معلم تاريخي شاهد على العصر

كشك مبارك.. ذاكرة 100 عام

ت + ت - الحجم الطبيعي

تاريخ حافل بالأحداث يسرده كشك مبارك الذي يقع في قلب سوق السالمية أحد أشهر المناطق السياحية والحضارية في دولة الكويت، هذا الكشك الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 100 عام، ما يزال شاهداً على ذكريات يسردها بين جنباته كونه يضم مجموعة من المقتنيات والوثائق التاريخية.

شؤون الحكم

تعود قصة الكشك عندما تقلد الشيخ مبارك الصباح شؤون الحكم في دولة الكويت أسس دائرة الجمارك في عام 1899، وفرض رسوماً على جميع ما يرد إلى الكويت من الموانئ البحرية والبرية.

وكان يتخذ الصنقر «بقايا البوابة الرئيسية للسور الثاني وهو المكان الذي تدار فيه أمور المشيخة من قبل حكام الكويت حتى عهد الشيخ مبارك» مقراً لمراقبة قوافل الجمال الخارجة من الكويت لدفع الضرائب قبل خروجها من البلاد، لذلك استدعت الحاجة إلى نقطة سيطرة ومقر رئيسي يفرض سلطته على الضرائب وغيرها من أمور المشيخة، حينها قرر الشيخ مبارك بناء الكشكين الشمالي والجنوبي ويختلف استخدام كل منهما تبعاً لجهة شروق وغروب الشمس، فالجنوبي كان مجلس الشيخ مبارك في الفترة الصباحية، والكشك الشمالي لفترة العصر.

وللعودة إلى أصل كلمة «كشك» هي تركية وفارسية تعني «نكهبان» أي حراسة، ويراد بها هنا طابق مبني من الخشب، وهي تصف شكل المبنى من الناحية المعمارية. وكانت تقام فيه الاجتماعات السياسية والاجتماعية والأمنية ومراقبة التجارة وقوافل الجمال في دخولها ومغادرتها للمدينة وتحصيل الجمرك وإيراداته. كما كان الشيخ مبارك من خلال الكشك يتابع شؤون الرعية، وذلك بالنظر في نزاعاتهم والتشاور معهم. وبعد وفاة الشيخ مبارك استمر ابناه في استخدام الكشك كمركز إداري رئيسي تعقد فيه الجلسات الخاصة بأمور الدولة.

.

يشكل الكشك بموقعه المهم وحدة حضرية وحيزاً اجتماعياً قادراً على استيعاب مختلف الأزمنة والتفاعل مع ترددات الحياة اليومية، متبنياً أهمية تاريخية معمارياً وسياسياً واجتماعياً. اختلفت وظيفة الكشك مع كل حاكم أو حقبة تاريخية، فكان الكشك أول محكمة تشريعية مستقلة للكويت في عام 1934 واستمرت إلى عام 1939 عندما انتقلت فيها إلى مبنى دائرة المحاكم بالصفاة. ويفترض أن التوسعة بالكشك تمت في هذه الفترة، حيث استؤجرت الصيدلية كمكتب لحل مشاكل وقضايا الغواصين.

وفي عام 1942 سمي الكشك الشمالي بكشك البوسطة «داك خانة» بإدارة مكتب البريد الهندي، إذ كان البريد في بداية عهده يدار عن طريق المعتمد السياسي إلى أن انتقل إلى عائلة جاشنمال الهندية في عام 1941. واستخدم الكشك مقراً لمكتب البريد البريطاني. وفي عام 1958 تأسست إدارة وطنية كويتية للبريد وافتتح أول مركز بريد في الصفاة، ثم اتخذ الكشك مقراً للمكتبة العامة في فترة الخمسينيات تعرض فيها مجموعة من المجلات والصحف المتنوعة من جمهورية مصر واستمرت إلى نهاية الخمسينيات.

بعد ذلك، تعرض الكشك للإهمال بالستينيات واستأجر أحد المصورين السوريين الطابق العلوي استمر إلى نهاية الستينيات، بينما أجر الطابق الأرضي ليكون محلاً للسمبوسة، وبعض الدكاكين لمستأجرين بالجهة المقابلة حتى بداية عام 2010

Email