لأن الدنيا »دوارة« وكرة القدم تتكلم لغة واحدة

5 مدربين حملتهم الأكتاف.. والآن تتقاذفهم الأقـدام

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يقولون في الأمثال، الدنيا دوارة.. يوم لك ويوم عليك، وفي حقيقة الأمر، فكُرة القدم دوارة بطبيعتها، ولكن لها جانب مضيء وآخر مظلم، وفي عالم التدريب، يوم مضيء وربما آخر مظلم، ونجم نجوم التدريب اليوم، ربما يصير مغضوباً عليه في اليوم التالي، لا تقلقوا، ليست عادة عربية أن نحمل مدرب على الأعناق اليوم، ونلقي عليه البيض الفاسد في اليوم التالي، حتى في أكبر أندية العالم، وفي التالي 5 مدربين كانوا فوق الرؤوس بالأمس، واليوم تتلقفهم الأقدام..

01

ديك إدفوكات

المدرب المخضرم صاحب الـ 68 عاماً، والذي تولى تدريب سندرلاند الإنجليزي في نهاية العام الماضي، ونجح في انتشاله من دوامة الهبوط على طريقة السينما الأميركية في اللحظات الأخيرة، بعد فوز على ساوثهامبتون وإيفرتون ثم تعادل مع أرسنال، أوصل الفريق للنقطة 38، مبتعداً بفارق 3 نقاط عن هال سيتي الذي هبط وفي جعبته 35 نقطة، مع بيرنلي 33 نقطة وكوينز بارك رينجرز 30 نقطة.

في نهاية الموسم، حُمل إدفوكات على الأعناق، باعتباره المنقذ.. ولكن ما بين نهاية الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي شهور قليلة، وصار إدفوكات ضحية البيض الفاسد والهتافات العدائية بعد 3 تعادلات و5 خسائر، ورصيد خاوٍ من الانتصارات، بعد 8 جولات في الدوري الإنجليزي.

إدفو كات أعلن استقالته من منصبه مديراً فنياً لسندرلاند، قبل الإقالة التي كان قاب قوسين أو أدنى منها، ففضل المدرب الانسحاب بنفسه، بدلاً من تلويث سمعته بالإقالة، وقال: «أشكر كل من وقف جواري، أشكر اللاعبين والإدارة، لم أحقق المرجو في الموسم الحالي، أعتقد أنه الآن وقت الرحيل كي يأخذ غيري الفرصة».

في حين قالت الإدارة: «حزينون لاستقالة ديك، نحترم قراره».

02

براندون رودجرز

عندما جاء الإيرلندي براندون رودجرز لتولي مسؤولية ليفربول، خلفاً للإسكتلندي كيني داليغليش، وفي موسمه الأول، قدم ليفربول أداء خيالياً، وعلا سقف الأحلام بتألق غير عادي للاعب الأوروغواياني لويس سواريز هداف الفريق الموسم قبل الماضي، اعتبر الجميع أن رودجرز هو مشروع العمر بالنسبة لليفربول، بعد أن كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من لقب الدوري، لولا إيقاف سواريز بسبب عضه مدافع تشيلسي إيفانوفيتش، ولولا«زحفة» جيرارد الشهيرة التي أهدت فوزاً لتشيلسي حرم ليفربول من اللقب.

الآن، أطاح ليفربول بمدربه الإيرلندي، وأعلن إقالته، كثاني الراحلين في الدوري الإنجليزي بعد إدفوكات، ولكن الفارق أن الأول رحل طواعية، بينما الثاني رحل رغماً عنه، وصار بطل الأمس في ليفربول، منبوذاً اليوم في نفس المكان، بعدما ربح النادي الملايين من بيع لويس سواريز، وأنفقها كلها رودجرز على صفقات لا تسوى سنتات.

03

جوزيه مورينيو

الملك المتوج في تشيلسي، السبيشال وان، صاحب التصريحات النارية، والساخر من كل مدربي العالم، والند والغريم التقليدي لمدرب أرسنال العتيق آرسين فينغر.. مورينيو، ومن غير مورينيو أفضل مدربي العالم، الذي قال عن فينغر إنه: «مستر فشل»، كناية على فشل المدرب الفرنسي للمدفعجية في تحقيق بطولة الدوري وخساراته المتكررة أمام البلوز، والآن، حان دور أرسين فينغر في انتقاد مورينيو، الذي صار «ملطشة» الدوري الإنجليزي مع فريقه تشيلسي.

