الجولة 2..ترميم الدفاع أفسد الهجوم

البطء في الأداء سمة مميزة للنصر والفاعلية الهجومية أهم مميزات الوحدة | تصوير: سالم خميس

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذرنا منذ الجولة الماضية بعدم الانسياق وراء فرحتنا بالمستوى الهجومي الذي ظهرت عليه الجولة الأولى لدوري الخليج العربي، فقد كانت مجرد حمية البداية وحماسها، وأكدنا في تحليل الجولة الماضية أن الحكم بعد المداولة والجولات المتتالية للوقوف بدقة على المستويات.

وها نحن نرى ما حذرنا منه، فسرعان ما اختلفت المستويات تماماً في الجولة الثانية، وظهر الهجوم عاجزاً لدى أغلب الفرق، والمستويات متراجعة والأقدام ثقيلة.. في جولة عقيمة هجومياً.

الغريب أن بعض الفرق أجرت إصلاحاً دفاعياً بعد الأخطاء الساذجة في الجولة الماضية، ولكن من الواضح أن محاولة الإصلاح الدفاعي أفسدت الشق الهجومي، وكأنما لا يوجد وسائل لدى مدربي الفرق في خلق التوازن بين الدفاع والهجوم، فإما أن تهاجم بدفاع مثقوب أو تدافع بهجوم عقيم، وهذا الأمر لا بد أن يلتفت له أغلب فرق الدوري، حتى الكبار منهم.

وفي الجولة الثانية ندرت المباريات القوية، ولكن كان هناك بعض الندية في لقاء النصر والوحدة، وقوة تناسق في العناصر من شباب الأهلي في مواجهة عجمان المكافح، وتألق دفاعي من دبا الفجيرة أمام الجزيرة حامل اللقب.

ولكن من وجهة نظرنا فمباراة النصر والوحدة كانت الأفضل والأجدر بالتحليل والمناقشة، لعدة أسباب، فمنها نشيد بالوحدة المحافظ على الثبات في الأداء والمستوى للجولة الثانية على التوالي، ومنها نلقي باللوم على النصر غير واضح المعالم حتى الآن، وأغلب الظن أنه يخرج من المنافسة سريعاً بخسارة نقطته الرابعة في أول جولتين، ما لم ينقذ نفسه وينتفض.

ريجيكامب يلعب بطريقة «شجرة عيد الميلاد»، التي سميت بهذا الاسم نتيجة شكل رسمتها في الملعب 4-2-3-1، وهذه الطريقة تعطي قدرة هجومية واستحواذا في وسط الملعب بشكل كبير، مع تأمين دفاعي قوي بوجود لاعبين لهما مهام دفاعية أمام رباعي خط الدفاع،.

وبالتالي فعلياً فهناك 6 لاعبين في الخط الخلفي، ما يجعل الوصول لمرمى الوحدة ليس سهلاً، وفي حال إجادة الثلاثي خلف تيغالي الأرجنتيني رأس حربة العنابي يصبح الوصول لمرمى المنافسين بغزارة.

هذا عن الوحدة، ماذا عن النصر؟.. نظرياً النصر يلعب بنفس الطريقة 4-2-3-1، ولكن على أرض الواقع فالأقرب للتنفيذ أو الشكل الظاهر هو 4-3-2-1 أو أحياناً 4-3-1-2، وفي كل الأحوال هذا خلق مساحة بين الخط الخلفي والأمامي، والعيب ليس في الطريقة، ولكن في عدم وضوح التعليمات والتمركز والتكليفات في الملعب، الأمر الذي أظهر خطوط العميد مفككة بعض الشيء، وجعل التهديف أمرا صعبا على الفريق في الملعب.

النصر أحرز هدفاً، وسدد أكثر من 14 تسديدة على مرمى الوحدة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم وجود فاعلية ودقة في استغلال الفرص، حيث من بين 14 تسديدة لم يكن هناك سوى 3 على المرمى تصدى لها حارس العنابي، بنسبة إجادة 20% فقط.

64 %

أما على الطرف الآخر فالوحدة سدد على المرمى 12 تسديدة منها جاء هدفان وتصدى حارس النصر لست تسديدات متنوعة بين كرات رأسية وتسديدات من داخل أو خارج المنطقة، بنسبة فاعلية على المرمى 64%، وهو الأمر الذي يظهر بوضوح أن النصر يعاني من الفاعلية الهجومية، وربما ذلك سببه الرئيسي البطء العام في الأداء، والذي يجعل الهجمات مقروءة بسهولة لدفاعات المنافسين.

 

Email