الوصل يدفع ثمن طرد وحيد والاعتماد على مصيدة التسلل

فخر أبوظبي قوة هجومية ومعاناة دفاعية

الجزيرة نجح في حسم موقعته مع الوصل - تصوير: مجدي اسكندر

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجاح الجزيرة في تحويل خسارته بهدفين مقابل هدف أمام الوصل، إلى فوز برباعية استعاد بها الصدارة مؤقتا، يؤكد أنه فريق يملك قوة هجومية خارقة، ولكن في المقابل مازالت المنظومة الدفاعية تحتاج لإعادة نظر من مدربه إيريك غيرتس.

وبالعود للمباراة كانت سمتها المتعة والإثارة من بدايتها لنهايتها، حيث شهدت ستة أهداف استمتع بها الجمهور الغفير الذي تابع المباراة..

ونجح خلالها الجزيرة في استغلال النقص العددي في الوصل، بعد طرد مدافعه وحيد إسماعيل في الدقيقة 33 لحصوله على إنذارين، وذلك باللجوء للعب الطويل خلف مدافعي الوصل، الذين لجأوا إلى مصيدة التسلل، إلى جانب مهارة القناص فوسينتش وعلي مبخوت أمام المرمي لينجح الفريق في تحويل خسارته إلى فوز مستحق.

ولكن من الضروري التعرض لحالة دفاع الجزيرة التي مازالت محيرة وخاصة في العمق الدفاعي، والتي تحتاج إلى وقفة وإعادة نظر، ولكن من إيجابيات الدفاع نجاح النجم الصاعد سلطان السويدي في مركزه كظهير يجيد القيام بدوريه الدفاعي والهجومي، وكذلك حسن أمين في مركز الظهير الأيسر.

وفي المقابل بالرغم من لعب الوصل بعشرة لاعبين بعد طرد وحيد إسماعيل إلا أنه لم يكن صيدا سهلا للجزيرة ونجح في مجاراته خاصة في الشوط الثاني وأتيحت له اكثر من فرصة افتقدت للدقة في اللمسة الأخيرة إلى جانب براعة حارس مرمي الجزيرة خالد السناني الذي لا يسأل عن الهدفين..

ولجأ كالديرون بعد طرد وحيد لإجراء تبديل في مراكز لاعبيه بإشراك سالم عبد الله في مركز الليبرو بجوار حسن زهران مع تقدم ياسر سالم كلاعب وسط بجوار علي سالمين وفابيو ديليما ...

ومحمد جمال، مع وجود كايو كرأس حربة صريح وخلفه إدرسون واعتمد في لعبه على طريقة دفاع المنطقة مع محاول كشف التسلل، التي نجح الجزيرة في كسرها أكثر من مرة مع الاعتماد على الهجمات المرتدة التي شكلت بعضها خطورة خاصة في الشوط الثاني.

لا تغيير للأجانب

وقال إيريك غيرتس مدرب الجزيرة خلال المؤتمر الصحافي عقب المباراة «نحن سعداء للغاية بفوزنا الكبير على الوصل وعودتنا إلى المركز الأول في ترتيب الدوري. بدأنا المباراة بشكل جيد وتقدمنا بهدف لكننا للأسف فقدنا التركيز وسمحنا للمنافس بالوصول لشباكنا مرتين بعد أن ارتكبنا أخطاء ساذجة للغاية.

كان علينا أن نقاتل لنعود لأجواء المباراة ونتقدم مجددا ونجحنا في ذلك بالفعل، بعد أن تحسن أداؤنا كثيرا في الشوط الثاني، وتحكمنا في المباراة بشكل مطلق، واستطعنا أن نسجل ثلاثة أهداف أخرى حسمنا بها النتيجة واستعدنا المركز الأول».

وأضاف «أداؤنا يتحسن بشكل ملحوظ، وأشاهد هذا بشكل يومي خلال المباريات والحصص التدريبية. سنستمر في العمل كجهاز فني ولاعبين بشكل مكثف من أجل تحسين أدائنا الدفاعي، وأنا واثق أننا سنعالج هذه الأخطاء بشكل نهائي في المستقبل القريب».

وعن تقييمه لأداء عبد الله موسى في مركز قلب الدفاع قال «عبد الله موسى شارك في المباراة الماضية وفي مباراة اليوم كقلب دفاع وهي وظيفة جديدة عليه، لكنه بالرغم من ذلك قدم أداء مميزا..

وللأسف لن يحصل على الإشادة التي يستحقها لأنه ارتكب ذلك الخطأ». وعن إمكانية مشاركة جوسيللي داسيلفيا في مركز قلب الدفاع قال «فكرت سابقا في ذلك لكنني بذلك سأحرم الفريق من مجهوداته الكبيرة في الوسط، إلا إذا ما تم استنساخه ليلعب في المركزين».

وعن خطط الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة قال «اتفقت مع الإدارة على عدم تغيير الرباعي الأجنبي، وكما ذكرت سابقا فإن أولوياتنا ستكون لجلب مدافع بقدرات خاصة، يستطيع أن يرتقي بأدائنا الدفاعي إلى مستويات أفضل».

