«البيان الرياضي» في أم القيوين لمتابعة الأزمة المالية على أرض الواقع

عبد الكريم: النادي العربي يتعافى بضغط الإنفاق

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ما زال النادي العربي في أم القيوين يعيش الأزمة المالية التي أدت إلى القرار الصعب في 16 سبتمبر الماضي، بالانسحاب من دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، وتسريح الفريق الأول، كإجراء إجباري لعجز إدارة النادي عن تلبية مطالب الفريق، إلى جانب الإنفاق على 3 ألعاب أخرى، وهي الدراجات وكرة الطاولة وألعاب القوى.

حرصت «البيان الرياضي» على القيام بزيارة ميدانية إلى مقر النادي العربي في أم القيوين، للتعرف إلى مشكلات النادي عن قرب، واللقاء مع عبدالكريم محمد، أمين السر العام للنادي، والقيام برفقته بجولة للتعرف إلى أعمال الصيانة الحالية لعدد من منشآت النادي، من قِبل وزارة الأشغال العامة التي خصصت لها 6 ملايين درهم.

ومن المقرر انتهاؤها قبل نهاية العام الحالي، وتحدث عبدالكريم محمد بلغة الأرقام عن معاناة النادي مادياً، والديون المتراكمة للهيئة الاتحادية للكهرباء والماء، وأبدى تفاؤله بإمكانية حل الأزمة المالية أواخر الشهر الحالي، وإمكانية إعادة تشكيل فريق الكرة بلاعبين جدد، وأبدى رأيه في فكرة توزيع الألعاب على الأندية، ليتخصص كل نادٍ في لعبة أو لعبتين كنوع من توفير النفقات.

فإلى الحوار:

في البداية كيف توصف مشكلة النادي العربي؟

منذ تأسيس النادي، تعاني الإدارات المتعاقبة شح الموارد المالية الذي يفرض عليها حلولاً مؤقتة في تلبية احتياجات النادي، سواء على مستوى النشاط الرياضي أو في استكمال مرافق النادي، وهو ما دفعنا هذا العام، إلى الانسحاب من دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، بسبب الظروف المادية الصعبة التي يمر بها النادي، وعدم قدرته على الوفاء بالتزاماته تجاه اللاعبين والأجهزة الفنية، إضافة إلى بقية الالتزامات الأخرى بالنادي.

أرقام

كيف تترجم الأزمة المالية في النادي بلغة الأرقام؟

الإيرادات 3 ملايين و230 ألف درهم، والمصروفات الثابتة والمتحركة 7 ملايين درهم و520 ألف درهم، والعجز 3 ملايين و520 ألف درهم، وهذه الأرقام من دون حساب نفقات معسكرات ومكافأة الفوز والتعادل للفريق الأول لكرة القدم، وكانت مكافآت الفوز في المباراة تصل إلى 21 ألفاً و500 درهم، والتعادل 10 آلاف و750 درهماً، والمعسكرات الخارجية 400 ألف درهم.

وبإضافة تلك النفقات يرتفع العجز إلى 4 ملايين و397 ألف درهم، وتتضمن الميزانية رواتب 3 موظفين والإداريين، وتصل إلى11 ألفاً و500 درهم، ورواتب الأجهزة الفنية والإدارية، وتبلغ 55 ألف درهم، (وكانت رواتب جهاز الفريق الأول تبلغ 534 ألفاً و600 درهم، ومكافآت اللاعبين الناشئين تبلغ 600 ألف درهم درهم، وعقود اللاعبين الأجانب مليوناً و104 آلاف درهم، وعقود اللاعبين المواطنين مليونين و500 ألف درهم).

وهل هذه كل الميزانية أم توجد بنود أخرى؟

توجد مصروفات أخرى، مثل صيانة السيارات 65 ألف درهم، وتأمين السيارات 30 ألف درهم، وكذلك أثاث سكن المدربين، و25 ألف درهم سنوياً إيجار شقة مدرب الفريق الأول لكرة القدم، وتذاكر سفر 86 ألف درهم، ومصروفات سلعية أخرى 96 ألف درهم، والمحروقات 100 ألف درهم، ووجبات وعصائر وماء الشرب 150 ألف درهم.

واشتراكات في اتحادات الألعاب الممارسة في النادي 55 ألف درهم، وهاتف وبرق 30 ألف درهم، و250 ألف درهم ملابس لكل الألعاب، وماء لصيانة الملاعب بمتوسط شهري 33 ألفاً و333 درهماً، ويزداد المتوسط في شهور الصيف إلى 70 ألف درهم شهرياً.

ديون

وماذا عن ديون النادي للهيئة الاتحادية للكهرباء والماء؟

علينا متأخرات مالية للهيئة من أغسطس 2013 إلى مايو 2014، بلغت 340 ألف درهم، وقمنا بعمل تسوية وتقديم شيكات مستحقة الدفع بواقع 15 ألف درهم، إلى جانب 260 ألف درهم مطلوب دفعهم «كاش» بخلاف تلك الشيكات، مع العلم أننا حريصون على عدم التبذير في استهلاك الماء والكهرباء، وكان الفريق الأول يتدرب نهاراً لتجنب إضاءة الأضواء الكاشفة في التدريبات، وهو ما تقوم به حالياً فرق المراحل السنية.

