مدرب منتخب الشباب والمحاضر الآسيوي لـ « البيان الرياضي»

الحساني: التدريب تحول إلى نسخ من اليوتيوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف جمال الحساني مدرب المنتخب الوطني للشباب مواليد 99، المحاضر بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، عن انتهائه من إصدار أول كتاب باللغة العربية في الإمارات، حول تدريب وتطوير مهارات كرة القدم للاعبين، وأنه دخل المراحل النهائية قبل الطبع.

مؤكداً أن الكرة الإماراتية تواجه العديد من التحديات في الآونة الأخيرة، خصوصاً في ما يتعلق بالمدرب المواطن، والذي من وجهة نظره، لا يحصل على الثقة والدعم الكافيين.

حدثنا عن الكتاب الذي تعتزم إصداره؟

الكتاب هو الأول من نوعه في الإمارات باللغة العربية، وبعنوان «كيف تدرب وتطور مهارات كرة القدم»، ويتكون من 150 صفحة، عبارة عن 75 تدريباً في مهارات كرة القدم وكيفية تطويرها، وهو مخصص أيضاً للمدربين، للاستعانة بهذه التدريبات في عملهم، وأتشرف أن أكون أول مدرب مواطن يقدم على اتخاذ مثل هذه الخطوة.

وكيف جاءتك الفكرة؟

بعدما أصبحت محاضراً في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وخلال عدد من الدورات، كنت أسأل مدربين، سواء أجانب أو مواطنين، عن كيفية حصولهم على الأساليب الحديثة والتدريبات الخاصة باللاعبين.

وفوجئت بأنهم يحصلون عليها عن طريق مواقع الإنترنت أو اليوتيوب، أو عن طريق كتب أجنبية، دون دراية بمدى نجاح هذه التدريبات مع نوعية لاعبينا من عدمه، رغم أن منهم مدربون يحملون رخصاً تدريبية متقدمة، وهو ما جعلني أتخذ تلك الخطوة، بإصدار الكتاب باللغة العربية.

ألا تعتقد أن الاعتماد على الإنترنت واليوتيوب فقط أمر سلبي؟

بالتأكيد.. فالتدريب في أحيان كثيرة، أصبح «كوبي بيست» من المواقع، وهو خطأ كبير، لأن إمكانات وقدرات اللاعبين تختلف من مكان لآخر، كذلك نوعية التدريبات للفئات العمرية المختلفة، مختلفة، وللأسف، نحن متأخرون كثيراً، لأننا لا نملك آخر التحديثات في التدريب، وهناك مدربون لا يواكبون هذا التطور وحضور ورش العمل التدريبية.

كما أن التحليل الكروي بات في وضع صعب، وبعض المحللين المشاهير لا يعرفون الكثير عن التدريب، ولكنهم للأسف يحللون المباريات على شاشات التليفزيون.

وفي مرة سألت محللاً مشهوراً في إحدى القنوات التليفزيونية الرياضية، عن الفرق بين أسلوب وخطة وطريقة اللعب، قال لي إنه لا يعرف، وبالتأكيد، هي مصيبة وكارثة، فكيف حينئذ يحلل مباريات الدوري في قناة رياضية، وهو لا يعرف مثل هذه الأمور، وبالتالي، ينقل معلومات خطأ للشارع الرياضي، ولذلك، أعتزم إصدار كتاب آخر عن تحليل المباريات، لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة .

وكيف ترى واقع المدرب المواطن؟

هناك العديد من المدربين المواطنين من أصحاب الكفاءات والفكر التدريبي الجيد، ولكن للأسف، المدرب المواطن لا يحصل على الثقة الكافية من الأندية، والتي نتمنى أن تمنحها للمدرب المواطن، وقد لا يطور المدرب من نفسه، لأنه لا يحصل على الفرصة.

واستغرب من إدارات أنديتنا، أنها تتعاقد مع مدربين أجانب في أكاديميات المراحل السنية، باستثناء النادي الأهلي، الذي يملك في أكاديميته أغلبية من المدربين المواطنين، وحديثي لا يقلل من قيمة المدربين الأجانب أو العرب.

