البعثة تعود إلى البلاد بعد تبدد حلم المونديال

مسفر: منتخب الشباب قدم مستوى مبهراً أمام ميانمار والحظ عاندنا

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وصلت مساء أول من أمس السبت بعثة منتخبنا الوطني للشباب لكرة القدم إلى دبي قادمة من ميانمار بعد وداع نهائيات كأس آسيا للشباب ( 19 سنة ) إثر الخسارة المفاجئة التي تعرض لها الأبيض من منتخب ميانمار في الدور ربع النهائي من البطولة والمؤهل إلى مونديال نيوزيلندا 2015.

وكان في استقبال البعثة عبيد سالم الشامسي، نائب رئيس اتحاد الكرة، وعلي حمد، المدير العام بالوكالة، وعبيد مبارك، المدير الفني، وأحمد يعقوب، مدير إدارة العلاقات العامة، وحرصوا على الالتقاء بجميع اللاعبين شاكرين مجهوداتهم التي قدموها والأداء الذي ظهروا عليه خلال منافسات البطولة، خاصة في اللقاء الأخير الذي فعلوا فيه كل شيء، لكن المستديرة أبت أن تلج شباك المنافس رغم كثرة الفرص السانحة.

وتعرض لاعبونا للعديد من الضغوطات لإرهاب اللاعبين أثناء المباراة الأخيرة منها وجود أفعى كبيرة في غرف تبديل ملابس اللاعبين وقد قامت عناصر أمن الملعب بقتلها ثم إطلاق كلب ضال في الملعب في بداية الشوط الثاني للقاء

وكان أبيض الشباب قد تصدر مجموعته الثانية التي ضمت كلاً من أستراليا وأوزباكستان واندونيسيا، حيث تعادل في اللقاء الأول بهدف لمثله مع الكنغارو وأحرز هدف الأبيض القائد خلفان مبارك، وفي المباراة الثانية كذلك تعادل مع أوزباكستان بهدفين لمثلهما. أحرز هدفي منتخبنا كل من عبدالله غانم وأحمد العطاس، وفي اللقاء الثالث والأخير بدور المجموعات ضد اندونيسيا، نجح الأبيض في اكتساح نظيره الأندونيسي برباعية مقابل هدف، تبادل في إحرازها كل من محمد العكبري وأحمد العطاس وسعيد جاسم وأحمد ربيع.

نجح على أثرها في التأهل لدور الثمانية متصدراً أقوى مجموعات البطولة عقب حصوله على 5 نقاط، متفوقاً على أوزباكستان وأستراليا اللذين يمتلكان كذلك (5 نقاط) في رصيدهما، لكن فارق الأهداف ذهب لمصلحة منتخبنا ( 3)، ليتأهل كأول المجموعة فيما حصل الأوزبكي على المركز الثاني ( 2) متفوقاً على أستراليا بفارق الأهداف كذلك، بينما تذيلت اندونيسيا جدول الترتيب برصيد خال من النقاط.

ليضرب بعدها موعداً مع مستضيف البطولة منتخب ميانمار في دور الـ 8، والتي خسرها الأبيض بهدف نظيف في مواجهة أقيمت تحت أنظار 29 ألف متفرج على استاد يانغون مسرح المواجهة، في مباراة فعل فيها منتخبنا كل شيء إلا التسجيل، حيث عاندت الساحرة المستديرة منتخبنا الوطني ورفضت أن تعطيه وتنحاز له رغم أفضليته وسيطرته على معظم فترات مجريات اللعب، في مباراة الفرص الضائعة لمنتخبنا الذي كان معدل سيطرته على الكرة 75%.

مسفر يشكر اللاعبين

أوضح الدكتور عبدالله مسفر، مدرب منتخبنا الشاب، أنه رغم الفترة القصيرة التي تواجد فيها على رأس الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني عمل على وضع برنامج يتناسب مع إعداد الأبيض للاستحقاق الآسيوي، للظهور بشكل أفضل في النهائيات.

وقال: مردود العمل الذي قمنا به كان واضحا، حيث نجحنا في تصدر المجموعة الثانية التي تعتبر الأقوى في البطولة، بالإضافة إلى ذلك فزنا بكأس الدورة الدولية قبل السفر لمعسكر ماليزيا التحضيري، بجانب تحقيقنا لنتائج إيجابية مع منتخبات لها تاريخها وسمعتها في القارة الصفراء وفي أوروبا وإفريقيا.

