كـأس الخـلـيـج العربي...

التعايـش مـع «فزاعة» الصـــف الثــانـي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

يكاد لا تمر نسخة من نسخ بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، إلا وتظهر «سالفة» المشاركة بالصف الثاني من قبل هذا المنتخب أو ذاك، حتى بات فرضاً على البطولة الأعرق، التعايش مع «فزاعة» الصف الثاني في العديد من نسخها الماضية، وحتى النسخة رقم 23 في الكويت 2017.

ولا شك في أن قرار دولة ما على المشاركة في البطولة بالصف الثاني، يحمل الكثير من الخلفيات والكواليس، التي يبرز من بينها أن البطولة لم تعد أولوية كبيرة لدى المعنيين في بعض الاتحادات الخليجية، خصوصاً عندما يتزامن موعد إقامة البطولة مع تأهل منتخب خليجي ما إلى نهائيات كأس العالم، ليكون ذلك التأهل بمثابة الذريعة الأبرز وراء غياب النجوم الكبار.

قرار

كما أن قرار المشاركة في البطولة بالصف الثاني، وبالتالي غياب المنتخبات الأولى، غالباً ما يؤشر إلى وجود حالة من «الزعل الأخوي» أو «الامتعاض الشفاف» أو عدم الرضا التام لأي سبب كان، فينعكس بعض أو كل ذلك، على طبيعة وحجم المشاركة في البطولة الأعرق في منطقة الخليج العربي والعراق واليمن.

بوابة

ورغم أن غالبية، إن لم يكن كل المعنيين على شؤون الكرة الخليجية والعراقية واليمنية، والإعلام والجماهير، يتفقون على أن بطولة كأس الخليج العربي، هي البوابة الكبرى التي انطلقت منها منتخبات المنطقة لاعتلاء منصات البطولات القارية، ونحو تحقيق حلم التأهل إلى نهائيات كأس العالم، البطولة الأكبر والأهم في عالم كرة القدم، إلا أن تلك الحقيقة لم تشفع لكأس الخليج العربي في إدامة المشاركة فيها بالمنتخبات الأولى!

ورغم هذه القناعة الجماعية، إلا أن البطولة غالباً ما تشهد تجسيداً على أرض الواقع لفكرة المشاركة بالصف الثاني لمنتخبات المنطقة، بحجج وذرائع معلنة تتلخص في أغلبها، في إراحة لاعبي المنتخب الأول استعداداً لاستحقاق أهم وأكبر كالمونديال مثلاً أو بطولة كأس آسيا!

عرس خليجي

من جانبه، أكد خليل غانم نجم نادي خورفكان ومنتخبنا الوطني جيل 90، أن قرار الاتحاد السعودي بالزج بلاعبي الصف الثاني في بطولة خليجي 23 المقامة حالياً بالكويت، لم يكن الأول من نوعه في تاريخ الدورات ولن يكون الأخير، لافتاً إلى أن أكثر من دولة خاضت العديد من المباريات في النسخ السابقة من عمر بطولات الخليج، بالصف الثاني مثل الكويت والعراق والإمارات، نافياً في نفس الوقت تأثير مشاركة الأخضر السعودي بالصف الثاني في خليجي 23 التي انطلقت أمس بالكويت.

كما أشار نجم منتخبنا المونديالي، إلى أن الجمهور الخليجي والشارع الكروي كان يتمنى تواجد منتخب السعودية الأول في العرس الخليجي بكل النجوم، الذين قادوا الأخضر للمشاركة في مونديال روسيا 2018، مبيناً أن تواجد المنتخب الأول السعودي كان سيزيد من قوة الحدث ومتعة المنافسات.

نجوم

كما اعتبر خليل غانم، أن المبررات التي صاغها الاتحاد السعودي بعدم المشاركة في بطولة الخليج، عقب تأهل منتخب بلاده في المونديال، ومن ثم عدم الدفع بأبرز النجوم في العرس الخليجي وذلك حفاظاً على لاعبيه من تعرضهم للإصابة، خصوصاً أن مباريات البطولة الخليجية تظل تنافسية وشرسة، وهو الأمر الذي يدركه أي متابع للكرة الخليجية حيث يبذل اللاعبون مجهوداً كبيراً من أجل الفوز ونيل اللقب والتتويج على عرش الكرة الخليجية، وأضاف: في اعتقادي أنه لا توجد مباراة ضعيفة فكل المواجهات ستكون ساخنة ومثيرة، ولذلك ربما رأى القائمون على أمر الأخضر السعودي أن المشاركة بالصف الثاني هي الحل الأمثل، موضحاً أن هناك فرقاً كبيراً بأن تلعب بالصف الأول وأن تدفع

