علي الحداد: الاهتمام بالخيول «وصمة عار» في العراق!

علي الحداد في لقطة عقب تتويجه بالفوز | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

وصف علي الحداد مالك ومربي خيول، قضية الخيل العربي بأنها قضية ذات شجون ومتشعبة، وقال إن بعض الدول العربية لا تحترم سباقات الخيل ولا تهتم بالخيل العربي على وجه الخصوص، ومنها العراق، مشيراً إلى أن استمرار معاناة تهميش رياضة الآباء والأجداد يهدد مستقبل الفروسية في هذه الدول.

وأشاد الحداد باهتمام الإمارات بالخيول عموماً والخيول العربية على وجه الخصوص، حيث ضربت أروع الأمثلة عبر نماذج كثيرة منها مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة، الذي بلغ مشرق الأرض ومغربها من أجل إعلاء مكانة الخيل العربي، وخصص مختلف الفئات في السباقات منها للملاك دعماً لمربي الخيول العربية، مؤكداً أنه لا توجد دولة في العالم تهتم بالخيول العربية مثل الإمارات.

وأضاف: حينما تفكر الغالبية بشراء خيل عربي سريع لن تكون الوجهة لدى الكثيرين هي الدول العربية، وإنما سيكون الخيار الأول نحو فرنسا أو أميركا، وذلك بسبب خلط الدم البربري في بعض الأقطار العربية وهذا ما شاهدته بأم عيني.

وتابع: نشأنا في بيئة محبة للخيل، نعرف نوع الحصان العربي من هيئته بأنواعه المعروفة وأبرزها «كحيلان» أو «حمدانيات» أو غيرها، ولكن الدماء اختلطت حالياً، وبكل صراحة ودون مجاملة إن البلد الوحيد المحافظ على نقاء الدم هي دولة الإمارات.

نقاء الدم

وأضاف الحداد أن نقاء الدم هو العنصر الأهم في القضية، وقال: اشتريت فرساً من إحدى الدول المجاورة واستغرق تسجيلها أكثر من 6 أشهر رغم شرائها من شخصية معروفة في عالم الفروسية، وحتم علينا النظام في الإمارات المرور بإجراءات مطولة منها أخذ عينة من الدم وإرسالها إلى بريطانيا وغيرها من الخطوات للتأكد من أصل الخيل العربي ونسبه قبل عملية القيد والتسجيل، كما يمنع تسجيل خيول معينة أو حتى السلالات التي تندرج تحتها والمستوردة من بلدان محددة بسبب الشك في مصداقية المصدر.

ولفت الحداد إلى أن طريقة الاهتمام بالخيل العربي تختلف من دولة إلى أخرى، وقد تجد البعض يهتم ببطولات الجمال، ودول أخرى تهتم بسباقات القدرة والتحمل التي يكون فيها الحصان العربي أقل سرعة من الخيول المهجنة وأكثر قدرة على التحمل ويمكنه خوض سباق لمسافة 200 كيلومتر.

عدم اهتمام

وعن واقع الخيل العربي في العراق، قال الحداد: إن بلاد الرافدين تعاني الخيول فيها من وجود خلط في الدم رغم أن العراق ضمن الدول التي يعود إليها أصل الخيل العربي، ولكن اختلط «الحابل بالنابل»، وعلى سبيل المثال في إحدى المرات عرض علي نحو 20 إسطبلاً خيولاً للبيع، ادعى جميعهم بأنها من سلالة «زاد الراكب» الذي يعتبر الجد الأكبر للخيول العربية، واتضح أن جميع الخيول المعروضة لا تمت بصلة بابن «زاد الراكب» رغم أن تلك الخيول قد تكون عربية ولكن النسب الحقيقي غير معروف.

وذكر الحداد أن العراق أول بلد لديه مضمار وهو نسخة طبق الأصل من مضمار «الديربي الإنجليزي» على يد نفس المهندس الذي شيده في عشرينيات القرن الماضي قبل نحو 100 عام، وللأسف تعرض المضمار للهدم وهذه من الكوارث، ما أدى إلى غياب السباقات طوال 15 عاماً وساهم في إهمال الخيول عموماً، مبدياً استياءه حيال التفكير السائد لدى الغالبية في المجتمع العراقي بأن الاهتمام بالخيول يعتبر «وصمة» وربط ذلك بأمور بعيدة مثل «المقامرة» التي يطلق عليها في العراق «الطوايل»، وتعتبر الجهات الرسمية في العراق هي المسؤول الأول عن انتشار هذه الفكرة السلبية على خلاف المجتمع الواعي في الإمارات الذي يعتبر الخيل رمزاً للفخر والعروبة.

وأردف: عندما يغيب احترام المجتمع لرياضة معينة «فاقرأ عليها السلام» ويصبح الاهتمام بها مضيعة للوقت، المنافسة شبه معدومة في العراق بسبب غياب الجوائز في السباقات، وبصريح العبارة الدول التي يوجد لديها مراهنات لا توجد بها جوائز.

ولفت الحداد إلى أن أوائل الخيول العربية التي وصلت إلى العراق حصان يطلق عليه «سعد علي»، وثمة أسماء أخرى للخيول العربية التي أحيلت للتقاعد في العراق لا يمكن التسجيل من سلالتها «مثل هلال الزمان» بسبب الشك في صحة نقاء الدم.

Email