تشيلسي بطل الدوري في الموسم الماضي، خسر 4 مباريات من أصل 8، وتعادل في اثنتين، ليكون رصيده 8 نقاط، يقبع بهم في المركز الـ 16، وخسر الكأس، وربما يودع دوري أبطال أوروبا..

الـ «سبيشال وان» صار الـ «ديسترويد وان»، أي المدَمر بفتح الدال، حتى إنه قال: «لن أستقيل، وما زلت مكملاً طريقي، أهلاً بالإقالة، لا أخشاها»، إذاً، هو يعرف أنه في الطريق لوداع تشيلسي، وربما هذه الإقالة هي قريبة جداً، لأن إبراموفيتش مالك النادي اللندني، لا يتمتع بكثير من الصبر، ولن ينتظر كثيراً، طالما يرى تشيلسي في وضعه المزري الحالي.

04

لويس فان غال

ربما هو أفضل حالاً من غيره في الموسم الحالي، ولا يزال على بعد نقطتين فقط من الجار مانشستر سيتي المتصدر، ومتساوياً في النقاط مع صاحب المركز الثاني أرسنال، ولكل منهما 16 نقطة، ولكن فان غال، الكل يتصيد له الآن، فالمدرب الأكثر إنفاقاً في الدوري الإنجليزي، بل وفي كل الدوريات الأوروبية، على صفقات تكلفت الملايين، يتلقى الطعنة تلو الأخرى، وكان آخرها طعنة أرسنال المذلة في الجولة الأخيرة، عندما خسر بثلاثية نظيفة أمام المدفعجية..

وهي الخسارة التي شدت مانشستر يونايتد من الصدارة ورمته في المركز الثالث، فينغر عندما جاء لمانشستر يونايتد منذ عامين، كان بمثابة الحضن الدافئ لجماهير الشياطين الحمر، بعد التخلص من ديفيد مويس أحد المدربين الذين اعتبرتهم الجماهير الحمراء لعنة، وصبت في أولد ترافورد عقب رحيل الأسطورة، السير أليكس فيرغسون عن تدريب الفريق للاعتزال.

فان غال جاء من المنتخب الهولندي، بعدما أوصله للمركز الثالث في كأس العالم، وكان قاب قوسين أو أدنى من الصعود للنهائي، وعندما جاء، تخيل الجميع أن سنوات من الروعة والانتصارات مقبلة على مانشستر يونايتد، ولكن لا الروعة جاءت، ولا الألقاب، فصار المدرب المنقذ ليونايتد، عالة على الفريق، ومنبوذاً من جماهيره.

05

لويس إنريكي

يظن البعض أن الكلام فقط على الدوري الإنجليزي، ولكن ليس البريميرليغ وحده، فالليغا يحدث فيه الأمر نفسه، بالعام الماضي، كان كارلو أنشيلوتي حامل لقب دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، هو الضحية، ورحل غير مأسوف عليه من أغلب الجماهير المدريدية، التي هي نفسها حملته على الأعناق عقب الحصول على العاشرة الأوروبية، والآن، ها هو لويس إنريكي، المدير الفني لبرشلونة، يدخل تحت فكي المقصلة، ورأسه يكاد يقارب حديها، إنريكي صاحب أغرب مسيرة مع النادي الكتالوني..يقترب من خط النهاية مع برشلونة..

فلماذا كانت مسيرته غريبة؟ مسيرة إنريكي مع البلاوغرانا، بدأت العام الماضي، خلفاً لماتينيو تاتا الأرجنتيني، الذي رحل خالي الوفاض مع الفريق الكتالوني، فجاء إنريكي مع بداية الموسم، ولم ترضَ الجماهير عن النتائج التي يحققها في الدوري الأول، ولا عن طريقة اللعب التي كبدت الفريق عدة خسائر، ولكن في الدور الثاني، انتفض إنريكي، أو بشكل أكثر دقة، انتفض الأرجنتيني ليونيل ميسي، وجمع الدوري الإسباني بالكأس بدوري أبطال أوروبا، فحملت الجماهير إنريكي على الأعناق، هاتفة بأنه مدربها التاريخي..

 أيام قليلة مرت، وها هو إنريكي كرة تتقاذفها الأقدام، بعد عدة خسائر وضعت الفريق في المركز الرابع بخسارتين و5 انتصارات ورصيد 15 نقطة من 7 مباريات.. وسيستمر غياب الأرجنتيني ليونيل ميسي لأربعة أسابيع على الأقل، فهل تصبر الجماهير على إنريكي، الذي حملته على الأعناق، أم تلقي به من فوق أعناقها لنار الإطاحة؟!

Email