«قنابل موقوتة» في المدرجات السودانية
جدل كبير يثار حالياً بشأن لافتات التشجيع في مدرجات الملاعب السودانية خلال المباريات الرسمية ، وانتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة التواجد الكثيف لروابط المشجعين خاصة وسط الناديين الكبيرين الهلال والمريخ ، وهو ماوصفه بعض المراقبين بالظاهرة السلبية التي اسهمت حسب تعبيرهم بشكل مباشر في حالات الانفلات وماتشهده المدرجات من احتقان .
ووصف البعض هذه اللافتات المصنوعة من القماش بأنها «قنابل موقوتة» ، بعد أن تسبب حماسة المشجعين خلفها إلى مراحل متأخرة من الاعتداء البدني واللفظي وتدمير بعض الملاعب ، وأصبح قذف الحجارة وقارورات المياه من العلامات البارزة في معظم المباريات .
بين كل لافتة للتشجيع ،لافتة أخرى تجاورها في المكان وتحمل شعارا لرابطة أخرى ، والمفارقة ان في انتماء هذه اللافتات لفريق واحد الهلال أو المريخ ، في حال جاءت مشاركتهما في المباريات منفصلة ، وتتجمع في مكان واحد عند المواجهات التي تجمعهم .
نهاية الروابط المركزية
ارتبط التشجيع وإلى وقت قريب بروابط المشجعين المركزية التي يتم تعيينها من مجالس الإدارات المنتخبة ، وتقوم هذه الروابط بتنظيم التشجيع خاصة في المباريات الكبيرة ، سواء كانت محلية أو أفريقية ، ارتبطت هذه الروابط في أذهان الكثيرين بأنها الجسم الشرعي المعترف به من مجلس الإدارة وفق اللوائح والقوانين التي تنظم عمل الأندية ، واعتبر عدد من المراقبين وجود هذه الروابط (روح المدرجات) بالتفرغ الكامل لتشجيع الفريق بعيدا عن الاساءات والمهاترات .
لم يلغ اعتماد روابط مركزية ، تكوين روابط مشجعين خارج المنظومة الرسمية ممثلة في مجلس الادارة ، إلا انها لم تستمر كثيرا لسيطرة الرابطة المركزية على مشهد التشجيع في النادي المحدد ، وكانت تواجه بواحد من خيارين إما الذوبان تحت لافتة الرابطة الأم ، أو الاندثار والتلاشي بعد فترة من الوقت لغياب المساندة والتفاعل معها في المدرجات .
مسميات
تعلن لافتات روابط المشجعين الجديدة عن نفسها من داخل الملعب بمسميات مختلفة ، وخلف هذه اللافتات تظهر مجموعات صغيرة من المشجعين بلبس معروف يختلف من مجموعة لأخرى ، تتجمع كلها في المكان المعروف والمعتاد لجماهير الفريق الهلال او المريخ ، فللمكان دلالات وعند المشجعين ، فالموقع الشمالي من الملعب مخصص للهلال ، والجنوبي للمريخ ، وسط هذه الاعداد الغفيرة من الجماهير، تنتشر لافتات الروابط ، ولاتملأ مجتمعة سوى جزء محدود من مدرج كامل.