بالفريق الرديف والصف الثاني، ضارباً المثل ببرشلونة، الذي يلعب بعض المباريات مفضلاً عدم الدفع، وتواجد نجمه الأول الأرجنتيني ليونيل ميسي، كما أكد لاعب منتخب الإمارات الأسبق، على وجود فرق كبير بأن يلعب ميسي أساسياً وأن يغيب عن المشاركة، حيث تغيب معه المتعة، هكذا هي دورات الخليج التي دائماً ما تعتمد على تواجد النجوم مع المنتخبات ونوه بأن النجم يظل نجماً وإن غاب عن المشاركة.

مسابقة

بدوره، يعتقد الدولي ياسر سالم ولاعب الوحدة سابقاً، المحلل الفني بقناة أبوظبي الرياضية، أن غياب النجوم واللعب بالصف الثاني يؤثر فنياً على المسابقة، وقال: لا شك في أن خوض بعض المباريات بالصف الثاني يفقد المسابقة رونقها، وفي الوقت نفسه نقدم العذر للمنتخبات التي تشارك بالصف الثاني كالمنتخب السعودي، وذلك لارتباطاته بكأس العالم روسيا 2018، حيث إن الاتحاد الدولي «فيفا» قد حدد موعد توقف المسابقات الرياضية في منتصف مايو المقبل، واستعداد المنتخبات المشاركة للمونديال والذي ينطلق 14 يونيو ويقص شريط الافتتاح المنتخب السعودي ونظيره الروسي.

نصيب الأسد

وأضاف الدولي ياسر سالم ولاعب الوحدة سابقاً: أعتقد أن كأس الخليج سينجح من الناحية الإعلامية والجماهيرية، خصوصاً مع استضافة الكويت للنسخة الحالية، والأخيرة معروفة بشغفها الجماهيري، وهي متخصصة في الحصول على كأس الخليج، يذكر أن المنتخب الكويتي يتصدر قائمة المنتخبات الخليجية فوزاً بالبطولة وصاحب نصيب الأسد فوزاً بالكأس 10 مرات، يليه الأخضر السعودي 3 مرات، والإماراتي مرتين.

قرار مفاجئ

وأوضح ياسر سالم نجم الوحدة الأسبق: أن القرار المفاجئ لإقامة خليجي23 جعل معظم المنتخبات المشاركة ليست مستعدة من الناحية الفنية، فلم تأخذ الوقت الكافي للاستعداد وإقامة المعسكرات، وعلى سبيل المثال رفع الحظر عن الكرة الكويتية حديثاً، وأعتقد أن «الأزرق الكويتي» غير مستعد بالشكل المثالي، في المقابل يعتبر منتخبنا الوطني سعيد الحظ والاستعداد فنياً، حيث إنه أقام معسكراً في نوفمبر الماضي.

مظلة

من جهته، أوضح المدير الفني المخضرم العراقي عبدالوهاب عبدالقادر، أن غياب النجوم والمشاركة بالصف الثاني له تأثيرات سلبية على المستوى الفني للاعبين والجماهير، موضحاً، أن الجماهير تتأثر نفسياً بغياب نجومها المفضلين، وتفقد رونقها النسبي بغياب الأسماء الكبيرة، إضافة إلى أن الأمر ينتقل إلى المستوى الفني، والذي سيضعف حال عدم مشاركة المنتخبات بكامل نجومها.

وأضاف: بطولة الخليج لها حضورها وجماهيريتها ولذلك يجب أن تكون المشاركة فاعلة من الجميع، طالما ارتضينا خوض غمار المنافسة والتي تجمع أبناء الخليج تحت مظلة رياضية واحدة، ولا عزاء للمنتخبات التي تخوضها بالصف الثاني، بداعي مشاركات كأس العالم روسيا2018، أو كأس آسيا، لأن المسابقة نفسها تعتبر إعداداً أمثل لهذه الاستحقاقات الكبرى، والمنتخبات المشاركة ستستفيد على المستوى الفني، بإعداد لاعبيها بدنياً وفنياً، وبدلاً من خوض مباريات ودية ومعسكرات من الممكن خوض البطولة بنفس الاهتمام والجدية.