حكم جيد

وعن انطباعه على تعليق مدرب الوصل خسارة فريقه على الحكم قال «قبل أن يقول ذلك عليه أولا أن ينظر لأخطاء لاعبيه» وأضاف «أصبحت أعرف هذا الحكم جيدا لأنه أدار لنا الكثير من المباريات مؤخرا وهو يتمتع بعلاقة جيدة مع جميع اللاعبين ويتحدث معهم باستمرار..

ولا أعرف ما إذا كان هذا يؤثر على تركيز اللاعبين أم لا. قراراته كانت جيدة وكانت البطاقة الصفراء التي حصل عليها لاعب الوصل مستحقة ولا جدال عليها. بالنسبة لركلة الجزاء التي احتسبت علينا فإن فوسينيتش أخبرني بأنه لم يتعمد لمس الكرة بيده التي كانت ملتصقة تقريبا بجسده وأنا أصدقه، وعموما لا أفضل أن أتحدث كثيرا عن التحكيم».

فوز صعب

أكد مسلم فايز مدافع الجزيرة أن الفوز لم يكن سهلاً على الوصل وعانينا كثيرا في معظم فترات المباراة، وكادت الأمور تتعقد في الشوط الثاني بعد هدف الوصل الثاني خاصة وأنهم يجيدون اللعب على الهجمات المرتدة التي كادت أن تسفر عن أهداف اخرى لولا أن الجزيرة تعادل سريعا بفضل إرادة اللاعبين القوية وإصرارهم على الفوز.

وعن مدى صحة ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم ضد زميله فوسينيتش وهو يقف في الحائط البشري ولم تتحرك يده للمس الكرة قال فايز: أعتقد أن هذا القرار تقديري للحكم وهو الذي رأى اللعبة كذلك.

علي مبخوت: فوز مهم منحنا الصدارة

أكد علي مبخوت هداف الجزيرة أن الفوز الذي حققه فريقه أمام الوصل فوز مهم لأنه وضع الفريق في مقدمة الترتيب في انتظار مباراتي العين المؤجلتين، وعن قصة تسجيله للهدف الرابع لفريقه الذي رفع به رصيده إلى 9 نقاط ليتصدر قائمة الهدافين المواطنين قال: لحظة استلامي الكرة لمحت حارس المرمى متقدما، وكان لابد من مراوغته ووضع الكرة في الشباك.

وعبر مبخوت عن سعادته بطلب النجم التونسي السابق زبير بيا المحلل في أبوظبي الرياضية قميصه، وقال هذا شرف لي من قبل أحد نجوم الكرة العربية اللامعة.

واختتم مبخوت حديثه بأن الدور الأول انتهى وأنه يفكر في بعض الراحة قبل الانضمام إلى المنتخب، وأن ينصب التفكير على بطولة كأس آسيا في استراليا، متمنيا أن يوفق المهندس مهدي علي في تجهيز اللاعبين.

حسن زهران: كنا الأقرب للفوز والمناوشات طبيعية

أكد حسن زهران مدافع الوصل أن مناوشاته مع فوسينيتش مهاجم الجزيرة كانت طبيعية وتحدث في كل مباراة بين المهاجمين والمدافعين..

ولم ترتق إلى الشجار الذي يمكنه تعكير صفو العلاقة بين اللاعبين، وكل ما حدث عبارة عن احتكاكات قوية في الكرات المشتركة التي جمعتهما سويا على مدار شوطي المباراة، رغم ما قد يبدو للجماهير أنهما يتشاجران داخل الملعب في كل كرة مشتركة، وتصافحنا سويا بعد المباراة وبادلته التحية، ما يؤكد أن ما حدث بيننا قد انتهى بنهاية اللقاء.

وعن خسارة فريقه الوصل برباعية وهو يلعب بعشرة لاعبين بدءاً من الدقيقة 33 قال: أدينا مباراة قوية وكنا قريبين جدا من تحقيق الفوز لولا إضاعة المهاجمين لأكثر من فرصة محققة بعد هدفنا الثاني مع مطلع الشوط الثاني، وبالتأكيد فقد تأثر الأداء كثيرا بطرد وحيد إسماعيل.

واختم مؤكدا تطور أداء الوصل كثيرا منذ أن تولى كالديرون المسؤولية، والذي ظهرت بصماته على مستوى الفريق وسيتطور إلى الأفضل في الجولات المقبلة.

 كالديرون: لعبنا للفوز وكان للحكم رأي آخر

 

قال غابرييل كالديرون مدرب الوصل: لعبنا للفوز ولكن للأسف حكم المباراة كان له رأي آخر ولم يكن راغبا في أن نحقق ذلك، وفي ظل تلك الظروف كان من المستحيل أن نفوز.

