الشهيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلما حلت بطولات الخليج، وأطلت علينا منافساتها

- تعود ذكراه..

تفوح في ملاعبها ونزلها.. تشع سيرته العطرة عبر لقاءاتها وتجمعاتها

تزخ بتاريخه الناصع المؤرخ في ملحمة.

هو رجل عاش على فطرة البيداء

لم يخفِ في سريرته، ما يعلنه على الملأ - عند فجوج الأرض والجهراء

لم تفتنه الحداثة، ومتغيراتها.. عشق عروبته، ذاد عنها، ومن أجلها - لم يخشَ المسير على الأشواك في الرمضاء

عاش واقفاً شامخاً، ومات كما الأشجار - وحدها الأشجار تموت واقفة

إنه فهد الصحراء ووحشها.. رجل عاش سعيداً ومات شهيداً، وستبقى ذكراه تنبض أمداً مديداً.

هو الشيخ فهد الأحمد الصباح رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية الأسبق

ولد رحمه الله عام 1945، وتوفى 1990.. عاش 44 سنة، أثري فيها العمل الرياضي الكويتي والعربي

انخرط في الجيش الكويتي، ووصل لرتبة النقيب، وتطوع في منظمة التحرير الفلسطينية كفدائي ضد إسرائيل عام 1965، قبل انضمامه إلى «لواء اليرموك» في حرب1967، وظل يناضل حتى عام 1972، أصيب خلال ثلاث مرات في العمليات العسكرية.

رياضياً.. كان رحمه الله داعماً لكل ما يجمع الشمل العربي، وهو من مؤسسي المجد لكأس الخليج، وتولى العديد من المناصب، أبرزها، ترؤسه اللجنة الأولمبية الكويتية، واتحاد الكرة، ونادي القادسية، واتحاد كرة السلة، واتحاد آسيا لكرة اليد، والمجلس الأولمبي الآسيوي، ونائباً لرئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد، وعضواً باللجنة الأولمبية الدولية حتى وفاته عام 1990.

يشهد له التاريخ، بأنه أول شخصية في العالم يلغي هدفاً في مباراة رسمية بكأس العالم، وكان ذلك في لقاء المنتخب الكويتي ونظيره الفرنسي عام 1982، عندما أوقف اللعب وأجبر حكم المباراة السوفييتي ميروسلاف ستوبار، بإلغاء الهدف الرابع لفرنسا، باعتباره تسللاً.

ومن طرائف الواقعة، أن ميشيل بلاتيني قائد فرنسا حينذاك، سألوه عن أفضل شخصية رياضية لديه، فقال: الشيخ فهد الأحمد، لأنه ألغى هدفاً بكأس العالم، لا تستطيع الأمم المتحدة إلغاؤه.

الشيخ فهد الأحمد رحل بجسده، وبقي بين أهل الخليج والعرب بسيرته واسمه. رحمه الله.

 

Email