البعد السياسي حــاضـــر في البطولة الأغلى على قلوب أبناء المنطقة

كأس الخليج العربي.. 47 عاماً مـن الصمـود في وجـه العواصف!

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

 

لم تكتسب بطولة في عالم كرة القدم خصوصاً، والرياضة عموماً، قدراً هائلاً من الصمود والبقاء والديمومة رغم العواصف العاتية المتنوعة، مثلما اكتسبت إلى حد الحصانة، بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، الحدث الأقدم والأعرق والأغلى على قلوب وفي عقول جميع أبناء منطقة الخليج العربي والعراق واليمن طوال عمرها الذي وصل إلى عامه الـ 47 بإقامة نسختها الجديدة في دولة الكويت 2017.

ويبقى البعد السياسي بكل ما يحمله من تبعات وتشعبات وتأثيرات، من أبرز تلك العواصف الخطيرة التي واجهت بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم عبر حضوره القوي سراً تارة وعلناً تارات أخرى في مختلف دوائر البطولة منذ نسختها الأولى في البحرين 1970، وحتى نسختها الـ 23 في الكويت 2017.

نغمة نشاز

وإلى جانب البعد السياسي وتأثيراته الضاغطة المختلفة، شكلت الانسحابات من البطولة تلميحاً وتصريحاً، عزفاً على وتر حساس بنغمة نشاز أدخلت البطولة في أكثر من مرة في دائرة الخطر الحقيقي، ما فرض حتمية الصمود من اجل البقاء والديمومة في مشهد جسد حقيقة أن كأس الخليج العربي عصية على العواصف العاتية قولاً وفعلاً.

حلو وعلقم

ولم تقتصر المخاطر التي أفرزت صموداً أسطورياً من جانب البطولة طوال 47 عاما على البعد السياسي والانسحابات فحسب، بل تعدته إلى التصريحات خصوصاً تلك النارية والمثيرة منها، والتي ظهرت مرة بمذاق حلو، ومرات عدة بطعم العلقم تجرعه عشاق البطولة وتقبلوه حباً بعشيق بات فراقه أمراً شبه مستحيل!

«طفاية» حريق

وليس ببعيد عن البعد السياسي والانسحابات والتصريحات النارية، دخل التناول أو التعاطي الإعلامي مع مجريات البطولة باعتباره تارة زيتاً زاد من اشتعال النار وتأجيج لهيبها، وتارات بمثابة «طفاية» حريق للعديد من الأحداث خصوصا تلك التي تظهر فجأة مع انطلاقة البطولة أو حتى قبل الانطلاقة عبر برامج تلفزيونية وصفحات جرائد غالباً ما شكلت مصدراً للإثارة المفرطة التي سرعان ما تلقي بظلالها الداكنة على البطولة بصورة عامة.

مؤشر «زعل»

وشكلت المشاركة بالصف الثاني من جانب غالبية المنتخبات المعنية، ورقة ترقى في أحيان كثيرة إلى كونها مؤشراً ودليلاً على وجود نوع من أنواع «الزعل الخفي» سرعان ما يكشفه عدم اهتمام أو مبادرة هذا الطرف أو ذاك بالمشاركة بالمنتخب الأول عوضاً عن الصف الثاني بحجج أثبتت الأيام أنها ليست واقعية بقدر كاف!

القهوة الخليجية

وإذا ما غادرنا دائرة العوامل الضاغطة أو المعطيات الخطيرة على مصير البطولة، فإن كأس الخليج العربي لكرة القدم، قد أفرزت الكثير من العلامات المضيئة، خصوصا في نسخها العشر الأولى، ولعل أبرز تلك العلامات، هي الديوانيات التي تُنصب خلال البطولة وتكون أشبه بـ «برلمان» أخوي تفوح منه رائحة القهوة الخليجية الزكية وطعم تمر «الديرة» الشهي، قبل أن تضيق دائرة تلك الديوانيات إلى حد الانحسار للأسف الشديد في النسخ الأخيرة!

