كشف عن سر اعتزاله بعد ترك الكرة في أوج عطائه

منذر علي: 95% من احتراف لاعبينا على الورق

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد اعتزاله في عام 2007، عاد منذر علي لاعب الوصل والمنتخب سابقاً، ليكشف عن السر الحقيقي وراء اعتزاله، ذلك القرار الذي اتخذه رغم تعطشه للمزيد من العطاء الكروي حسب ما أوضح. وبصفته الآن وكيل لاعبين، قال بشكلٍ صريح، إن 95% من احتراف لاعبينا فقط بالعقود، ثم انتقل في حواره مع «البيان الرياضي»، للتحدث عن مستوى «الأبيض» بقيادة المهندس مهدي علي، منتقداً في الوقت نفسه التمسك بالتشكيلة نفسها، والابتعاد عن تغذية المنتخب بعناصر جديدة، من شأنها إشعال روح المنافسة بين اللاعبين. وارتفعت نبرة الحزن والأسى لدى لاعب الوصل سابقاً، عندما تحدثنا عن «الإمبراطور»، والإخفاقات التي أبعدته عن منصات التتويج، حيث عبر بجملة واحدة كان لها وقع كبير هي «واقع الإمبراطور مؤلم».

حقيقة مختلفة

صرح منذر علي في السابق، بأن سر اعتزاله هو الاكتفاء من اللعب، لكن الحقيقة كانت مختلفة، إذ تحدث بصراحة رداً على سؤالي في هذا الصدد قائلاً:

قد أتحدث لأول مرة بهذا الكلام، في العام الذي اعتزلت فيه كرة القدم، توليت مهمة مدير الفريق الرديف، وطالبني مدرب الوصل البرازيلي زماريو بالعودة إلى الفريق، والعدول عن قراري، ولا أخفيك سراً، أنا لم أكتفِ من لعب كرة القدم كما شاع من قبل في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى، لكن تركت اللعب وأنا ما زلت متعطشاً للساحرة المستديرة، وفكرت ملياً بالعودة، إلا أنني أدركت أن العودة، سأظلم بها لاعبين آخرين.

إذاً ما هو السر الحقيقي وراء اعتزالك؟

كنت مدركاً أنني ما زلت قادراً على العطاء لثلاث سنوات أخرى، لكن احترمت قراري الذي اتخذته بعد رصد توجهات إدارة النادي في إبعاد اللاعبين الكبار عن الفريق، فآثرت الابتعاد وأنا في قمة عطائي، على الاستمرار لمواجهة قرار التوقف جبراً.

وكالة لاعبين

منذر علي، ما علاقته اليوم بقلعة الفهود، وأين هو الآن؟

كنت إداري في نادي الوصل بعد الاعتزال، وحالياً لا تربطني علاقة رسمية بنادي الوصل عدا أني «ولد النادي»، وأنا حالياً منشغل بمكتب وكالة لاستقطاب اللاعبين المحترفين.

هل تستقطب اللاعبين الأجانب والمحليين، أم تركز على فئة معينة؟

ركزت في البداية على اللاعبين الأجانب، حيث ابتعدت عن اللاعبين المحليين، نظراً لاحتياجهم إلى تفرغ أكبر، إذ يحتاج اللاعب المحلي إلى دعم وتوجيه، وللأسف معظم الوكلاء لا يهتمون بذلك كثيراً، وربما تجربتي كلاعب ساهمت في معرفة الخيارات الأفضل للاعب بعيداً عن الربح المادي.

اللاعبون المحليون، هل لديهم فكرة واضحة عن الاحتراف؟

للأسف اللاعبون المواطنون ليس لديهم اليوم الإلمام الكافي بمفهوم الاحتراف، وبصراحة 95% من احتراف لاعبينا فقط بالعقود والمبالغ الكبيرة، لكن يجب على اللاعب سؤال نفسه قبل كل شيء، إن كان النادي سيحقق طموحاته كلاعب ويرضيه في الجانبين الفني والمادي معاً، كما يجب على اللاعب المفاضلة بين عروض الأندية، باختيار الفريق الذي يبرز مستواه الفني على نحو أكبر، أكثر من البحث عن الاستفادة المادية لفترة محدودة، وما يترتب عليها من هبوط في مستوى اللاعب وفقدان نجوميته لاحقاً.

بندر والفردان

لديك أمثلة على ذلك؟

الأمثلة تبدو كثيرة، ومنها على سبيل المثال، بندر الأحبابي الذي لم يحصل على فرصته مع الزعيم العيناوي، رغم نشأته مع النادي، فتوجه لاحقاً إلى نادي الظفرة، وبدا نجمه أكثر سطوعاً وكان له دور مؤثر في الفريق، وسرعان ما جاءته فرصة أخرى أفضل مع نادي بني ياس، فاستثمرها أيضاً وعزز مستواه بالالتحاق مع «السماوي».