إيرادات

ومن أين تأتي إيرادات النادي؟

تدفع الهيئة العامة للشباب والرياضة شهرياً للنادي 35 ألف درهم رواتب شهرية، ونحصل من اتحادات ألعاب القوى والدراجات وكرة الطاولة على 30 ألف درهم أخرى شهرياً للإنفاق على تلك الألعاب في النادي، ومنذ أيام وصل إلينا من اتحاد كرة القدم شيك بـ100 ألف درهم، بعد تفجُّر الأزمة التي تعانيها أندية الدرجة الأولى.

وذلك كبدل ملابس، وفي الموسم الماضي تلقينا 60 ألف درهم من اتحاد الكرة للغرض نفسه، ويتحمل الاتحاد 50 ألف درهم سنوياً رواتب 3 مدربين مواطنين يعملون في المراحل السنية بواقع 5 آلاف درهم شهرياً، ونحصل على 50 ألف درهم سنوياً من وجود عمود لشركة اتصالات داخل النادي، ونحصل من حكومة أم القيوين على 200 ألف درهم شهرياً.

ألا ترى أن تلك الأموال غير كافية لسد الاحتياجات، فمن أين تأتون بالفارق؟

تكون شهور مايو ويونيو ويوليو من دون رواتب، لأن عقودنا مع المدربين تكون 9 أشهر فقط، وهذه الشهور نوفرها، وننفق منها على التجهيزات للموسم الجديد، ونحاول خلال الموسم نفسه تقسيم الرواتب نفسها، بمعني أننا نقوم في شهر بدفع رواتب الفريق الأول، وفي الشهر التالي رواتب المراحل السنية وهكذا.

الفريق الأول

كيف تصرفتم مع الفريق الأول للكرة؟

تم تسريح الفريق بالكامل مع إجراء تسوية معهم حول عقودهم المتبقية مع النادي، ولم نجد مشكلة في ذلك، لأن 90% من لاعبي الفريق من خارج أم القيوين، وتحديداً لم يكن لدينا من أبناء الإمارة سوى 4 لاعبين فقط، ورواتب اللاعب لم تكن تتعدى 10 آلاف درهم شهرياً، وبعضهم انتقل بالفعل للعب في أندية أخرى، خاصة أننا أصدرنا قرار الانسحاب يوم 16 سبتمبر، ومن ثم كانت أمامهم فرصة الانتقال، قبل غلق باب القيد الصيفي.

ثقة

وهل مسؤولو النادي العربي متفائلون بحل الأزمة المالية؟

لدينا الثقة بحل المشكلة بعد زيارة اللجنة المؤقتة المشكلة من المجلس الوطني، لمناقشة سياسة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة في النادي العربي.

البعض يقترح حل الأزمة بإعفاء أندية الهواة من فواتير الماء والكهرباء، والبعض يؤكد تشكيل لجنة لمراقبة أوجه الإنفاق، ما رأيكم؟

مستعدون لتقبل أي حلول، وإعفاء أندية الهواة من فواتير الكهرباء والماء يكفينا، وليس لدينا مانع في تشكيل لجنة لمراقبة أوجه الإنفاق، والمهم أن يكون الحل جذرياً حتى لا تظهر تلك المشكلة مجدداً.

إذا تم حل المشكلة.. هل سيعيد العربي تشكيل فريقه الأول لكرة القدم، ومن أين سيأتي باللاعبين؟

سوف نعيد تشكيل فريقنا الأول للكرة، وليس صعباً العثور على لاعبين جدد يمثلون النادي، وكما قلت سابقاً، فريقنا تم تسريح لاعبيه، وكان 90% من لاعبيه من خارج إمارة أم القيوين.

هل يمكن أن تلعبوا من دون اللاعبين الأجانب الثلاثة كنوع من توفير النفقات؟

لن نستطيع، برغم أنه لدينا تجربة مشابهة في سنوات سابقة، ولكن الوضع تغيّر، ولكننا في إدارة العربي، نطالب بتخفيض عدد اللاعبين الأجانب في أندية الدرجة الأولى، إلى لاعبَين فقط مع كل نادٍ بدلاً من ثلاثة.

ما رأيك في فكرة توزيع الألعاب على الأندية، ليكون كل نادٍ متخصصاً في لعبة أو لعبتين كنوع من توفير النفقات؟

هذا الأمر صعب لنادٍ مثل العربي، لأن إمارة أم القيوين ليس لديها الكثير من الأندية، والنادي لديه أدوار مهمة في المجتمع، والجانب الرياضي أحد تلك الأدوار، وإذا كان هناك لدينا أكثر من نادٍ، كان من الممكن اللجوء إلى هذا الحل.