إرث شعبي

ولأن البطولة باتت إرثاً شعبياً لدى جميع أبناء الخليج العربي والعراق واليمن، فإن الجماهير صارت هي المحرك الأكثر قوة وتأثيراً على أحداث البطولة وتحريك بوصلتها باتجاهات في أغلبها إيجابية من خلال الانضباط وعدم الخروج عن النص كما هو الحال في ملاعب بطولات إقليمية ودولية أخرى تحدث فيها أعمال شغب وصدامات من النادر أن تشهدها كأس الخليج العربي لكرة القدم، البطولة الأغلى على قلوب ووجدان كل أبناء المنطقة.

آل خليفة: السياسة موجودة!

رغم عدم «إسهاب» الشيخ علي بن خليفة آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم، عضو لجنة المسابقات في الاتحاد الدولي للعبة، في الإجابة على سؤالنا حول حجم تأثير البعد السياسي على بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم منذ نسختها الأولى في البحرين 1970، وحتى نسختها الـ23 في الكويت 2017، إلا أنه شدد على أن السياسة موجودة في خضم أحداث البطولة، ولكن بصورة إيجابية وفي الأوقات المناسبة، بقوله: أنا أعتقد أن هذه البطولة لها صلة بالسياسة، ولكن قد لا تؤثر هذه الصلة بشكل سلبي على مجريات وأحداث البطولة، بل على العكس قد تكون الصلة إيجابية في أغلب الأحوال.

وعن أبرز القصص والحكايات الخاصة التي تختزنها ذاكرته، خصوصاً ما يتعلق بالبعد السياسي وتأثيره على البطولة، أجاب الشيخ علي آل خليفة بالقول: ليس لدي أي علاقة بالسياسة، ولا أريد التطرق إليها.

وحول أسباب صمود البطولة رغم العواصف المتعددة، سواء السياسية أو الانسحابات أو التصريحات المثيرة، وغيرها من «المطبات» التي مرت بها طوال 46 عاماً مضت، أوضح الشيخ علي آل خليفة قائلاً: بالنسبة لبطولة كأس الخليج العربي، هي بطولة تربط دول مجلس التعاون رغم كل الظروف والأزمات التي تمر بها دولنا، وأسباب صمود وبقاء البطولة تتمحور بسببين رئيسين هما: الأول حكمة أصحاب السمو والجلالة حكام الدول، والاهتمام بهذه البطولة التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ لجميع الدول الخليجية، والثاني ترابط شعوب دول مجلس التعاون، وإظهار نسيج الروابط والأخوة وانعكاساتها في هذه البطولة.

ليس إلغاء

وبشأن مبررات المطالبة بإلغاء البطولة والتي تم طرحها أكثر من مرة، أوضح الشيخ علي آل خليفة قائلاً: إلغاء البطولة ليس رغبة أي أحد في الدول المشاركة في البطولة، بل إن هذه البطولة جاءت من القادة والشعوب، لذلك فإن إلغاءها قد لا يكون له أسباب مقنعة، بل هي الظروف المحيطة وبعض الاختلاف في وجهات النظر بين الأشقاء هو الذي يجعل بعض الدول الخليجية ترغب بالتأجيل وليس الإلغاء.

عيسى: ظاهرة كروية

أحمد عيسى أول «كابتن» لأول منتخب إماراتي لكرة القدم، غالباً ما يتحدث بشوق عن كأس الخليج العربي لكرة القدم، البطولة التي يحلل عوامل صمودها وبقاءها رغم العواصف الجارفة طوال 47 عاما بقوله: في تقديري أن البطولة صمدت بوجه معوقات عديدة لأنها أول ظاهرة رياضية كروية تجمع بين دول المنطقة، ولأنها سبقت بسنوات التحركات السياسية التي تجمع بين شعوب المنطقة، حتى شكل ظهور البطولة في العام 1970، بعداً اجتماعياً وسياسياً رسخ في وجدان الشعوب على مدار السنين أهمية الالتقاء والتجمع والتنافس في الميدان الرياضي، حتى باتت البطولة اقوى من كل «المشاكسات» التي ظهرت وبرزت بقوة في العديد من نسخها.