أداء واجب

في حين، أرجع عصام عبدالله، إداري فريق العين، مشاركة المنتخبات الوطنية في مسابقة كأس الخليج بلاعبين من الصف الثاني إلى انحسار الاهتمام بهذه المسابقة الخليجية بعد أن أصبحت مجرد مباريات ودية تؤديها المنتخبات الخليجية أداء للواجب، ولم تعد البطولات الخليجية لها ذات الصيت والبريق والأجواء التي كانت عليها في السابق، وقال إداري الفريق الأول لكرة القدم بنادي العين: لم تعد مسابقة كأس الخليج كما كانت لها محبوها وجمهورها وأهلها، فقد أنشئت الفكرة كونها تجمعاً خليجياً ووجدت اهتماماً من جميع دول المجلس الخليجي، حيث كان يشارك بها أفضل اللاعبين في المنتخبات فقد كانت هي البطولة الوحيدة التي يتنافس في ميادينها الأشقاء منذ بدايتها وحتى الدورة العاشرة.

كما أوضح، بعد ذلك: لم تعد تجد ذات الاهتمام لأن المنتخبات أصبحت تضع كل اهتمامها للمشاركة في البطولات القارية والعالمية وتعتبرها الهدف الأساسي، حتى اللاعبون تشبعوا من المشاركة في هذه البطولات فهم على مدار العام يشاركون في عدد كبير من البطولات المحلية والإقليمية والقارية والدولية ولذلك يدفعون باللاعبين من الصف الثاني في مسابقة كأس الخليج.

نقاش

وواصل عصام عبدالله، إداري فريق العين، قائلاً: لا بد من مضاعفة الاهتمام بمسابقة بطولة الخليج، إذا أردنا لها أن تعود كما كانت في السابق، وهذا الأمر يتطلب الجلوس على طاولة النقاش للدراسة ووضع النقاط على الحروف من قبل كل اتحادات الكرة المعنية بالأمر، وأعني بالطبع اتحادات الكرة الخليجية، وأوضح: لا بد من العمل بجد من أجل أن تكون المسابقة معتمدة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم، كما ينبغي مضاعفة الحوافز والجوائز المادية وإلزام المنتخبات المتواجدة بمشاركة اللاعبين الأساسيين، لكن استمرارها بالوضع الحالي فسيبقي عليها مجرد مسابقة ودية تشارك فيها المنتخبات من أجل أداء الواجب والمجاملة أو للإعداد أو لتجريب اللاعبين.

فرصة

وأكمل إداري الفريق الأول لكرة القدم بنادي العين، إذا نظرنا للمنتخبات المشاركة في الدورة الحالية فباستثناء المنتخب السعودي الذي يستعد لكأس العالم، والمنتخب الكويتي المستضيف فلا أعتقد أن هناك منتخباً آخر يولي اهتماماً بالبطولة فكل هذه المنتخبات ليس لها هدف سوى نهائيات كأس آسيا العام المقبل، مع أن بطولة الخليج يجب أن تكون فرصة سانحة لهذه المنتخب للاستعداد لكأس آسيا من خلال المشاركة باللاعبين الأساسيين، أو الدفع بلاعبي الصف الثاني لإعداد دكة بدلاء قوية، ومن الأسباب أيضاً التي تجعل المنتخبات تدفع بلاعبي الصف الثاني أن توقيت البطولة أصبح يتزامن في الغالب مع بطولات قارية ودولية أو حتى الدوريات المحلية التي غالباً ما تكون قد دخلت مراحل حاسمة.

غموض

وأضاف عصام عبد الله: من أسباب ضعف الاهتمام بكأس الخليج أنها مجرد مسابقة ودية معترف بها لدى الاتحاد الدولي، كما أن الأجهزة الفنية والإدارية للمنتخبات تخشى إرهاق اللاعبين بالمشاركة في مسابقة ودية تلعب مبارياتها كل يومين، وكذلك عدم اتضاح الرؤية والغموض الذي يكتنف موعد إقامة البطولة، فلا أحد يعرف متى ستقام البطولة المقبلة، وفي الغالب يتم اتخاذ قرار إقامتها قبل فترة غير كافية كما حدث في الدورة الحالية، والتي تم اتخاذ قرار إقامتها قبل أسبوع واحد فقط دون مراعاة لظروف المنتخبات التي قد يكون بعضها لم يتجمع وبعضها من دون مدرب وأخرى لديها لاعبون مصابون وغير ذلك من الظروف التي يمكن أن تعاني منها هذه المنتخبات.