وتابع : عملت على خلق شخصية للفريق وفي سبيل ذلك قمت بضم 34 لاعباً منهم 15 عنصراً لأول مرة يتم اختيارهم في قائمة الإبيض، وأعتبرهم اكتشافات جديدة تصب في مصلحة وخدمة الكرة الإماراتية بالمستقبل

وتوجه مسفر بالشكر للاعبين على الأداء الذي قدموه والمستوى الذي أبهر الجميع في لقاء ميانمار الذي أقيم أمام قرابة ثلاثين ألف مفترج، وقال : كانت السيطرة للابيض بنسبة 70 إلى 75% ، وأضعنا فيه كماً هائلاً من الفرص، كما أدار الحظ ظهره لنا في الفرص السانحة، معتبراً أن البطولة الآسيوية هذا العام كانت غريبة، حيث تمثل ذلك في خروج أقوى المنتخبات من الأدوار الأولى مثل أستراليا وكوريا الجنوبية والعراق وعمان و إيران، بالإضافة إلى خسارة اليابان والصين ومنتخبنا الوطني في الدور ربع النهائي، فيما خطفت المنتخبات المغمورة بطاقة التأهل.

 

خلفان مبارك: المدرب لا يتحمل مسؤولية الخروج والخسارة ليست النهاية

أبدى خلفان مبارك قائد منتخبنا الوطني حزنه الشديد للخروج الغير عادل للابيض من الدور ربع النهائي لكأس آسيا، لافتا إلى أنهم انتظروا ثلاث سنوات لخوض هذه المنافسات وحجز تذكرة الوصول لمونديال 2015، لكنه في نفس الوقت أشاد بالمستوى الذي ظهروا عليه في الآسيوية، رغم الوداع القاسي والحزين.

وقال : الخسارة ليست نهاية المطاف، فقط لم يكن لنا نصيب في تحقيق حلم المونديال، وقدر الله وما شاء فعل، وسنعمل على أن نقدم الأفضل في الفترة المقبلة.

وتابع: المدرب لا يتحمل مسؤولية الخروج، نحن اللاعبين نتحمل ذلك ، حيث لم نؤد بالشكل المطلوب ولم نركز في مسألة إنهاء الهجمات التي لاحت لنا، وأشكر الدكتور مسفر على الجهود الكبيرة التي قدمها لنا، الأمر الذي ساهم في التطور الملحوظ لمستوانا الفني، وكذلك الشكر موصول لجميع أعضاء الجهازين الإداري و الفني والطبي ومسؤول المهمات.

أدينا المطلوب

من جانبه، ذهب علي سالمين، في ذات اتجاه خلفان مبارك، عندما أكد أن مسألة الخروج من النهائيات لا يتحملها المدرب، لافتاً إلى أن الدكتور مسفر عمل معهم في أصعب الظروف وفي فترة قصيرة، وقال: كل لقاء كان له ظروفه، الجهاز الفني بقيادة المدرب مسفر منحنا التكتيك والطريقة المعينة التي يجب أن نخوض بها مباراة ميانمار، ونحن بدورنا عملنا على تأدية المطلوب منا، لكن الكرة رفضت دخول شباك أصحاب الارض والجمهور.

وأضاف: الجوانب الفنية تطورت مع قدوم الدكتور مسفر، وأصبحنا نمتلك الشخصية المطلوبة من تكتيك ولعب جماعي وأسلوب دفاعي ونواحي هجومية والعديد من الأمور الأخرى، بجانب ذلك ارتفع معدل اللياقة البدنية بشكل ملحوظ، لكن نحن عملنا كل ما بوسعنا لإسعاد شعبنا، و قدر الله وما شاء فعل، حيث الأمور لم تسير كما نشاء، وسنؤكد لهم أننا جيل موهوب وقادم بقوة في مستقبل الكرة الإماراتية رغم هذا الوداع الغير عادل.

وتوجه سالمين بالشكر لأعضاء الجهازين الإداري والفني واللاعبين على كل ما قدموه خلال الفترة الماضية.

نتيجة غير عادلة

وأوضح المهاجم أحمد ربيع إلى أن النتيجة التي انتهت عليها مباراة ميانمار لم تكن عادلة، بحكم أنهم قدموا مباراة جيدة وقدموا كل ما بوسعهم لتحقيق حلمهم والوصول إلى الأدوار المتقدمة، لكنه ذكر أن النتيجة جاءت على عكس مجريات اللعب.