3 نسخ

وشارك احمد عيسى لاعباً مع منتخب الإمارات الأول لكرة القدم في ثلاث نسخ هي، «خليجي2» في السعودية 1972 و «خليجي4» في قطر 1974 و «خليجي5» في العراق 1979، إضافة إلى مشاركته مديراً للمنتخب الوطني في «خليجي6» في الإمارات 1982، ورئيساً للجنة المنتخبات الوطنية في «خليجي7» في عمان 1984، وحصل مع الأبيض على ثالث «خليجي2» في السعودية 1972.

وأضاف عيسى قائلا: البطولة أيقظت الشعور بحتمية التعامل مع الميدان الرياضي بكثير من الاهتمام والرعاية، فأثمر ذلك مدناً رياضية وملاعب ومرافق وبنية رياضية تسابقت دول المنطقة من اجل إقامتها لخدمة الشباب الخليجي في شتى الألعاب وليس في مجال كرة القدم فحسب، ما صنع نهضة رياضية شبه شاملة ما كان لها أن تكون لو لا البطولة التي فتحت صفحة جديدة من تاريخ المنطقة عنوانها الأبرز، المنطقة قبل «خليجي1» في البحرين 1970 «غير» بعد النسخة الأولى من البطولة.

التنافس الحاد

ولفت عيسى قائلا: بعد «خليجي3» في الكويت 1974، ظهرت روح التنافس الحاد في «خليجي4» في قطر 1976 من خلال بعض «المشاكسات» التي حملت البطولة أكثر مما تحتمل، خصوصاً ما يتعلق بسعي البعض على التجاوز على الجوانب الفنية، لكن الحرص الشديد على استمرار البطولة، كان أقوى وأعمق رغم أن تلك «المشاكسات» لم تتوقف عند محطة النسخة الرابعة، بل استمرت بأشكال وأساليب وأسباب ذاتية في أغلب الأحيان، وليست أسباباً جماعية، ونتيجة الحرص والرغبة الشديدة في المحافظة على البطولة، شقت كأس الخليج العربي الطريق وتحملت الأعباء في سبيل أن تبقى.

طعنة سكين

وبشأن المعوقات الكثيرة التي واجهت البطولة، أجاب عيسى قائلا: «المنغصات» التي واجهت البطولة متنوعة، ولعل بعضها كان يبدأ قبل البطولة كما حصل في «خليجي4» في قطر 1976 حول الاعتراض على مشاركة بعض اللاعبين مع المنتخب القطري، قبل أن يتم الاحتكام للنظام الدولي للعبة، وأيضا انسحاب المنتخب السعودي قبل انطلاق «خليجي10» في الكويت 1990 لأسباب تتعلق بشعار البطولة، ثم انسحاب منتخب العراق أثناء البطولة بسبب التحكيم، إضافة إلى «منغصات» أخرى كانت بمجملها أشبه بطعنة سكين في ظهر البطولة التي استمرت رغم كل تلك «المنغصات» و«المطبات» المتعددة.

ملح وفلفل

وانتقد عيسى بعض التصريحات المبالغ فيها والتي كانت تؤثر سلباً على روح البطولة ومسارها، مثنياً على تصريحات أخرى اتسمت بكونها متزنة ومتوازنة كانت أشبه بالملح والفلفل الذي تحتاجه البطولة لتحفيز اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم خلال المباريات.

جبال الثلوج

واعترف عيسى بتأثيرات البعد السياسي على البطولة بقوله: البعد السياسي موجود في كل مفاصل حياتنا، ونحتاجه بشدة لمرافقة البعد الرياضي الذي اثبت في مناسبات كثيرة، مقدرته على بسط حالة من الود والتفاهم بين مختلف الأطراف بهدف إذابة جبال من الثلوج بين الشعوب في العالم.

وبران: عشقنا الأبدي

عبدالله وبران النجم الأسبق للكرة الكويتية والخليجية، المتذوق حلاوة المشاركة في 5 نسخ من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، والفائز مع الأزرق الكويتي بـ3 ألقاب، والحائز على لقب أحسن لاعب في «خليجي13» في عمان 1996، وصف البطولة بأنها العشق الأبدي له شخصياً ولكل خليجي وعراقي ويمني.

