المكافح شلبايه يعود إلى ترسانة الوحدات

محمود شلبايه

ت + ت - الحجم الطبيعي

لك أن تتخيل عزيزي القارئ رفض احد المهاجمين الدعوة الى استبداله اثر تعرضه الى كسر في الوجه ونزيف دموي حاد، لينتفض بعدها على آلامه محرزاً هدفين لا يقدران بثمن رغم منظره المشوه.

حدثت هذه القصة ليلة الثالث عشر من شهر سبتمبر عام 2011، وتحديداً في لقاء الوحدات مع دهوك العراقي الذي جرى على ستاد الملك عبدالله بالعاصمة عمان في ذهاب الدور ربع النهائي لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي.

عندما طلب السوري محمد قويض المدير الفني الفني للوحدات استبدال المهاجم محمود شلبايه بعد اصابته بكسر في الانف والنتيجة تشير الى التعادل (1-1)، إلا أن اللاعب آثر البقاء في المباراة ليحرز بعد اصابته هدفين في الدقيقتين (86) و(90) خرج على اثرهما الوحدات فائزاً بالمحصلة النهائية (5-1).

نسوق هذه القصة التي ما زالت عالقة في ذاكرة المتابعين وعشاق نادي الوحدات ذلك لأن شلبايه كان مدار حديث الشارع الرياضي الأردني الأسبوع الماضي، بعدما رفض نادي الوحدات عودته الى صفوف فريقه الكروي بشكل صارخ.

لكن أصداء هذا القرار وتداعياته لم تكن سهلة على الجانبين ليعقب ذلك محاولات رأب الصدع عبر اجتماع ضم شلبايه مع المدير عبدالله ابوزمع المدير الفني للوحدات والذي اعلن فور انتهاء الاجتماع عودة اللاعب الى صفوف ناديه الأم.

مفاوضات متعثرة

القصة بدأت عندما تعثرت المفاوضات ما بين الوحدات وشلبايه والتي هدفت الى اعادة الأخير الى صفوف النادي بعد تجربة احترافية قصيرة خاضها مع الرفاع البحريني، إذ ساهمت مغالاة اللاعب في طلباته المالية في عرقلة المفاوضات اكثر من مرة، قبل أن يعمد عبدالله ابوزمع المدير الفني للوحدات الى التوصية بالتعاقد مع السنغالي مالك حجي كبديل لشلبايه في مركز الهجوم.

علماً بأن الأخير كان في الوقت نفسه يسعى الى الحصول على عقد احتراف خارجي مع صحار العماني او الطلبة العراقي، لكن هذه المساعي سرعان ما تبددت، مما اضطره الى التقدم بكتاب رسمي يطلب فيه العودة للوحدات، لكن الصدمة تمثلت في رفض ابوزمع هذا الطلب بداعي أن اللاعب اشترط شفهياً وعبر احد المقربين اللعب اساسياً دون الجلوس على دكة البدلاء.

فصل غريب

ومن المفترض أن تكون القصة انتهت عند رفض ابوزمع عودة شلبايه، لكن التداعيات كانت اكبر من القصة نفسها بكثير، ذلك لأن جماهير الوحدات انقسمت وبشكل حاد في رؤيتها لهذا القرار، فالغالبية العظمى رأت أن في القصة فصلاً غير واضح المعالم يتمثل في اشتراط شلبايه اللعب اساسياً في حال وافق الوحدات على عودته، ذلك لأن المقربين من اللاعب يعلمون جيداً مقدار تواضعه، فهو وإن كان يسعى الى رفع مقدم عقده ومخصصات المالية .

إلا أنه ليس من الغباء بحيث يطلب اللعب اساسياً مع الفريق المزدحم بمجموعة من اللاعبين الشباب الذين يملكون القدرة على تلبية تطلعاته الهجومية، في حين أن البعض الآخر رأى أن عبدالله ابوزمع اصاب في رفض عودة شلبايه حتى لو لم تكن رواية (الشرط) صحيحة خاصة وأن شلبايه بدا في السنوات الأخيرة يفقد بريقه التهديفي الذي كان يضطلع به.

آراء عقلانية

في خضم هذه الآراء المتضاربة كانت اصوات العقلاء تطالب بالتروي قليلاً، والنظر الى المسيرة التاريخية للاعب واخذها بعين الاعتبار، فشلبايه كان ولا يزال يعتبر احد اعتى الهدافين الذين مروا على كرة القدم الأردنية على الإطلاق، إذ سبق وأن نال جائزة هداف الدوري اكثر من مرة، كما يعتبر هداف بطولة كأس الاتحاد الآسيوي مع الوحدات برصيد (32) هدفاً.

عدا عن احرازه العديد من الأهداف الحاسمة في مسيرته مع المنتخب الأردني وأبرزها هدفه في مرمى اليابان بنهائيات كأس آسيا عام 2004، في حين أن مسيرته مع ناديه الأم تمتد لما يزيد على (15) عاماً وهي مسيرة لا يمكن تجاوزها ولفظها بهذه السهولة.

صلح !

المراقبون المحايدون لهذه القضية رأوا أن الوحدات كاد يخسر كثيراً بتعامله القاسي مع احد ابنائه المخلصين، علماً بأن شلبايه نفسه اعلن أنه قد يعتزل اللعب في حال رفض الوحدات عودته، ذلك لأنه لا يستطيع اللعب مع أي نادٍ آخر على حد وصفه، في حين أن العروض انهالت عليه فور انتشار نبأ فشل مفاوضاته مع الوحدات .

وهو الأمر الذي ربما يكون دفع الأخير ممثلاً بالمدير الفني ابوزمع الى الجلوس مع اللاعب لتتبدد الخلافات بإعلان عودة هذا النجم الفريد، والذي كاد الوحدات أن يكسر انفه مرتين، الأولى في ساحة الوغى – ارض الملعب ـ والثانية دون سابق إنذار أو رأفة بتاريخه العتيد.

Email