أكد أن دوري الـ 12 فريقاً لن يشكل ضغطاً على التحكيم

يحيى الملا: طموحي الوصول إلى «النخبة الآسيوية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلال الموسم الماضي ظهر الحكم الشاب يحيى الملا بمستوى متميز، بعد أن قام بإدارة 12 مباراة في دوري الخليج العربي، فكافأته لجنة الحكام بتعيينه حكماً رابعاً في نهائي كأس رئيس الدولة بين الوحدة والنصر، فكان أصغر حكم يتولى تلك المهمة طوال تاريخ البطولة، فاستحق توقيع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على قميصه، لتكون ذكرى خالدة ووساما يعتز به طوال مسيرته الرياضية، ودافعا لمزيد من الاجتهاد والتميز في السنوات المقبلة، حتى يصل إلى النخبة الآسيوية التي يعتبرها حلمه المقبل.


وأحلام وطموحات الحكم يحيى الملا لا تتوقف على انضمامه لقائمة النخبة القارية، له أحلام عديدة وآراء صريحة في عدد من الأمور الكروية يتحدث عنها من خلال الحوار التالي:


هل أنت راضٍ عن مستواك خلال الفترة الماضية؟
يقول يحيى الملا نعم راض عن أدائي كمرحلة من مراحل مسيرتي التحكيمية، ولكن بالطبع لدي طموحات أكبر، وأهداف أعمق، حيث أتمنى الوصول إلى الشارة الدولية، والانضمام إلى قائمة النخبة الآسيوية، ومن ثم التحكيم في العديد من الذي يعتبر حلما لكل لاعب وحكم وإداري.


ولكن تحقيق الأحلام يستلزم جهدا كبيرا وتركيزا عاليا؟
بدون شك.. لذلك أسير على الطريق الصحيح لتحقيق طموحاتي، فأنا حكم مجتهد، أؤدي مهمتي على الوجه الأكمل، وأعطي التحكيم جزءا كبيرا من وقتي، ولدي رغبة كبيرة في التطوير والتعلم من تجارب الآخرين، وتلك خطوات أرى أنها جيدة لتحقيق طموحاتي.


تحكيمنا بخير
كيف ترى التحكيم الإماراتي؟

التحكيم الإماراتي بخير وجيد المستوى، يضم نخبة من الحكام المتميزين، لدينا قاعدة جيدة من المواهب الشابة، والتحكيم في أي مكان لا يخلو من الأخطاء غير المقصودة والتي يعود السبب فيها للتقدير وفق قناعات الحكم وزاوية الرؤية بالنسبة له.


ولكن بعض الإداريين يرون أن مستوانا التحكيمي ضعيف؟

اختلف مع أصحاب هذا الرأي، وإذا كان البعض يتحدث أو يهاجم التحكيم بسبب صالح فريقه، فهذا يهدر التحكيم حقه، ولو كان التحكيم الإماراتي ضعيفا لما استعان الاتحادان الدولي والآسيوي بعدد من حكامنا في إدارة العديد من البطولات والمباريات المهمة، كما قامت عدة اتحادات مثل مصر والأردن وسلطنة عمان بالاستعانة بكوادرنا لإدارة مباريات بدوريهم، وأنا من هؤلاء الحكام الذين قاموا بالتحكيم في الدوري العماني، ومن يتابع أداء حكامنا في الخارج يشعر بالفخر لكون هؤلاء من شباب الإمارات، خاصة محمد عبد الله مثلي الأعلى، الذي أتمنى له التوفيق في مهمته بالوصول إلى مونديال روسيا.


أخطاء ساذجة
خلال الدور الأول كانت هناك أخطاء وصفت بأنها ساذجة فما السبب؟

وصفها بالساذجة أعتبره شهادة حق لصالح كوادرنا، لأنها تعني أنها لا تتواكب مع قدراتهم وإمكاناتهم الفنية، والحقيقة التحكيم مر بظروف صعبة في الدور الأول، من ضغوط داخلية وخارجية أفقد البعض تركيزه، مما عرضه للوقوع في أخطاء من الصعب تكرارها للحكم نفسه، ولكن بعد أن زالت الأسباب رجع التحكيم لمستواه في الدور الثاني.


