فرحة موحدة بنجاح وروعة التنظيم

الإمـارات والكـويـت.. صــداقـة إلى الأبد

جماهير منتخب الإمارات ومنتخب عُمان في خليجي 23 ديسمبر 23 2017 تصوير: سالم خميس

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

ما كان لــ«الأبيض» أن يسطع في سماء خليجي 23 لولا إقامة البطولة على أرض الكويت.. أرض التسامح والمحبة.. البلد الشقيق والحبيب لإماراتنا العزيزة.

منتخبنا يحضر في خليجي 23 ليس إلا لعيون الكويت وتلبية لدعوتها الكريمة والإمارات لا يمكن أن ترفض ود الشقيقة .. فهبت إلى البطولة من دون تردد.. وتأمل أن تنجح الكويت في تنظيم العرس الخليجي.. والبداية كانت أول من أمس مبهرة ورائعة في حفل الافتتاح.. كان يوماً للتاريخ.. وكان يوماً للمجد فعلى الرغم من إعلان تنظيم البطولة قبل أيام قليلة إلا أنها أبدعت في التنظيم وأبهرت الزوار بحرفيتها العالية.. والإمارات سعيدة بنجاح الكويت.. فسعادة الكويت من سعاد تنا.. فما بين إماراتنا والكويت العزيزة تاريخ كبير من العلاقة والأخوة.. قادة وشعوباً.. وستظل الصداقة أبدية.

فرحة

الإمارات قبلت الحضور في «خليجي 23» حتى تشارك الكويت فرحة رفع الإيقاف من الاتحاد الدولي بكرة القدم «فيفا».. فكأس الخليج هي كرنفال عودة الكويت إلى البطولات.. عودة الأزرق ليلمع من جديد على المستطيل الأخضر.. وتاريخ الأزرق في كرة القدم ضارب في القدم.. ومنحوت في سجلات الخليجي بالذهب.. ألا وهو بطل خليجي 10 مرات. ولئن كانت البداية بالنسبة لمنتخب الكويت على الميدان متعثرة بالهزيمة أمام الشقيق السعودي.. فإن النتيجة قانونية باعتبار التأثر بالإيقاف لفترة طويلة وهو ما أصاب كرة القدم بالشلل خلال الأعوام الأخيرة. وإذا تعثر الأزرق على المستطيل الأخضر فإن الكويت عانقت الإبداع في التنظيم.. واحتضان الأشقاء.

استفزاز قطري

ونجحت الكويت ببراعتها في «الدبلوماسية الرياضية» في حل أزمة خانقة كادت تعصف بالبطولة قبل أن تبدأ.. عندما تصدت بقوة لاستفزازات القنوات القطرية خلال المؤتمرات الصحفية للمدربين وأبت إلا أن تشهد شعاراتها على الميكروفانات.. استفزازات جعلت مدرب الإمارات زاكيروني والسعودية يطالبان بمقاطعة المؤتمرات.. مقاطعة للمشاكس القطري. وتحرك الإخوة الكويتيون بسرعة ووجدوا الحل في إلغاء جميع ميكروفانات القنوات التلفزيونية.. والاعتماد على «مايك» واحد لكل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.

وفي الواقع فإن هذا ليس غريباً عن الكويت التي لطالما تميز قائدها الشيخ صباح الأحمد الصباح بدبلوماسيته الكبيرة.. واضطلاعه بنجاح بأدوار الصلح وتعزيز وجهات النظر ورأب الصدع.

كرم الضيافة

ولأن الكويت أرض الضيافة والكرم ليس غريباً ما وجده منتخبنا من ترحاب وتبجيل وحسن ضيافة منذ وصوله اليوم الأول إلى المطار.. فالاستقبال كان رائعاً.. كما وفرت الكويت كل الظروف الملائمة لــ«الأبيض» من منشآت وملاعب وتجهيزات ليخوض البطولة في أجواء مريحة.. وكأنه في الإمارات.

الكويت والإمارات قلب واحد.. وشعب واحد.. وصداقة إلى الأبد. لذلك ما كان للأبيض أن يلعب في خليجي 23 لو ظلت في الدوحة.. فالموقف ثابت والسياسة ذاتها مع من يغدر بالشقيق ويدعم العدو والإرهاب..!

الصداقة مع الكويت وحدها غيرت موقف اتحاد الكرة وجعلته يرتب أوراقه خلال أيام قليلة بقيادة المدرب الجديد الإيطالي زاكيروني ويقبل بالمشاركة في كأس الخليج.

لقاء الأصدقاء

وسيشهد يوم 28 المقبل أبهى مشاهد الصداقة القوية وأروع دروس الروح الرياضية عندما تضع قرعة البطولة منتخبي الإمارات والكويت وجهاً لوجه في الجولة الثالثة من الدور الأول. في لقاء حاسم.. ولكنه ليس «قاسماً».. فالصداقة الإماراتية الكويتية أقوى من مجرد نتيجة مباراة عابرة.. فالنتائج زائفة والعلاقات دائمة إلى الأبد.

يساهم ولو بالحضور في إنجاح الجهود الكويتية لكسب رهان تنظيم العرس الخليجي، وليشارك منتخبات السعودية والبحرين فرحة البطولة المثيرة للجدل دائماً.. بطولة الضوضاء الإعلامية على مر تاريخ يمتد إلى 47 عاماً.

الكويت فأل خير

ويأمل منتخبنا الإماراتي أن تكون أرض الكويت الغالية «فأل خير» عليه ويتوج باللقب ويكرر إنجاح «خليجي 21» على الرغم من أن الأبيض يعيش فترة انتقالية مع مدرب جديد «زاكيروني الذي خلف مهدي علي»، وبالتالي فإن اللقب ليس غاية أولى ولكنه يبقى طموحاً مشروعاً.. ومنتخب بلا طموح لا معنى له.

أهداف الأبيض أبعد من خليجي.. فهي كأس آسيا 2019 التي ستقام على أرض الإمارات.. والأبيض يطمح إلى التسلح بالأرض والجمهور في العرس الآسيوي ليعانق المجد بعدما ترك أفضل الانطباعات في البطولة الأخيرة في أستراليا 2015 وتوج بالميدالية البرونزية «المركز الثالث» حيث خسر في نصف النهائي أمام صاحب الأرض «الكانغارو».

تاريخ وحضارة

وأرض الكويت ليس أملاً أن تكون «فأل خير» على منتخبنا بل كانت فرصة لضيوف البطولة ليكتشفوا سحر وروعة هذا البلد.. ومعالمه التاريخية والحضارية.

 

Email