من هو اللاعب الذي لم يُوفق في الانتقال؟

على سبيل المثال لا الحصر، كان اللاعب حبيب الفردان في صفوف «العميد»، وخلال السنوات الأربع الأخيرة، أثبت النادي بجدارة مركزه في ساحات الملاعب، بدليل تتويج تطور العميد بكأس صاحب السمو رئيس الدولة أخيراً، لكن الفردان تطلع للانضمام إلى صفوف «الفرسان» لنظرة خاصة، ولم يدرك أن وجود لاعبين أجانب في مكانه سيؤدي إلى جلوسه على مقاعد الاحتياط.

واستطرد: قد يكون الفردان خاض هذه التجربة متحدياً ذاته، لإثبات قدراته بين اللاعبين الأجانب، لكن النادي ليس لديه الوقت الكافي لإعطاء الفرص، ذلك ما تسبب في تقليل عطائه بالمقارنة بما كان عليه مع «العميد»، وشخصياً أتمنى عودة الفردان لأخذ مكانه المناسب مع الفرسان، وعلى الأندية مراعاة عدم إعطاء الفرصة للمحترف الأجنبي ليلعب مكان اللاعب الدولي المواطن.

مقومات الأبيض

كيف ترى مستوى لاعبي منتخبنا الوطني؟

الأبيض كان مطالباً بإحراز بطولة آسيا، وفعلاً يمتلك منتخبنا الوطني المقومات التي تؤهله لإحراز البطولة عوضاً عن البرونزية، لكن تظل المسألة في النهاية تحكمها الظروف المحيطة في المباريات، وبلا شك اتجهت أنظارنا في الشارع الرياضي نحو الكأس، وكنا متفائلين بأن الفريق سيتجاوز إنجازنا الذي حققناه في 1996 عندما حصلنا على المركز الثاني، لكن الفرحة لم تكتمل للأسف، ولا ننسى أن هذه البطولة تعتبر هي الأقوى التي مر عليها اللاعبون، وكانت فعلاً على محك يقيس مستوى الفريق من بعيد.

هل سينجح الأبيض في بلوغ مونديال روسيا 2018؟

المجموعة التي سيلعب معها الأبيض في تصفيات كأس العالم ليست سهلة، وليست صعبة في الوقت نفسه، وأعتقد أن فرصتنا جيدة لعبور الدور الأول المؤهل ضمن التصفيات، لكن في النهاية يظل المستوى الفني وتكتيك المدرب هو الفيصل.

تكتيك مدرب منتخبنا الوطني بصورة عامة.. في الاتجاه الصحيح؟

المهندس مهدي علي مدرب منتخبنا الوطني لا تنقصه الخبرة حالياً، لكن يحتاج إلى تغذية المنتخب بعناصر جديدة، لأن بعض اللاعبين في المنتخب حالياً وصلوا إلى مرحلة الثقة الزائدة بتواجدهم ضمن التشكيلة أو اختيارات المدرب. ومن منظوري الشخصي، إذا تمكن مهدي من ضم عناصر جديدة في التشكيلة، سيخلق حتماً روح المنافسة من جديد في المجموعة، لأن اللاعب إذا لم يجد منافساً، سيهبط مستواه بنسبة عالية، وكفاءته ستقل دون أن يشعر، مما سيؤثر سلباً في المحصلة على مستوى الفريق.

وزاد: وفقاً لنتائج المنتخب وإنجازاته، مهدي علي حقق النتائج الأفضل على مستوى المدربين، ولا ننسى أن الاستقرار هو أهم شروط ارتفاع مستوى الفريق الفني، وربما هذا السبب جعل مهدي متمسكاً بتشكيلة معينة سعياً إلى استمرار التكتيك الفني، لكن نحن نراها نقطة سلبية ضد المدرب.

استقرار مفقود

على غرار المنتخب، هل تشعر أنديتنا بالاستقرار؟

الأندية للأسف محرومة من الاستقرار على المستوى الإداري، فضلاً عن الجهاز الفني، واليوم 70% من الأندية، ارتبطت إداراتها وجهازها الفني بالنتائج، وأحياناً نشاهد تخبطاً في الأندية ينعكس سلباً على الفريق، بينما ثمة أندية أخرى فازت بالاستقرار الفني والإداري، مثل نادي النصر، مما ساهم في تطور مستوى العميد.

