الماتادور يستعين بـ «صديق» في موقعة الأزوري

الكابوس البرازيلي يؤرق دل بوسكي أمام الدفاع الإيطالي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن المواجهة مع منتخبات تعتمد على ثلاثة لاعبين في خط الظهر أصبحت المشكلة التي تؤرق فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني والقدر الذي لا يستطيع الفرار منه، عندما تتجدد المواجهة بين العملاقين الإسباني والإيطالي في كأس أوروبا ولكن هذه المرة في ثمن النهائي الذي يعد بمثابة نهائي مبكر اليوم في باريس، وبعد عامين على سقوطه أمام مثل هذه الأنظمة الدفاعية التي تطبقها القليل من الفرق .

حيث ودع بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل مبكرا بعد هزيمتين قاسيتين أمام منتخبي هولندا وتشيلي، يسعى دل بوسكي لإيجاد الوسيلة التي يفر بها من الكمين الإيطالي عندما يلتقي المنتخبان اليوم في الدور الثاني (دور الستة عشر) لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) المقامة حاليا بفرنسا، قليل من الفرق فقط ما زالت تطبق أسلوب الدفاع بثلاثة لاعبين في خط الظهر ولكن هذا النظام هو أكثر ما أضر بالمنتخب الإسباني ووضعه في موقف العاجز وخلال المونديال البرازيلي، تسبب هذا النظام الدفاعي بالمنتخبين الهولندي والتشيلي في خروج الماتادور الإسباني مبكرا من رحلة الدفاع عن لقبه العالمي حيث ودع البطولة من الدور الأول.

واليوم، سيواجه المنتخب الإسباني خطر الخروج من الدور الثاني (دور الستة عشر) في رحلة الدفاع عن لقبه الأوروبي إذا لم يجد الوسيلة المناسبة للتغلب على هذا النظام الدفاعي الصلد الذي يمتلكه المنتخب الإيطالي (الآزوري).

نزعة هجومية

وقال دل بوسكي أخيرا، في مقابلة مع صحيفة «آس» الإسبانية الرياضية، «المنتخب الإيطالي رائع من الناحية الدفاعية ولكنه يمتلك لاعبين لديهم نزعة هجومية أيضا»، ويمتلك دل بوسكي العديد من الأسباب للقلق من مباراة الغد.

ويأتي في مقدمتها كابوس المونديال البرازيلي، وفي بداية رحلة الدفاع عن اللقب العالمي، عانى الماتادور الإسباني من خطة الدفاع المحكم التي طبقها لويس فان جال المدير الفني للمنتخب الهولندي آنذاك، حيث اعتمد في الدفاع على داريل يانمات وبرونو مارتينز ودالي بليند ورون فلار وستيفان دي فريج واستغل المنتخب الهولندي انشغال الماتادور الإسباني بمحاولات فك طلاسم هذا الدفاع وحقق الفوز الكبير 5 - 1 مستفيدا من قدراته الهجومية العالية.

وبعدها، جاءت المباراة أمام تشيلي بقيادة مديره الفني السابق خورخي سامباولي الذي اعتمد على ثلاثة لاعبين في خط الدفاع لينجح في التغلب على نظيره الإسباني 2 - 0 بنفس الطريقة، والحقيقة أن منتخبي هولندا وتشيلي لا يلجآن حاليا لاستخدام نفس أسلوب اللعب كما أن الآزوري هو الوحيد حاليا في البطولة الأوروبية الحالية الذي يطبق هذا الأسلوب من خلال الاعتماد على الثلاثي المتألق ليوناردو بونوتشي وأندريا بارزالي وجورجيو كيليني في الخط الخلفي ليصبح هذا الثلاثي سمة واضحة في أسلوب لعب الآزوري.

حذر

ولهذا، يحتاج دل بوسكي إلى توخي الحذر بشكل أكبر في ظل اللدغات التي تعرض لها فريقه سابقا أمام هذا الأسلوب الدفاعي، وقال دل بوسكي: «يمتلك المنتخب الإيطالي لاعبين متميزين في خط الوسط ومهاجمين رائعين. من المؤكد أن لديه خط دفاع متميزا يضم ثلاثة لاعبين في الدفاع كما أن لديه دانييلي دي روسي اللاعب الراسخ في خط الوسط.