ولكن ما العمل، لو أن المدرب المواطن لا يسعى لتطوير نفسه؟

يجب طرح السؤال أولاً، لماذا لا يطور من نفسه؟.. الإجابة، لأنه لا يحصل على الفرصة والاهتمام والدعم الكافي، كما أن أبرز المشاكل، عدم التفرغ لكرة القدم، وعدم تحول المدربين إلى محترفين، فمشكلة أغلب المدربين، أنهم غير متفرغين، ولو أصبح مدرباً محترفاً، سيطور من نفسه، ويكتسب المزيد من الخبرات.

لأنه حينها سيتخلى عن وظيفته، التي يعتبرها الأهم بالنسبة له، أعلم أن هناك مدربين يعشقون المهنة وكرة القدم، ولكنهم لا يجدون البيئة المساعدة.

وأين دور اتحاد الكرة؟

ربما الاتحاد هو الوحيد الذي يعتمد على المدرب المواطن، وفي منتخبات المراحل السنية، جميع المدربين مواطنون، ولكنه لا يستطيع فرض ذلك على الأندية، فالأندية أقوى من الاتحاد.

ولكن، هل تعتقد أن وجود المدرب المواطن مع المنتخبات أتى بثماره؟

من حقق النجاحات مع المنتخب الأول؟.. لا يوجد سوى زاغالو وميتسو ومهدي علي، ولذلك، الأجانب لم يفيدونا في شيء، وفي المراحل السنية كذلك، تولى المهمة كم كبير من الأجانب، ولكنهم لم يحققوا بطولات، بعكس مدربين مواطنين، مثل بدر صالح وعلي إبراهيم وعبد الله مسفر ومهدي علي مع منتخب الشباب من قبل، صحيح النتائج متراجعة في منتخبات المراحل السنية في السنوات الأخيرة.

ولكن هذا له أسبابه، ربما لكثرة التغيير، ولعدم وجود فلسفة خاصة بالكرة الإماراتية، لأنها أمر في غاية الأهمية، وجود فلسفة للعب، تميز كرة الإمارات، سواء في المنتخبات أو الأندية، ففي أوروبا، اتحادات الكرة تجبر الأندية على اللعب بنفس الفلسفة التي تميزها.

وكيف ترى مستقبل منتخباتنا في المراحل السنية، في ظل التراجع الذي حدث في السنوات الأخيرة؟

لن أكون متشائماً، وأعتقد أن المستقبل مبشر، بشرط استمرار مراكز التكوين الخمسة التي أنشأها اتحاد الكرة في مختلف إمارات الدولة، لانتقاء اللاعبين المميزين في كل مرحلة سنية، خاصة أنها فكرة ممتازة لوجود خامات جيدة، لأنه تردد أقاويل عن إمكانية إلغائها، كما أنه من المفيد، تكوين المنتخبات قبل البطولات بفترة كافية، وحصولها على الوقت الكافي من التحضير.

رأيك في المستوى الفني لدوري الخليج العربي؟

يجب ألا نضحك على أنفسنا، وأن نتحدث بواقعية، فدورينا ما زال ضعيفاً من الناحية الفنية، وحسب آخر الإحصاءات، فالوقت الفعلي للعب لا يتجاوز 49 دقيقة، كما أن الأجانب الذين تتعاقد معهم الأندية، لا يفيدون الكرة الإماراتية بصفة عامة.

ولكنهم يفيدون الأندية من ناحية النتائج والتركيز على البطولات فقط، دون الاستفادة منهم في تطوير اللاعبين المحليين، وبعد فترة، يتأثر اللاعب الأجنبي بالمواطن في العديد من الأمور، وأعتقد أن نوعية كثير من اللاعبين الأجانب غير جيدةوكيف ترى أسعار اللاعبين؟

بالطبع، مبالغ خيالية، سواء للاعبين المواطنين أو الأجانب، والأندية تصرف ملايين على لاعبين وهم على دكة البدلاء، فأنديتنا في خطر بالفعل، والعقود كبيرة بصورة مبالغ فيها.

وهل العقود الكبيرة قتلت طموح الاحتراف لدى اللاعب المواطن؟

صحيح، اللاعب الإماراتي يتمتع بالترفيه، وكل شيء متوفر له، وهي مشكلة كبيرة، واللاعب إذا لم يكن جائع كرة قدم، لن يتطور، ويجب أن يشعر كذلك أنها وظيفته الأساسية ورزقه الوحيد، وإلا لن يقدم شيئاً.

