 2030، ولتحقيق ذلك الحلم، علينا العمل من الآن بأسلوب احترافي حقيقي.

وماذا عن حظوظ منتخب الإمارات في الفوز بكأس آسيا 2019؟

الفوز بلقب البطولة الآسيوية في 2019 أراه صعباً جداً، رغم أنها ستقام على أرضنا، لأن الآخرين يعملون ونحن نعيش في فوضى شبه عارمة، ولهذا أعتقد أننا لن نفوز بلقب القارة الصفراء في 2019 إلا إذا عملنا من الآن بأسلوب احترافي حقيقي، وغادرنا «جلد ذاتنا» بعد الفشل في عدم التأهل إلى مونديال روسيا 2018، ووضعنا حلولاً دائمة رصينة، وليست حلولاً سريعة «مسكنة» تشبه «البندول»!

هل منتخب الإمارات يحتاج إلى مدرب من داخل الدولة أم من الخارج؟

لست مع التعاقد مع مدرب يعمل في داخل الدولة أبداً، المطلوب مدرب عالمي من خارج الدولة يمتلك شخصية قيادية ولديه المقدرة على التعاون والتنسيق التامين مع اتحاد الكرة.

رسالتان.. الأولى لمروان والثانية للمنتقدين

حرص سعيد عبدالغفار نائب رئيس اتحاد الإمارات لكرة القدم الأسبق، على توجيه رسالتين وصفهما بالأخوتين، الأولى إلى مروان بن غليطة الرئيس الحالي لاتحاد كرة القدم، يدعوه فيها إلى جعل عمله يتكلم عوضاً عنه، مع حتمية التقليل من التصريحات المثيرة والشعارات البراقة والعبارات غير المألوفة، وعدم الدخول في دائرة «المناوشات» مع أي طرف من أطراف اللعبة في الإمارات.

والثانية إلى المنتقدين سواء الإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام أو الشخصيات الرياضية المعروفة، يدعوهم فيها إلى عدم «تضخيم» الأمور بشأن المنتخب الوطني، والابتعاد عن «شخصنة» تلك الأمور، مبدياً ترحيبه الكبير بالنقد الهادف الذي ليس فيه تجريح أو تناول شخصي لا يخفى على أحد، مشدداً على أن مجتمع الإمارات يعرف بعضه البعض بشكل كبير جداً، ولا يصعب على أحد معرفة أهداف هذا الناقد وذاك المنتقد!

«سالفة» منتخب الناشئين مؤلمة جداً

أعرب سعيد عبدالغفار عن بالغ ألمه واستغرابه لما تعرض له منتخب الإمارات لناشئي كرة القدم قبل مشاركته في البــطولة الآسيوية بقوله: فصول «سالفة» منتخبنا للناشئين مؤلمة جداً ليس لي فحسب، بل لكل أبناء الشارع الكروي في الدولة، لأنه ليس من المعقول أن نقع في مثل هذه الأخطاء الإدارية القاتلة بعد 9 مواسم من الاحتراف.

ثم أين تأثير ودور وجهد ممثلينا في الاتحاد الآسيوي، لماذا لم يتحركوا لنصرة المصلحة الوطنية في محفل خارجي كبير، لماذا لم يعملوا من أجل تأمين حق الإمارات بعيداً عن النظرة الشخصية الضيقة، ما أدى إلى أن يقع منتخبنا للناشئين ضحية وبطريقة سهلة جداً للآخرين الذين يتوجب علينا أن لا نعتبرهم أقوى وأذكى منا، بقدر ما أن «السالفة» كشفت حقيقية ضعفنا إدارياً وعلى صـــعيد العلاقات الرياضية الخارجية!

3

لفت سعيد عبدالغفار نائب رئيس اتحاد الإمارات لكرة القدم الأسبق، إلى أن 99% من لاعبي المنتخب الأول غير مؤهلين لخوض الاحتراف في أي من الدوريات الأوروبية، مشدداً على أن هناك 3 لاعبين فقط يعرفهم جميع أبناء الوسط الكروي في الدولة، بإمكانهم خوض تجربة احترافية خارجية، مع التوقع بأن لا تتاح فرصة اللعب كاملة أمام أولئك اللاعبين الثلاثة.

معتبراً الأمر محزناً في ظل تطبيق التجربة الاحترافية في الإمارات منذ 9 مواسم مضت، داعياً إلى ضرورة التحرك والعمل الجادين من أجل أن يكون احترافنا حقيقياً ومنتجاً على الصعيد المحلي ومؤدياً إلى الاحتراف الخارجي، من خلال تقديم وجوه موهوبة جديدة في ختام كل موسم سواء لتشكيلة المنتخب الوطني أو لخوض تجارب احترافية خارجية تعود بالنفع على حاضر ومستقبل كرة القدم الإماراتية، أندية ومنتخبات.

 

Email