أغلى حدث

وأوضح وبران قائلاً: كأس الخليج العربي لكرة القدم بطولة عزيزة وغالية على كل الخليجيين والعراقيين واليمنيين، بل ربما هي أغلى حدث رياضي على الإطلاق في المنطقة، ولولا البطولة لما عرفنا نجوماً لامعين في المنطقة، وهناك نجوم في كل دولة اشتهروا وعرفناهم من خلال ظهورهم على مسرح البطولة، ولهذه الأسباب وغيرها بقيت البطولة صامدة وواجهت كل «المطبات» بقوة وثبات حتى وصلت الآن إلى نسختها الـ23 في دولة الكويت 2017.

صعب جداً

وأضاف وبران قائلاً: من الصعب جداً أن يقتنع أي أحد من أبناء المنطقة بفكرة إلغاء البطولة، لأن غالبية الجيل الحالي ولد وعاش وترعرع على أحداث وأفراح البطولة، حتى صارت شريكاً في حياته لا يمكن أن يتصور يوماً أن تكون بعيدة عنه أو هو يكون بعيداً عنها، وأنا كلاعب تذوق حلاوة المشاركة في البطولة، لا أتصور عاماً ليس فيه بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم.

البيت الخليجي

ولفت وبران إلى أن البطولة صارت جزءاً لا يتجزأ ومن أساسيات البيت الخليجي والعراقي واليمني، متمنياً استمرارها إلى الأبد، مشدداً على أن دور البطولة كبير جداً في الارتقاء وتطوير كرة القدم في المنطقة، مستدلاً على ذلك بحصول غالبية المنتخبات على لقب البطولة باستثناء منتخبي البحرين واليمن، منوهاً إلى أن الكثير من العوائل في المنطقة تحرص بشغف على متابعة البطولة مقارنة مع مستوى اهتمامها ببطولات أخرى كالآسيوية مثلاً.

شهرة واسعة

وحول تأثيرات البعد السياسي على البطولة، أجاب وبران بالقول: أتمنى ألا يؤثر البعد السياسي على البطولة التي أصبحت لها شهرة واسعة خليجياً وبوابة لنجومية الكثير من الإداريين الذين قد يظهرون فقط في وقت إقامة أي نسخة من نسخ البطولة التي ربما لم تعد أولوية كبرى لبعض المنتخبات خصوصاً تلك التي تشارك بالصف الثاني.

1أول أزمة عاشتها بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، تمثلت بإعلان وفد المنتخب البحريني انسحابه من النسخة الثانية التي أقيمت بضيافة السعودية 1972، احتجاجاً على سوء التحكيم، قبل أن تتوالى الأزمات في النسخ التالية من البطولة، خصوصا في النسخ 4 و6 و10 و11 و12 و23.

2ثاني «مطب» مرت به بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، حدث عندما هدد الوفد القطري بالانسحاب من النسخة الرابعة التي استضافتها بلاده في 1976 بعدما وجد خلال اجتماع اللجنة الفنية جدية من جانب الوفود الخليجية التي أصرت على عدم تسجيل لاعبين أجنبيين اثنين ضمن تشكيلة منتخب قطر، هما المصري حسن مختار واللبناني جمال الخطيب، ما أدى إلى انصياع القطريين للأمر الواقع الذي فرضته الوفود الخليجية الأخرى، وذلك بإبعاد اللاعبين الأجنبيين والعدول عن تهديد الانسحاب من البطولة.

3ثالث حالة تهديد بالانسحاب من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، كان بطلها المنتخب الكويتي، وذلك بإعلانه الانسحاب من النسخ التي تلت «خليجي4» في قطر 1976 بداعي اتجاه البطولة بعيدا عن المسار الذي تقام من أجله، وهو تعزيز اللحمة والترابط بين أبناء الخليج العربي، لكن الأزرق الكويتي لم ينسحب، وشارك في النسخة الخامسة التي أقيمت بضيافة العراق في العام 1979، ثم شارك في النسخة السادسة التي احتضنتها الإمارات في 1982 وفاز باللقب للمرة الخامسة في تاريخه، قبل أن يواصل المنتخب الكويتي قطار حصاده للقب الخليجي للمرة العاشرة في تاريخه، ليكون هو أكثر المنتخبات فوزا بالكأس الخليجية الغالية.