وكيف يتغير هذا المفهوم؟

بتقليل الرواتب الخيالية، وتقنين العقود، والتحول إلى الاحتراف الحقيقي، فاللاعب يجب أن يحصل على راتبه، بناء على نسبة مشاركاته في المباريات، إلا أن ذلك لا يحدث.

واللاعب يستلم راتبه كاملاً، سواء لعب أم لا، فنحن للأسف لم نصل للاحتراف الكامل، سواء المدربين أو اللاعبين، فلو قلنا إننا محترفون، لماذا لاعبونا غير مطلوبين في الخارج، رغم تطبيق قرار 3+1، والذي لم نستفيد منه بعكس دول شرق آسيا.

خريبين الأفضل

اعتبر الحساني، اللاعب السوري عمر خريبين مهاجم الظفرة والذي سيرحل للهلال السعودي واحداً من أفضل اللاعبين الأجانب في دوري الخليج العربي هذا الموسم، وقال: «من وجهة نظري، خريبين تفوق على أغلب اللاعبين الأجانب في دورينا، رغم أن هناك لاعبين سجلوا أهدافاً كثيرة.

ولكنه أثبت أنه لاعب على مستوى عالٍ، وبرز اسمه مع الظفرة، نتيجة أدائه المميز، وقد أشدت باللاعب أكثر من مرة، بدليل تهافت عدد كبير من الأندية على التعاقد معه».

 

حلم تدريب العين

بدأ جمال الحساني مسيرته التدريبية، مدرباً في المراحل السنية بنادي العين، وعمل مساعداً لأحمد عبد الله في الفريق الأول، وحصل الحساني على الاعتماد من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، كمحاضر إقليمي في العام الماضي، وقدم كأول محاضر إماراتي يقدم دورة تدريبية في دول الخليج الدورة في السعودية ديسمبر الماضي.

ومن المنتظر أن يقدم الدورة سي للمدربين في قطر في الفترة المقبلة. وقال: «بما أنني أنتمنى لنادي العين، فحلمي تدريب الفريق الأول، ومتأكد أن الفرصة ستأتي، حتى لو لم تكن قريباً.

وأكون مدرباً للعين في يوم من الأيام، إلا أن ذلك لا يعني أنني قد لا أقبل بمهمة تدريب أي نادٍ آخر لو أتيحت الفرصة». وكشف الحساني، أنه تلقى عرضا من نادي الطائي السعودي لتدريبه العام الماضي، إلا أن الارتباط بمنتخب الشباب منعه من التجربة.

معايشة كبار المدربين

أكد جمال الحساني مدرب منتخب الشباب، على ضرورة خوض المدربين فترات معايشة مع كبار المدربين في الدوريات العالمية، وزيادة ورش العمل والدورات التدريبية، التي من شأنها زيادة خبرات المدرب، بالإضافة إلى الخبرة الميدانية.

وكشف عن خوضه أكثر من فترة معايشة مع مدربين من أصحاب الأسماء الكبيرة، مثل البرتغالي مورينيو، عندما كان مدرباً لإنتر ميلان الإيطالي، بالإضافة إلى فترة معايشة مع الإسباني رافائيل بينيتيز، عندما كان مدرباً لفالنسيا الإسباني، والإيطالي مانشيني في مانشستر سيتي، وقال: «من المهم خوض فترة معايشة.

وهناك وسائل كثيرة، سواء عن طريق خطابات من اتحاد الكرة أو المجالس الرياضية، أو حتى على حسابي الشخصي، ورأيت كيف يتعامل هؤلاء المدربون الكبار مع اللاعبين، وطرق وأساليبهم التدريبية، ما أفادني كثيراً».

 

Ⅶ كيف بمحلل شهير لا يعرف الفرق بين الأسلوب والخطة وطريقة اللعب

Ⅶ المدرب المواطن لا يحصل على الثقة الكافية من الأندية

Ⅶ مستقبل المراحل السنية مبشر بشرط الإبقاء على مراكز التكوين

Ⅶ دورينا ما زال ضعيفاً فنياً بدليل الوقت الفعلي للعب

Ⅶ عقود اللاعبين خيالية والاحتراف على الورق فقط

Ⅶ إتحاد الكرة الإماراتي يدعم المدرب المواطن .. بلا حدود

Email