 

لغة الأرقام تتحدث رغم الوداع الحزين

بالرغم من الوداع والخروج الحزين، إلا أن الأرقام والإحصائيات التي خرج بها منتخبنا الوطني بعدما تولى الدكتور عبدالله مسفر زمام الأمور الفنية، كانت في ارتفاع وتغير مستمر، حيث لعب المنتخب 14 مباراة ودية دولية مع منتخبات قوية ولها وزنها مثل كوريا الجنوبية وسلوفاكيا والدنمارك وجورجيا ومصر وعمان وأرمينيا واذربيجان واندونيسيا، خسر في مباراتين وتعادل في خمس وكسب سبع مواجهات.

وأداء الفريق كان في تطور ملحوظ، رغم تعرضه إلى عوامل هزت من استقراره، الاولى تمثلت في الإصابات التي ضربت المنتخب، حيث البداية كانت مع المدافع الصلب حمد الجنيبي الذي أصيب بقطع في الرباط الصليبي بمعسكر سلوفاكيا، وقبل منافسات البطولة غاب المهاجم راشد الهاجري نتيجة لعدم اكتمال شفائه، وقبل مباراة استراليا بخمسة أيام تعرض المهاجم أحمد ربيع وخالد باوزير للإصابة، وفي المران الختامي استعدادا للكنغارو، أصيب عبدالله كاظم كذلك، فيما حرمت الظروف الأسرية الطارئة اللاعب بدر بلال من المشاركة في النهائيات الآسيوية.

 

بساط النجومية

ساهم الأداء المميز الذي ظهر به لاعبو منتخبنا الوطني للشباب خلال منافسات البطولة، على سحب ثلاثة من لاعبي الأبيض بساط النجومية خلال المباريات الأربع التي خاضها، حيث منح الاتحاد الآسيوي نجومية اللقاء الأول ضد استراليا للحارس محمد سعيد بوسندة الذي قدم مباراة مميزة ضد الكنغارو، و في المواجهة الثانية التي لم يظهر فيها المنتخب بالشكل المطلوب خطف نجومية المباراة أحد لاعبي اوزباكستان، قبل أن ينال قائد منتخبنا الوطني خلفان مبارك جائزة أفضل لاعب في المباراة الثالثة ضد اندونيسيا، وفي الدور ربع النهائي حاز المهاجم أحمد ربيع على نجومية المباراة، بالرغم من خسارة الأبيض أمام ميانمار الذي لم يقدم لاعبوه شيئاً طوال زمن المباراة سوى الهدف الذي جاء من خطأ دفاعي فادح.

 

اشادة

أشاد مدرب منتخبنا للشباب بالمجموعة التي تواجدت معه في منافسات كأس آسيا، و ذكر أنها ستكون مستقبل الكرة الإماراتية، متمنيا أن يحالفهم التوفيق في مسألة التحاقهم وانضمامهم للمنتخب الاولمبي، لافتاً إلى ثقته الكبيرة بإمكانياتهم العالية التي ستنعكس أكثر إيجابية في المستقبل.

وفي ختام حديثه توجه بالشكر ليوسف يعقوب السركال، رئيس اتحاد الكرة، ولأعضاء مجلس الإدارة على تسهيلهم كافة عقبات تنفيذ برنامج إعداد المنتخب، معتبراً أن الظروف الخارجة عن الإرادة والخروج غير العادل منعهم من تحقيق حلم مونديال نيوزيلندا.

 

غرائب وعجائب

إضافة إلى الضغوطات الكبيرة التي تعرضت لها بعثة منتخبنا قبل المباراة، إبتداء من الزحام المروري الكبير في شوارع يانغون، ومعاناة الأبيض في مسألة الوصول لأرضية الملعب، رغم وجود شرطي مرور أمام الحافلة التي تقل البعثة، وتأخير موظفو الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عملية دخول البعثة إلى الاستاد، واتباعهم لإجراءات التأكد من حمل جميع الأفراد للبطاقات التي منحها الاتحاد الآسيوي للمنتخب، في سابقة لم تحدث في المباريات الثلاث السابقة. الشيء الثاني تمثل في الانفلات الأمني الذي صاحب نهاية اللقاء، عقب نزول الجماهير لأرض الملعب.

Email