قمة الإثارة في مهرجان التشويق ليلة الكلاسيكو

جمهور العين بطل ومخرج و«سيناريست»

■ زلاتكو يحمل عموري واللاعبون في منتهى السعادة | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل شيء كان يوحي بالجمال ويؤكد مشاهد الروعة التي جسدها جمهور العين عندما احتشد بكثافة غير مستغربة على أفضل ملاعب العالم باستاد هزاع بن زايد في ليلة الكلاسيكو العاصمي الكبير، فالمدرجات اكتست بالبنفسج وتزينت بكواكب الزعيم في لوحة استثنائية جسدت العشق الخرافي الذي يكنه (نصف الشعب) لعين دار الزين، وبعد فواصل من المشاهد الاحتفائية المدهشة التي لعب فيها جمهور العين دور البطل والمخرج والسيناريست على مسرح المدرجات، انطلقت صافرة الحكم معلنة بداية الفقرة الرئيسة في مهرجان الدهشة الذي صاغ فقراته جمهور المبادرات والابتكارات، لتبدأ فصول حكاية جديدة من الإثارة والمتعة الكروية، بين زعيم البطولات وأصحاب السعادة القادمين بطموحات تأكيد الجدارة وتكرار سيناريو العاصمة في ملحمة الذهاب.

فيما بدت إرادة أصحاب الأرض واضحة جلية منذ البداية تحت عنوان رد الدين والعودة سريعا لامتطاء صهوة جواد الصدارة التي كادت أن تطير قبل سويعات إلى ديار الفرسان، ولأن حكاوى العين والوحدة تحمل بين طياتها خصوصية تاريخية في الندية والتشويق، فلم يكن مستغربا أن يتحول الملعب منذ الوهلة الأولى إلى مرجل يغلي تحت أقدام لاعبي الفريقين، لحظات هيمن خلالها أصحاب الأرض على مجريات الأمور، لكن تكتيك الضيوف القائم على الصرامة والضغط، تسبب في توتر لاعبي الزعيم، فتعددت الأخطاء، وانكشفت بعض الثغرات التي غفل عنها الدفاع ما أوجد فراغا برز من خلاله ثعلب الوحدة الأرجنتيني تيغالي لينفرد بالحارس العيناوي المتألق ويهدي الضيوف خبرا سارا نزل على الجانب الآخر كالصاعقة عندما أضاءت لوحة الإستاد معلنة تقدم العنابي بهدف تعزيز الدوافع المعنوية للباحثين عن تأكيد الجدارة، وبالمقابل تضاعف الضغط على لاعبي الزعيم الذين فشلوا في اختراق الدفاعات الوحداوية حتى نهاية الحصة الأولى من مواجهة الأعصاب.

زئير العيناوية

وبعد مرور عشر دقائق من الشوط الثاني ارتج الملعب بزئير العيناوية على المدرجات عندما أمر السير زلاتكو نجم النجوم اللامع عموري بالإحماء قبل أن يدفع به بديلا، جاء كقمر منير ليضيء ظلمة الإحباط إلى نور الأمل والإشراق، فكان هدف التعديل بيسارية الجلاد البرازيلي دوغلاس، وبعده نثر عموري وإخوانه سحرهم فأحالوا المستطيل الأخضر إلى إبداع بنفسجي خالص، وحاصروا الضيوف في نصف منطقتهم تماما، فأثمرت الضغوط عن مخالفة قريبة من منطقة العمليات، انبرى لها أيقونة الفرح وصانع المتعة ليضع العبقرية في مقدمة قدمه اليسرى ويسددها قذيفة هزت الشباك الوحداوية والمدرجات العيناوية، وانطلق بعدها تسبقه فرحته ويلاحقه زملاؤه ليتعلق فرحا بمدربه زلاتكو في مشهد مهيب يؤكد الحب الكبير الذي يكنه لاعبو العين لقائدهم الفني، وبعدها خرجت جماهير العين لتمارس الفرح في احتفال مفتوح علا خلاله هتاف الحب والفخر بزعيم اعتاد على اختراق حاجز المستحيل إلى فضاء الممكن وإن تعثرت خطى البدايات.

Email