4 يبقى انسحاب منتخب العراق من النسخة السادسة التي استضافتها الإمارات في 1982، الأزمة الرابعة الأكثر غموضا في سياق أزمات بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، حينما تفاجأت الوفود الخليجية بإعلان الوفد العراقي الانسحاب بعدما تلقى رسالة وصفت وما زالت بـ «السرية» من الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، حيث تم ربط ذلك الانسحاب بالمنتخب الكويتي المتأهل في ذلك العام إلى نهائيات مونديال إسبانيا، رغم المحاولات العديدة لإثناء العراق عن الانسحاب، ما أدى إلى شطب نتائجه من البطولة.

5توالت الأزمات على بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، بإعلان وفد منتخب السعودية الانسحاب قبل انطلاق مباريات النسخة العاشرة في الكويت 1990 احتجاجا على شعار البطولة، ليكون ذلك الانسحاب، الأول للأخضر السعودي خلال مشاركاته في النسخ السابقة من البطولة.

6التحق منتخب العراق بشقيقه السعودي بإعلان انسحابه من النسخة العاشرة من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم التي أقيمت بضيافة الكويت في 1990، اعتراضاً على التحكيم بعد طرد مدافعه عدنان درجال في مباراته أمام شقيقه الإماراتي.

7«مطب» آخر مر به قطار أزمات بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، تمثل باحتجاج وفد المنتخب الإماراتي على التحكيم الذي ارتكب أخطاء فادحة بحق الأبيض خلال مباراته مع نظيره القطري في النسخة 11 التي أقيمت في الدوحة في العام 1992، ولكن دون أن يعلن وفد الأبيض الانسحاب من البطولة بعدما تم احتواء الأزمة التي نشبت أساساً بعد الدعوة الغامضة والمفاجئة التي وجهها القطريون لحكم من الغابون لإدارة لقاء المنتخبين قبل أيام قليلة جدا من موعد انطلاق تلك النسخة والمباراة على السواء، الأمر الذي أثار الشك والريبة في نوايا مَن وجه الدعوة للحكم الغابوني!

8احتج وفد المنتخب الكويتي المشارك في النسخة 12 من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم والتي أقيمت بضيافة الإمارات في العام 1994 على سوء التحكيم في مباراته مع نظيره الإماراتي عندما طرد حكم تلك المباراة لاعباً كويتياً بداعي الاشتراك بدون كرة مع لاعب إماراتي آخر، ليكون ذلك الاحتجاج الأزمة أو «المطب» الثامن في سلسلة الأزمات التي نشبت في البطولة، قبل أن يتم احتواء تلك الأزمة وانتهائها إلى سلام دون أن ينسحب الأزرق الكويتي من تلك النسخة.

9من بين الأزمات المثيرة التي شهدتها بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، تلك التي حدثت في النسخة 12 التي استضافتها الإمارات في العام 1994، وتلخصت تفاصيلها باستبعاد رئيس وفد المنتخب الكويتي عدداً من لاعبي الأزرق بحجة عدم الالتزام والتقيد بضوابط معسكر المنتخب الذي اضطر إلى خوض مباراته الهامة أمام نظيره السعودي بدون نخبة من أبرز نجوم تشكيلته الأساسية، ما كلفه خسارة تلك المباراة الهامة جدا، وبالتالي نيل الأخضر السعودي اللقب، لتكون تلك الأزمة رقم 9 في سلسلة أزمات البطولة الخليجية عبر قطارها الممتد من العام 1970.

10تلقي الأزمة السياسية الخليجية الحالية بظلالها القاتمة على أجواء ومجريات النسخة الـ 23 من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في الكويت 2017، حيث مر قرار الاستضافة بـ 3 مراحل مفصلية، الأولى إقامتها في الكويت كاستحقاق، والثانية نقلها إلى قطر نتيجة الحظر الدولي على الكرة الكويتية لمدة عامين قبل أن يتم رفعه مؤخرا بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم، والثالثة إعادتها إلى الكويت.

Email