ما السر في ظهور الحكام بمستوى أفضل في الدور الثاني؟

أحسنت لجنة الحكام التعامل مع التحكيم خلال تلك الفترة، وتم تنظيم معسكر في الجزيرة الحمراء برأس الخيمة، تم خلاله الاستعانة بخبير نفسي أحسن إخراج شحنة الضغوط النفسية عن كاهل الحكام، مع العمل بشكل جيد من الناحية الفنية لتدارك السلبيات وتصحيح المسيرة، كما لا أخفي سراً حينما أقول إننا حكام جلسنا سويا، وتناقشنا بكل صراحة فيما وصل إليه التحكيم خلال تلك الفترة، وتعاهدنا على التماسك والعودة لمستوانا المعهود، وأعتقد الكل شاهد مستوى متميزا للحكام بعد ذلك، ومن حسن حظي أن أقوم بإدارة 7 مباريات من أصل 12 في الدور الثاني، مما أعتبره ثقة أعتز بها.


تطوير
ماذا ينقص حكامنا من وجهة نظرك؟

أي تحكيم في العالم يحتاج أصحابه للتطوير الدائم والمران الجيد على تعديلات القوانين، وزيادة التركيز خلال إدارة المباريات، وهذه كلها أمور نقوم بها، كما إن اتحاد الكرة لم يقصر في تنظيم العديد من دورات الصقل والاستعانة بعدد من الخبراء لتدريب كوادرنا، مما يساعدهم على أداء مهمتهم بالوجه الأكمل، ودائما يردد الخبراء أن الحكم الجيد هو الأقل أخطاء، لأنه لا يوجد تحكيم مثالي بلا أخطاء في العالم، ولعل ما يحدث في البطولات الدولية الكبرى التي يشارك فيها نخبة الحكام خير مثال.


ما هي وصفة النجاح لإدارة مباراة بمستوى جيد؟
الوصول إلى المباراة لبر الأمان يستلزم الاستعداد النفسي الجيد للمهمة، وزيادة التركيز، وحسن التعامل مع باقي أفراد الطاقم التحكيمي، وقوة الشخصية، والتعامل بلطف مع اللاعبين لامتصاص غضبهم وعصبيتهم أحيانا، مع ضرورة فرض شخصيته داخل الملعب حتى يستطيع السيطرة على الأحداث التي تمر بها المباريات.


مباريات صعبة
ما هي أصعب مباريات قمت بإدارتها خلال الموسم الماضي؟

الحقيقة قمت بإدارة العديد من المباريات الصعبة خلال الموسم الماضي، خاصة للفرق التي كانت مهددة بالهبوط لدوري الدرجة الأولى، وأذكر أصعبها وكانت تجمع كلباء مع بني ياس حيث كانت المباراة مفترق طرق للفريقين، ولا مجال للخطأ في تلك المباراة والحمد لله وفقت مع زملائي في إدارتها وانتهت بالتعادل بهدف، وكذلك مباراة الشارقة مع دبا الفجيرة وكانت من أصعب المباريات كذلك، والحمد لله وفقت في إدارتها.


قضايا
هل ترى أهمية لتجربة حكم الفيديو؟

من المهم التفاعل مع التكنولوجيا التي تساهم في تقليل الأخطاء وتجربة الفيديو جيدة، ومن شأنها مساعدة الحكم في تقليل الأخطاء ومنح الأندية كامل حقوقها، وإن شاء الله تكون عاملا مساعدا في إنجاح مهمتنا خلال الموسم المقبل.


هل تقليص عدد فرق الدوري إلى 12 ناديا يشكل ضغطاً عليكم؟
إن شاء الله لا يكون عامل ضغط، لأن المنافسات في الأساس قوية، وإن شاء الله يكون العدد دافعا قويا لنا وللفرق لتقديم مزيد من الجهد والتميز خلال الموسم المقبل.


*كيف ترى مسيرة المنتخب الوطني في تصفيات المونديال؟
كنت أتمنى أن يكون الأداء أفضل والنتائج أحسن، لأن حلم الوصول إلى كأس العالم كبير ويتطلب التضحية من أجل الوصول إليه، وأتمنى للمنتخب التوفيق خلال مسيرته المقبلة.


