90 دقيقة لا توقعات حاسمة معها

لقاء العقول تحسمه الأقدام

■ من مباراة الجزيرة والعين في الجولة العشرين لدوري الخليج العربي | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

من سيحصد كأس رئيس الدولة الغالية؟ هذا السؤال يدور في عقول عشاق كرة القدم الإماراتية في ختام مباريات الموسم الكروي الساخن المليء بالمفاجآت والمتناقضات، إنه اللقاء الختامي للموسم بين العين وصيف دوري الخليج العربي، والجزيرة صاحب المركز السابع، نظرياً قد تبدو المهمة سهلة للزعيم بالنظر لجدول الدوري، ولكن منذ متى نهائيات الكؤوس تكون بهذه البساطة؟

الحقيقة أن مباريات الكأس هي مباريات العقول، وتكون فيها الأرجحية للأكثر هدوءاً ورصانة واستغلالاً للفرص، ومن الصعب الحكم على نهائي الكأس بمعايير الدوري، وما قد يبدو سهلاً للوهلة الأولى لا سهولة فيه على الإطلاق بنظرة متعمقة إليه.. فمن الأجدر فنياً على حسم النهائي اليوم؟

التكتيك

فنياً تبدو المباراة لقاءً تكتيكياً في المقام الأول، فاقتناص نتيجة 90 دقيقة يختلف كلياً عن نتائج موسم تتحكم فيه الكثير من العوامل الداخلية والخارجية، وفي نهائيات الكؤوس يكون المدرب تحت دائرة الضوء، وبنظرة سريعة على الفنيات، يبدو الأمر متكافئاً إلى حد كبير. فالجزيرة قدم مستويات جيدة في الدور الثاني للدوري، وأجاد مدربه تين كات في تعديل وضع الفريق وشكله الفني، معتمداً على عناصر شابة، لاعباً على طريقة من 4-4-2، بمهاجمين صريحين وأحياناً بمهاجم خفي، وفي خطه الدفاعي يلعب برباعي على خط واحد دون أدوار جانبية للمدافعين.

طريقة لعب

في الوقت الذي يعتمد فيه الزعيم العيناوي على 4-3-3 أو مشتقاتها مثل 3-3-2-1 و4-2-3-1، ويميل الزعيم القوي والذي كان قاب قوسين أو أدنى من لقب الدوري للعب الهجومي من على الأطراف باندفاع، بينما يعيبه عمقه الدفاعي أحيانا الذي يخطئ كثيراً في التمركز مما يسفر عنه أهداف للفرق المنافسة.

الأكثر هدوءاً يصعد لمنصة التتويج .. والكؤوس غير الدوري

تشابهات

يرى محللون ان نقطة التقاء العين والجزيرة وتشابههما الأكبر تكمن في الأخطاء التي يرتكبها خطهما الخلفي، ولكن في ذلك حتى يتفوق العين الساعي لإنقاذ موسمه بلقب أخير، دفاعياً بشكل أكبر ولكنه تفوق شكلي تحكمه في النهاية مقدرة مهاجمي الجزيرة على استغلال أخطاء لاعبي العين.

الإرهاق والميل للتكتيك

في نهايات الموسم دائما تكون هناك حالة خمول تكتيكي، نابعة من إرهاق اللاعبين من طول الموسم، وربما تكون تلك النقطة أمراً سلبيا قد يعاني منه العين أكثر من الجزيرة، باعتباره كان منافساً على لقب دوري الخليج العربي حتى الأنفاس الأخيرة، ومايزال ينافس بقوة في دوري أبطال آسيا، ولكن بصفة عامة فالحرص واللعب التأميني قد يغلب على الأداء في محاولة لتعويض حالة الإرهاق، ونظراً لكونها مباراة ختامية يحرص فيها كل من الفريقين على المكسب الأخير من الموسم الكروي.

أتوقع أن يكون الشوط الأول تكتيكيا بالطراز الأول وألا يندفع كل من الفريقين للهجوم في محاولة لقراءة المنافس على أرض الواقع.