ولكن لا يمكن اعتبار الآزوري فريقا دفاعيا. تغير أداء الفريق كثيرا في وسط الملعب وأصبح أداؤه مباشرا بشكل أكبر مما كان في 2012. لا أراه فريقا دفاعيا تماما رغم قوته في الناحية الدفاعية»، والآن، يحتاج دل بوسكي لدراسة وفحص الخيارات التي يحتاجها للخروج من هذا الفخ.

معرفة

فيما يمثل خط دفاع المنتخب الإيطالي لكرة القدم نقطة القوة الرئيسية بالفريق، يسعى المنتخب الإسباني إلى قلب هذه النقطة كسلاح ضده، ويسعى دل بوسكي إلى الاستفادة من مهاجمه الشاب ألفارو موراتا ليس فقط في أداء دوره التقليدي في هز الشباك وإنما في مساعدة الفريق للتعرف على كيفية كسر حائط الدفاع الإيطالي .

وعلى مدار الموسمين الماضيين، لعب موراتا في صفوف يوفنتوس إلى جوار الثلاثي بارزالي و بونوتشي و كيليني إضافة لجانلويجي بوفون،ولهذا يعتبر دل بوسكي لاعبه موراتا بمثابة «الصديق الإيطالي» الذي يعرف الإجابة جيدا في مواجهة هذا الخط الحديدي ويمكنه مساعدة الماتادور على اجتياز هذه المواجهة الصعبة،وقال موراتا: «إنهم أفضل مدافعين في العالم. لقدراتهم الدفاعية، تخشى الفرق مواجهتهم. إذا لعب الثلاثة مجتمعين، يكون من الصعب هز شباك الفريق».

وقال موراتا: «في هذين العامين، تعلمت أكثر مما تعلمت في حياتي كلها. إحراز الأهداف في إيطاليا أكثر صعوبة. إنهم خبراء في الدفاع. في إسبانيا، تصنع سبع فرص للتهديف وتنهيها بشكل جيد. في إيطاليا يمكنك صناعة القليل من الفرص ويجب أن تسددها جميعا حتى يتسنى لك إحراز هدف»، وجاءت يورو 2016 كفرصة رائعة للاعبين مثل موراتا الذي أحرز حتى الآن ثلاثة أهداف .

مواجهة

وإذا شارك موراتا في مباراة الفريق اليوم ستكون التحدي الأبرز الذي يواجهه مع الفريق منذ أن استدعاه دل بوسكي لصفوف الماتادور الإسباني، وقال كيليني قبل أيام عن موراتا: «لديه إمكانيات رائعة كما يمتلك فرصة هائلة لتطوير مستواه.

في هذين العامين مع يوفنتوس، تطور مستواه بشكل كبير على المستويين الخططي والفني. عندما انتقل للفريق، كان لا يزال في مرحلة الصبا الكروي»، وتابع كيليني «ألفارو موراتا لاعب من طراز خاص للغاية. أشعر بالأسى لأنه أصبح الآن زميلا سابقا لي. ولكنني أشعر بالسعادة له وأتمنى له البقاء في ريال مدريد لأنه يستحق هذا.

يحزنني أن يبيعه الريال للاستفادة من المقابل المالي لأنه أمر لا يستحقه موراتا»، وما زال أنطونيو كونتي المدير الفني للآزوري حاليا في انتظار موقف الريال من اللاعب، حيث يرغب في ضمه إلى صفوف تشيلسي الإنجليزي الذي سينتقل لتدريبه بعد انتهاء مهمته مع الآزوري في يورو 2016، ويأمل كونتي في ضم اللاعب لصفوف تشيلسي حيث يعرف إمكانياته جيدا، وما من شك في أن موراتا سيكون مصدرا للمعلومات بالنسبة لدل بوسكي قبل مباراة الغد حيث يعرف الكثير عن أسرار خط الدفاع الإيطالي بخلاف معرفته لكيفية التعامل مع هذا الدفاع وحارس المرمى بوفون.

قيمة

ارتفع ثمن ألفارو موراتا في سوق انتقالات اللاعبين بشكل هائل قبل أن يسارع الريال لاستعادة اللاعب قبل أيام مستغلاً فقرة في عقد بيعه ليوفنتوس وسداد قيمة الشرط الجزائي في عقده والتي تبلغ 30 مليون يورو، ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان الريال سيحتفظ به أم سيسعى لبيعه والاستفادة من المقابل المالي الهائل.

Email