جيل الشباب
كيف ترى مستوى الحكام الشباب والذين يعتبرون الصف الثاني للدوليين؟

بكل صراحة نحن محظوظون بوجود عدد من الكفاءات التحكيمية الشابة، ومستواهم لا يقل عن الدوليين وأذكر منهم، احمد سالم، محمد عبيد، يحيي الملا، أحمد درويش، سلطان صالح، وغيرهم من العناصر الشابة الموهوبة، ووجود هؤلاء في مهمات إدارة دوري الخليج العربي مكسب كبير وداعم لجهد إخوانهم الدوليين، لأنه كلما تواجد عدد مميز من الحكام زادت المنافسة فما بينهم، وزاد تركيزهم في إدارة المباريات، بما يصب في الصالح العام.


الناس تتابع الحكم داخل الملعب فكيف هي حياته خارجها؟
الحكم معظم أوقاته للتحكيم، يعمل صباحا ويعود في الأيام العادية للمران والمحاضرات، وإذا كانت هناك مباراة وما اكثرها يتوجه من العمل لأداء مهمته، وبالطبع هناك إهمال للأسرة والأولاد وغالبا الحكم لا يرى أولاده إلا في العطلات الأسبوعية، وبالطبع هذه تضحيات مخفية عن أنظار الجميع ولكنها ضريبة حب هواية التحكيم والرغبة في التميز.


لست نادماً
هل أنت نادم على الاتجاه للتحكيم؟

لست نادما على الإطلاق، فأنا رياضي ولاعب سابق، وأحببت التحكيم رغم انه من أقل الهوايات الكروية دخلا، ولكننا لا ننظر للمقابل المادي قدر نظرتنا للتميز وأداء مهمتنا على الوجه الأكمل وإعطاء كل فريق حقه تماما خلال المباراة، ولك أن تعلم أن الحكم الذي يخطئ ويكون لخطئه تأثير على سير المباراة ونتيجتها لا ينام ليلته من الحزن، وبالطبع الخطأ غير مقصود لأنه من نتاج عدم رؤية صحيحة أو تقدير وقتي غير موفق لأن قرار الحكم يتخذ في جزء من الثانية.


في حال اعتزال التحكيم ما هي الخطوة البديلة؟
ضحك يحيى الملا وقال أيضا سيكون طريقي الجديد من التحكيم من خلال العمل كمقيم للحكام أو تولي منصب مدير فني للحكام ولا مانع من تولي منصب في لجنة التحكيم وليس مستغربا أن أتولى رئاسة اللجنة مستقبلا.


هل توافق على مزاولة أولادك لهواية التحكيم؟
أهم شيء عليهم التميز في الدراسة والتخرج بتفوق، وفي المجال الرياضي المجال مفتوح أمامهم لمزاولة الرياضة المفضلة لديهم ولو كانت لهم ميول تحكيمية فسأكون مشجعا لهم وداعما قويا لمسيرتهم.

بروفايل
الاسم: يحيى الملا
المهنة: مهندس في هيئة كهرباء ومياه دبي
الهواية: لاعب سابق بالأهلي وحكم كرة قدم من عام 2007
الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه 3 أولاد وبنت


خلفان مبارك لاعب متميز
أبدى الحكم يحيي الملا إعجابه بلاعب الجزيرة والمنتخب الوطني خلفان مبارك، وقال إنه لاعب متميز، سواء مع ناديه حيث كان من أحد العوامل المهمة في تحقيق الفوز ببطولة الدوري، كما أنه يمثل جيل المستقبل لكرة الإمارات، وأتمنى له التوفيق وأن يكون عطاؤه أكبر الفترة المقبلة بما يخدم المنتخبات الوطنية خاصة ونحن نستعد لاستضافة نهائيات آسيا 2019.


هؤلاء دعموا مسيرتي
وجه يحيى الملا الشكر والتقدير إلى الحكم الدولي الأسبق علي حمد وإلى زميله حسن عبد الله لكونهما من أكبر الداعمين لمسيرته التحكمية منذ انضمامه إلى سلم التحكيم قبل 10 سنوات، وقال يحيى الملا مهما قلت ووجدت من كلمات سأعجز عن توجيه الشكر لهما على وقوفهما بجواري طوال السنوات الماضية وحتى الآن ومثل هذا الدعم القوي يشجع الحكم ويزيد من عطائه.

Email