نقاط ضعف في الفريقين

خط دفاع العين من أبرز نقاط ضعف فريق العين بكثرة أخطائه، وأيضا بعدم فرض الرقابة اللصيقة على مهاجمي الخصم، مع وجود عدم تفاهم أحياناً بين عمق الخط الخلفي وحارس المرمى وهو أمر لابد أن تُحسب حساباته جيدا من زلاتكو المدير الفني للفريق العيناوي، واللاعبين أيضا لكون مباريات الكؤوس الخطأ فيها ممنوع ويصعب تعويضه.

أيضا الاستسلام التام للاعب دوغلاس للرقابة من المدافعين، وعدم قدرته على إيجاد الحلول للتملص تعد من أبرز سلبيات الفريق العيناوي.

ولكن في المقابل فأضعف خطوط الجزيرة دفاعه، الذي لولا وجود علي خصيف خلفه في المرمى وبراعته في قيادة هذا الخط لم يصل فريق الجزيرة إلى ما وصل إليه.

نقاط تفوق للفريق العيناوي

1العين أفضل فنياً من حيث الخبرة والانضباط التكتيكي، حيث يجيد اللاعبون تنفيذ طريقة لعب مدربهم، ويتمتعون بالمرونة الكافية لإدراك غاياته التكتيكية.

2الجاهزية الذهنية، أمر مهم جداً في نهايات الموسم، فالعين لم ينتهِ موسمه، ويؤدي بشكل جيد في دوري أبطال آسيا، وربما يكون ذلك دافعاً ومحفزاً للاعبين لحصد اللقب.

3العين يمتلك أكثر من ورقة رابحة، سواء في التشكيل الأساسي، أو على مستوى الاحتياطيين، وأغلبهم في جاهزية فنية عالية، مثل عمر عبد الرحمن وأسبريلا وعامر عبد الرحمن، وغيرهم من اللاعبين القادرين على قلب النتيجة في أي لحظة.

4تبقى نقطة قوة الفريق العيناوي في خط الوسط، لوجود برمان ولي ميونغ ومحمد عبد الرحمن، بالإضافة إلى عموري، حيث يؤدون واجباتهم الدفاعية والهجومية على أكمل وجه، ويجيد الثلاثي، دعم الهجوم والرجوع لمساندة الدفاع، ما يخلق عمق تكتيكي للزعيم.

5يحسب لزلاتكو، وجود دكة بدلاء غنية باللاعبين الذين يستطيعون ترجيح كفة فريقهم في أي وقت من أوقات المباراة، أمثال سعيد الكثيري ودياكيه وراشد عيسى ومحمد فوزي، إضافة لباستوس.

محاور قوة لـ «فخر أبوظبي»

1الجزيرة استفاد كثيراً بالتعديلات الفنية في نهاية الدور الأول ومع نهاية الدور الثاني لدوري الخليج العربي استطاع الوصول لتجانس بين اللاعبين لم يكن يملكه في الدور الأول، وهو في مرحلة مستقرة فنياً إلى أبعد حد.

2القوة الهجومية للجزيرة بوجود علي مبخوت المتألق ومعه نيفيز تعد محور قوة للفريق وخطورة على أي دفاع، ولو استغلت تلك القوة الثغرات الدفاعية العيناوية فربما يحقق الفريق المرجو بقنص لقب الكأس الغالي.

3علي خصيف حارس مرمى بخبرته يستطيع قيادة فريقه لبر الأمان في الكثير من المواقف وتغطيته على أخطاء دفاعاته في كثير من الأحيان، وأمام العين ربما يكون سداً منيعاً يرجح كفة «فخر أبوظبي» ويعطي الثقة لزملائه.

4روح الشباب من أهم العناصر التي يعتمد عليها الجزيرة بمجموعة واعدة تملك روحاً قتالية، لكتابة أسمائهم في تاريخ الفريق والكرة الإماراتية، وهذه الروح ربما تكون دافعاً قوياً وسلاحاً مهماً أمام خبرات العين.

5تين كات الهولندي مدرب يجيد قراءة المباريات من مقاعد البدلاء، وهذا ما يحسب له كثيراً، وأمام العين يجب أن يكون المدرب واعياً لأهم التفاصيل وقادراً على قراءة الثغرات في المنافس وعلاج ثغرات فريقه، وهذا الأمر قد يكون سلاحاً مهماً لفريق الجزيرة.

Email