هل توجد إمكانية لإدخال لعبة جديدة فردية على سبيل المثال إلى أنشطة النادي بعد إلغاء فريق الكرة؟

مستحيل، لأنه حتى مع إلغاء الفريق الأول لكرة القدم، وضغط النفقات، ربما نتعافى من الأزمة المالية التي نمر بها في أواخر نوفمبر الجاري، ويمكننا من ديسمبر، بدء الإنفاق على باقي الألعاب الأخرى بشكل متوازٍ، مع العلم أننا لم نُلْغِ كرة القدم تماماً من نشاط النادي، ولا يزال لدينا فرق تحت 12 و14 و16 سنة ومدرسة الكرة، وقمنا بإلغاء الفريق الأول ومرحلة 18 سنة.

شكر

وجّه عبدالكريم محمد، أمين السر العام للنادي العربي، الشكر باسمه وإدارة النادي إلى الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، وزير الأشغال العامة، لتولي الوزارة أعمال الصيانة لمنشآت النادي، كما وجه الشكر إلى القائمين على أعمال الصيانة في المنطقة الشمالية، بقيادة المهندس عبدالله القرصي، المدير العام، ومهندسي الوزارة المشرفين، وشركة النصر المنفذة لعملية الصيانة.

تأسيس

أسِّس النادي العربي عام 1966، وأُشهر عام 1972، ليكون المتنفس أمام شباب إمارة أم القيوين، من أجل تفريغ طاقاتهم، وطوال تاريخ النادي العريق، استطاع أبناؤه تحقيق العديد من الإنجازات والبطولات، إضافة إلى استضافته الكثير من الأحداث الرياضية العربية والدولية، وقدم النادي إلى المنتخبات الوطنية، نخبة من الأبطال والنجوم،مثل محمد المنصوري وأحمد جاسم سيف وسيف جميل وأحمد المرزوقي في الدراجات.

ويعد النادي مركزاً للتواصل الاجتماعي والثقافي، ويسهم في ترسيخ قيم المجتمع الإماراتي، واستيعاب جيل الشباب، معززاً لديهم روح المنافسة الشريفة والعطاء. ويسعى النادي خلال الفترة المقبلة إلى حل الأزمة المادية من أجل استعادة مكانته.

أعمال

تجديد شامل للمنشآت

تتضمن أعمال الصيانة الجديدة في النادي العربي التي تجرى بواسطة وزارة الأشغال العامة، تطوير المقصورة الرئيسة باستاد كرة القدم، وأعمدة الأضواء الكاشفة، وغرف ملابس اللاعبين والحكام ، ومداخل الملعب، وسور النادي، والمبنى الإداري.

وقام اتحاد الكرة منذ سنوات قليلة بدعم إنشاء ملعبين ترتان، ومبنيين لتغيير ملابس اللاعبين بالنادي العربي، من المكرمة التي أمر بها رئيس الدولة، وقيمتها 50 مليون درهم، للإنفاق على أندية الهواة، إلا أن المبنيين لم يستغلا ، لصعوبة توصيل الكهرباء لهما.

مواهب

تفوق الدراجات الهوائية

أكد عبدالكريم محمد تفوق النادي العربي في الدراجات الهوائية، مشيراً إلى وجود عدد من المواهب الواعدة من أبناء الدولة في تلك الرياضة، ومنهم لاعبون في المنتخبات الوطنية، مثل محمد المنصوري وأحمد جاسم سيف وسيف جميل وأحمد المرزوقي وعبدالمنعم وعمر المنصوري.

وعبدالله المنصوري الذي اعتذر أخيراً عن الانضمام إلى المنتخب الوطني، لصعوبة الحصول على تفرغ من العمل، وقال: «العربي استعاد أخيراً لاعبه جابر الحوسني الذي انتقل لفترة إلى نادي النصر، وتجب الإشادة بجهود إداري الفريق مبارك أحمد، وبمدربي الدراجات السوري ياسر حسين، والمواطن علي العبد».

كما أشاد بمدربي الكرة المواطنين بدر بن عمير مع فريق تحت 14 سنة، وسعيد راشد بن صقر مع تحت 16 سنة، والإداريين عبدالله الجسمي وعلي عبدالله ومحمد سليمان، والمصريين مصطفى طاهر مدرب تحت 12 سنة، وعادل عبدالعزيز مع مدرسة الكرة، وعادل محمد مدرب حراس مرمى تحت 14 و16 سنة، ومحمد سالم مدرب حراس مرمى مدرسة الكرة وتحت 12 سنة، ومدرب ألعاب القوى المصري علي السيد، ومدرب كرة الطاولة المصري صبري محمد.

عمومية

المطالبة بزيادة دعم ألعاب القوى

أكد عبدالكريم محمد أن النادي العربي طالب اتحاد ألعاب القوى في اجتماع الجمعية العمومية الأخير، بزيادة الدعم الذي يحصل عليه النادي من الاتحاد، لأن مبلغ 10 آلاف درهم لا يتناسب مع ما يتم إنفاقه على 40 لاعباً، يطالب اتحاد الكرة بهم في الأندية .

وأشار إلى «أن النادي ليس على مستوى المنافسة في القوى وكرة الطاولة، لأن النادي لا يملك مضمار، أوصالة كرة طاولة، والأخيرة تم الوصول إلى حل لها بتخصيص غرفة كبيرة أسفل مدرجات ملعب الكرة ».

Email