1كان الاهتمام بكأس الخليج يبدأ قبل شهور من انطلاقتها وكانت المنتخبات المشاركة تستعد لها بطريقتها بداية من اللاعبين ومروراً بالإعلام ونهاية بالجمهور، وكانت الأجواء حافلة بالمشاهد والمواقف والتصريحات المثيرة، وكان الجميع ينتظر انطلاق المباريات للاستمتاع بأفضل المستويات من لاعبين من الطراز الأول لهم أسماء مثل: نجوم الأبيض الإماراتي عدنان الطلياني وفهد خميس، ونجوم منتخب الكويت جاسم يعقوب وفيصل الدخيل وفتحي كميل، وغيرهم من اللاعبين الذين تألقوا وأبرزتهم هذه البطولة.

8على الرغم من الجهود التي تبذل والإمكانات التي تسخر من أجل اللاعب الخليجي، إلا انه يظل هاوياً طالما أنه لم يحترف في الدوريات الأوروبية والتي تصقل اللاعب جيداً ويكون هناك تطبيق عملي لمنظومة الاحتراف من كافة النواحي الفنية والغذائية، اللاعب الخليجي لديه القدرة على اللعب في أوروبا والدليل تجربة الحارس العماني علي الحبسي في الملاعب الإنجليزية لمدة تتجاوز 8 مواسم، لكن هناك بعض العقبات تحول دون تطبيق ذلك، لافتاً إلى أن خوض لاعبنا الخليجي لمباراتين رسميتين في أسبوع واحد يعتبر جريمة في عرفنا وهو ما عكس ما يحدث في قارة أوروبا التي تلعب فرقها مباراتين أسبوعياً.

7 يبقى «الأبيض الإماراتي» الأوفر فنياً، وزاكيروني المدير الفني على علم بالكرة الخليجية، والتشكيلة الإماراتية تضم 7 عناصر شابة، بالإضافة إلى النجوم الكبار، وأن كأس الخليج فرصة لثبات تشكيلة منتخبنا الوطني ووضع النقاط على الحروف قبل انطلاق كأس آسيا 2019، وتحديد أوليات الاختيار من العناصر الشابة والأساسية لمنتخبنا الوطني، مع الاعتراف أن أبطال كأس الخليج يصعب التكهن بهم، حيث إن المسابقة تحكمها «دربيات» المنتخبات الخليجية، ويجب علينا فهم الحالة النفسية والمعنوية للمنافسين.

2018 يرى بعض الخبراء أن المستويات الفنية بين المنتخبات الثمانية المشاركة متساوية، حتى أن السعودية تعتبر من المرشحين للبطولة، رغم مشاركتها بالصف الثاني نظراً لعدم الدفع بالمنتخب الأول المتأهل إلى مونديال روسيا 2018، وبالرغم من ذلك تبقى الكرة السعودية متميزة ولديها بدائل من اللاعبين وبإمكانها إعداد ثلاثة منتخبات، في المقابل سينافس المنتخب الإماراتي والكويتي أيضاً مستضيف البطولة، وهي فرصة للمدير الفني للأبيض الإماراتي الإيطالي زاكيروني للوقوف على المستوى الفني والإعداد البدني للاعبيه، ووضع تشكيلة ثابتة قبل خوض منافسات كأس آسيا 2019 التي تستضيفها دولة الإمارات.

23 أكد بعض الفنيين، أن عدم تواجد المنتخب السعودي الأول لن يقلل من شأن بطولة خليجي 23 والتي تستضيفها الكويت حالياً، ومن المعروف أن دورات الخليج جماهيرية من الطراز الأول ويعتبر قيامها وانتظامها من عام إلى عام مكسباً لها ولكافة فرق الخليج العربي، ولعل مشاركة منتخبات الإمارات والكويت والبحرين بالتشكيلة الأساسية من لاعبيها، ستزيد من حماس المباريات وتعطي البطولة إثارة وندية.

21 رشح بعض خبراء الكرة الإماراتية، منتخبنا الوطني للذهاب بعيداً في البطولة، وذلك بما يملكه الأبيض من لاعبين متميزين إلى جانب الوجوه الجديدة التي اختارها مدرب منتخبنا الإيطالي زاكيروني والتي ستكون خير دعامة للاعبين أصحاب الخبرات مثل عموري ومبخوت واحمد خليل وغيرهم من نجوم منتخبنا الأول الذين تنتظر منهم الجماهير استعادة لقب خليجي 23 وذلك بعد الإنجاز الذي تحقق في خليجي 21 بالبحرين.

 

Email