ومضى في حديثه قائلاً: عودة النصر مفيدة للدوري، حيث ظلت المنافسة حكراً بين ناديين أو ثلاثة في المواسم الأربعة الأخيرة، أبرزهما الأهلي والعين، لكن في المقابل استطاع نادي الشباب المنافسة في جميع المواسم رغم إمكانياته المحدودة، وهذا يحسب للجوارح في ظل خروج اللاعبين المميزين وانتقالهم وقلة الموارد المالية في النادي.

برأيك، بماذا تسلح الجوارح لمواجهة فقدان لاعبيه، والحفاظ على مركزه نسبياً؟

الذي يميز نادي الشباب، أنه قادر فعلاً على تعويض نقص اللاعبين لديه، وفقاً لقاعدة سليمة وخطة محكمة رسمها لسد الشواغر والعجز، ونلاحظ تصعيد الجوارح لاعب أو لاعبين على أقل تقدير سنوياً إلى الفريق الأول، بل يثبت اللاعبون الصاعدون وجودهم ليحجزوا أماكنهم في التشكيلة الأساسية.

الإمبراطور صائم

ونادي الوصل، بماذا تصف الواقع الذي يعيشه؟

واقع مؤلم للأسف، والإمبراطور كان صائماً عن ظهور لاعبين جدد في صفوفه، على غرار عهده السابق حينما أفرز نجوماً من الطراز الرفيع أمثال خالد درويش وحبيب الفردان وعلي سالمين وعبد الله كاظم وسواهم، لكن للأسف بعد هذا الجيل، امتنع وصام الوصل عن فرز مشاريع النجوم. وحالياً نادي الوصل، ليس بمقدوره المنافسة على البطولات، إذا قسنا أداءه على مستوى دوري الخليج العربي، باعتباره المحك الأول.

لماذا ابتعد الوصل عن منصات التتويج؟

لكل زمان دولة ورجال، وفي الوقت الحالي لا تزخر قلعة الفهود بنجوم أصحاب قدرة على عودة الفريق إلى منصات التتويج، والإمبراطور يحتاج إلى تغذيته بعناصر جديدة في معظم مراكز اللعب، كما يحتاج إلى لاعبين دوليين في التشكيلة الأساسية، وللأسف نحن الآن لا نرى أي لاعب من الوصل في المنتخب، حتى على مقاعد الاحتياط.

وتابع: نادي الوصل لم يحرز أي بطولة في جميع المراحل السنية، وهو يحتاج إلى عمل كبير يبدأ من مراحل النشأة والتأسيس المتمثلة في البراعم والأشبال مروراً بالناشئين والشباب، لأن صناعة اللاعبين تنطلق من مراحل مبكرة، وإذا افتقد أي نادٍ الأسس السليمة والمدربين الأكفاء القادرين على خلق جيل يخدم الوصل، أعتقد أن النظام الموجود يحتاج إلى تغيير، لأن النادي بحاجة إلى العمل وفق استراتيجية ثابتة مستمرة باستمرار تعاقب الأجيال بغض النظر عن تغير الإدارة أو اختلافها.

أجمل مباراة

ما أجمل مباراة لعبتها بجانب المنتخب؟

لا أستطيع نسيان أجمل مباراة لعبتها مع المنتخب، أمام الأزرق الكويتي ضمن بطولة كأس آسيا 1996، عندما كانت النتيجة 2-0 لصالح الكويت، ثم دخلت في الشوط الثاني، وصنعت الهدف الأول، وأنهينا المباراة لصالحنا بنتيجة 3-2.

بعد حصاد هذا العام، وانتهاء الموسم، من أفضل لاعب مواطن وأجنبي، وأفضل فريق ومدرب من منظورك الشخصي؟

أفضل لاعب مواطن في الموسم الحالي هو إسماعيل الحمادي، أما بالنسبة للاعبين الأجانب أعتقد أنه لاعب الجزيرة فوزينتش، بينما أفضل فريق هو الزعيم العيناوي نظراً لحصوله على الكأس في دوري الخليج العربي، في حين أرى أن أفضل مدرب هو يوفانوفيتش مدرب الأزرق العميد، لأنه صاحب بصمة في الفريق، على خلاف مدرب الوصل الأرجنتيني كالديرون، الذي لا يخلو من الأخطاء، كونه لا يستطيع قراءة الملعب أو المباريات عموماً، رغم مهارته العالية في تنظيم التمارين.

كلمة أخيرة نود سماعها من منذر علي؟

أتمنى أن يستعيد الإمبراطور قواه، ويعود إلى زمانه، الوصل المغذي للمنتخبات والمحقق للبطولات، الممتع في الأداء، نتمنى حقاً أن تعود كاريزما الإمبراطور القوية في المستطيلات الخضراء، لا نريده بطلاً، لكن على أقل تقدير ذلك الفريق الذي تخشاه الأندية.

Email