وبسؤاله عن تلك الظروف قال «إشهار البطاقة الحمراء لمدافعنا وحيد إسماعيل غير مستحقة وغير عادلة لأن الإنذار الذي حصل عليه أولا لم يكن يستحقه، والحكم لم يتعامل مع الفريقين بمعيار واحد، وفي أوروبا لا يتم استخدام البطاقات الحمراء جزافا كما يحدث معنا، والحكم كان منحازا للجزيرة..

حيث إن الهدف الثاني الذي سجله مهاجمه فوسينتش كان في وضع تسلل واضح، ولكنه ومساعده تغاضيا عن ذلك تماما واحتسبا الهدف، وفي اعتقادي كان هناك ازدواجية في المعايير خلال إدارة الحكم للمباراة، واستطرد قائلا إن الحكام دائما يجاملون العين والجزيرة في معظم مبارياتهما، وبالرغم من ذلك سأستمر في عملي مع الفريق حتى النهاية».

وبمواجهته أن الوصل لعب جيدا في الشوط الثاني بعشرة لاعبين بعد طرد وحيد، ولم يستمر حتى النهاية قال «بالفعل بعد الطرد لعبنا بشكل جيد وكنا الأفضل في الشوط الثاني وسجلنا هدفا ثانيا لنتقدم 2-1..

ولكن كما سبق الذكر الحكم جامل الجزيرة واحتسب له هدف التعادل من تسلل واضح، مما ترتب على ذلك إصابة اللاعبين بحالة من الإحباط لأنهم شعروا بالظلم وأنهم لا يلعبون ضد الجزيرة بمفرده ولكن ضد الحكام أيضا».

تحسن الأداء

وعن تحسن أداء الوصل بعد تسلمه مهمة تدريبه قال كالديرون «الوصل يملك لاعبين جيدين وذلك سهل مهمتي مع الفريق، لذلك عملت معه بتركيز وكانت الاستجابة من اللاعبين إيجابية فتحسن الأداء.

وبالتالي النتائج جاءت إيجابية وكان هدفنا المنافسة على اللقب، ولكن بالمقارنة مع العين والجزيرة فمن المستحيل أن نفكر في ذلك في ظل استمرارية تعسف الحكام معنا ولجوئهم لإشهار البطاقات الحمراء للاعبي الفرق التي تقابل العين والجزيرة».

وعن خطته خلال الفترة القادمة التي سيتوقف فيها الدوري اختتم كالديرون قائلا: أمامنا ثلاث مباريات في كأس الخليج العربي سنخطط للفوز فيها لنتأهل للمربع الذهبي، وبعدها سنستمر في التدريبات لتجهيز الفريق للدور الثاني.

غضب

وأعرب حميد يوسف مدير فريق الوصل عن رضاهم عن ما قدمه اللاعبون أمام الجزيرة رغم الخسارة، مشيرا إلى أن هناك إيجابيات كثيرة في المباراة في مقدمتها الروح التي لعب بها الفريق على الرغم من النقص العددي، وقال: أن تلعب بعشرة لاعبين وتعود للمباراة وتتقدم على المنافس وتخلق الفرص حتى قرب انتهاء اللقاء فهذا يحسب للاعبين..

وكان من الممكن أن نحقق التعادل على الأقل لكن الجزيرة استغل المساحات خلف المدافعين، ولا ننسى أن الجزيرة فريق قوي استفاد من مهارات لاعبيه الفردية والجماعية.

وعن ما يقدمه المدرب كالديرون مع الوصل قال: كالديرون عمل نقلة نوعية في أسلوب اللعب وطريقة تمركز اللاعبين داخل الملعب في حالة الهجوم والدفاع، وان خبرته لمدة 10 سنوات في منطقة الخليج ساعدته، وكنا ندرك أيضا أن هناك 14 لاعبا جديدا في الفريق يحتاجون للوقت.

واختتم مؤكدا أن الوصل سوف يبقي على أجانب الفريق مع ضم البرتغالي هوغو فيانا مع بداية فترة الانتقالات الشتوية.

سالم عبد الله: الجزيرة استغل النقص العددي

تقدم سالم عبد الله مدافع الوصل بالتهنئة لفريق الجزيرة وتمنى حظا أوفر لفريقه وأضاف «فريقنا قدم مباراة جيدة أمام الجزيرة رغم طرد وحيد إسماعيل واستطعنا أن نعود للمباراة قبل نهاية الشوط الأول وتقدمنا على الجزيرة في بداية الشوط الثاني بالرغم من لعبنا بعشرة لاعبين».

ولكن الجزيرة استغل النقص العددي والمساحات خلف المدافعين، واستطاع أن يسجل 3 أهداف بفضل مهارة لاعبيه وكسب نقاط المباراة، وفي المقابل حصلنا على عدد من الفرص لم نوفق فيها، وعن أسلوب اللعب المفتوح الذي لعب به الوصل بعد تقدمه بالهدف الثاني قال: هذا أسلوبنا الذي نلعب به وهو يعتمد على تقارب الخطوط الثلاثة في الفريق والاعتماد على مصيدة التسلل ومن الصعب تغييره.

Email