قصة كرة قدم بين مدرب الأمس ونجم اليوم

الكرواتي دراغان: انتظرت تتويج أحمد خليل 10 سنوات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

احتاج المدرب الكرواتي، دراغان، أن يصبر 10 سنوات، حتي يأتي اليوم الذي يفرح فيه بتتويج أحمد خليل، كابتن منتخبنا الوطني، والنادي الأهلي بجائزة أفضل لاعب آسيوي، بعد أن تنبأ له مبكراً بالمجد والتميز في عالم المستديرة، والحصول على أرفع الجوائز.

وجمعت دراغان وخليل قصة كروية طويلة، عمرها حتى الآن 15 عاماً، بدأت عندما كان أحمد خليل عمره 9 سنوات، ودراغان مدربا في فرق المراحل السنية بقلعة الفرسان، مهمته الأساسية تنمية المواهب التي يجيدها بإتقان.

حينها حضر الطفل أحمد خليل بصحبة شقيقه الأكبر كابتن فؤاد خليل، الذي كان يرتدي شارة كابتن الفرسان في ذلك الوقت، وتربطه علاقة ود واحترام بالمدرب الكرواتي، فأحضر له أحمد خليل، وطلب منه أن يصنع منه لاعباً يخلفه في الملاعب، ويشار إليه بالبنان.

لتبدأ مهمة صناعة النجم الذي شغل الناس وتوج بالجلوس على قمة عرش آسيا بتدريبات يومية شاقة مع فريق المراحل السنية، ولأن أحمد خليل كان يريد أن يكون مختلفاً، فقد كان مجتهداً في تدريباته، ويخضع لجرعات زائدة دون عن أقرانه بطريقة كانت تدهش دراغان، وتشجعه على أن يمنحه المزيد من وقته والاهتمام به.

إصرار

وفي البداية لم تلفت موهبة أحمد خليل الكروية، مدربه الكرواتي الذي كان معجباً بإصراره خاصة في سنه الصغيرة أكثر من موهبته ومهارته الفردية، فكانت مهمة دراغان في تنمية موهبة خليل المجتهد، وظل يعمل معه ليلاً ونهاراً ويشجعه على المواصلة بذات العزيمة حتى بدأت مواهبه تتفتح رويداً رويداً ليرى فيه لاعب المستقبل رغم صغر سنواته.

وكان أكثر ما يشجع المدرب الكرواتي، بجانب إصرار لاعبه الصغير، أنه ابن أسرة كروية، تتنفس كرة القدم ومواهبها موجودة في الملاعب، وأن أحمد خليل لا بد أن يسير على دربها ويكون أحد نجومها لذلك ظل متفائلاً بمستقبله الكروي ومع شمس كل يوم جديد يزداد قناعة بأن أحمد خليل سيكون نجماً في سماء الكرة العربية والآسيوية، خاصة أن لكل مجتهد نصيباً.

وعندما بلغ أحمد خليل 14 عاماً، وثق المدرب الكرواتي المختص في تنمية المواهب أن موهبة لاعبه ستقوده للقمة، لأن ثمار زرعه بدأت تظهر بشكل واضح عندما شغل خليل الناس حينها وأصبح محل إعجاب وإشادة قياساً بإمكاناته الفنية، التي كانت تفوق سنه.

ومنذ ذلك الوقت ظل دراغان يتوقع للاعبه أن يكون فرس الرهان في قلعة الفرسان، وأن يكون نجماً في سماء الكرة الإماراتية وأحد العناصر المؤثرة في المنتخب الوطني، لكنه لم يكن يرى ذلك في أحمد خليل قبل أن يبلغ سن الرابعة عشرة، لأنه يعتقد أن الحكم على اللاعب في سن صغيرة يبدو صعباً بعض الشي، ولكن بعد 5 سنوات من تدريبه أصبح على ثقة ببزوغ نجومية أحمد خليل على مستوى القارة أيضاً وأنه يمكن أن يكون (عريس آسيا) في أحد الأيام.

وازدادت قناعات المدرب الكرواتي، بلاعبه بعد حصوله على جائزة أفضل لاعب شاب عام 2008 في آسيا، ليتوقع له المزيد من النجاح والذي تواصل مع ناديه بقيادته لنهائي دوري أبطال آسيا وحصوله على لقب جائزة أفضل لاعب آسيوي، بخلاف إنجازات سابقة عديدة يرى أنها يجب أن تكتمل بتحقيق إنجاز قيادة المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم المقبلة حتى يكمل رسم لوحة مسيرة العطاء الممتدة، وهو الذي قادر على اللعب لسنوات عديدة مقبلة.

فرحة

ولأنه كان يتنبأ باليوم الذي يتوج فيه أحمد خليل بجائزة أفضل لاعب آسيوي فإن المدرب الكرواتي، أصر على أن يعيش هذه الفرحة مع لاعبه، وأن يكون بجانبه لذلك كان حضوره إلى مطار دبي، في الساعات الأولى من فجر أمس، ليقدم له التهنئة على هذا الإنجاز الذي يجعله فخوراً بلاعبه السابق، الذي لم يسقط من ذاكراته رغم مشاغل الحياة، وابتعاده عن النادي الأهلي، لكن من دون أن يبتعد عن أحمد خليل في لحظة فرح أنتظرها 10 سنوات حصد فيها نجمنا الدولي ثمرة مجهوده بأجمل الألقاب.

على الدرب

يسير الصغير (سلطان) نجل فؤاد خليل كابتن الأهلي السابق، على خطى عمه أحمد خليل، الذي في ما يبدو أراد لابن شقيقه أن يصل إلى القمة أيضاً، فقام بإحضاره للكرواتي دراغان، وطلب منه أن يفعل ذات الشيء الذي فعله معه، وأن يعمل على تنمية موهبته ليكون امتداداً للأسرة في الملاعب الإماراتية، ويخضع سلطان حالياً لتعليم فنون الكرة تحت إشراف دراغان المهتم به، وهذا ما أكده الكرواتي، الذي قال، إن أحمد خليل أحضر له ابن أخيه سلطان، وأوصاه عليه ليعيد له مشهد اليوم، الذي اصطحب فيه فؤاد، شقيقه أحمد إليه مع تلك الوصية، التي لن ينساها بأن يصنع منه لاعب المستقبل، الذي تستفيد منه الكرة الإماراتية.

Email