لوحات تنبض بالأصالة في ماراثون اليوم الوطني للهجن

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حقق الشقيقان غدير وشعفار غلام البلوشي، إنجازاً فريداً من نوعه بحصولهما على المركزين الأول والثاني في ماراثون اليوم الوطني للهجن في نسخته الثالثة الذي أقيم صباح أمس في مدينة دبي الدولية للقدرة بمنطقة سيح السلم بمشاركة 42 متسابقاً، انطلقوا في الساعات الباكرة من الصباح لتحدي رمال الصحراء، وقطع مسافة 25 كلم على ظهر الهجن، تحت إشراف وتنظيم مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بالتعاون مع نادي دبي لسباقات الهجن.

وهو السباق الأطول والأصعب من نوعه في الوطن العربي، احتفالاً باليوم الوطني الـ46 لدولة الإمارات، وارتسمت لوحة تراثية معبرة، على امتداد مسافة الـ25 كلم بمشاركة الشباب المواطنين، وتميزت النسخة الثالثة للماراثون، بقدرة الراكب والمطية معاً، ففي السباقات السائدة بما فيها سباق المرموم تمتد المسافة إلى 11 كم، ولا يوجد عامل بشري، إلا أن الماراثون ورغم طول مسافته، تميز بقدرة تحمل المطية والراكب.

الأخوان البلوشي

وحصد ناموس المركز الأول غدير غلام موسى البلوشي على ظهر المطية «مشاغب»، فيما كان الفوز بالمركز الثاني من نصيب شقيقه الأكبر شعفار غلام موسى البلوشي على ظهر «مولع»، بينما جاء بالمركز الثالث خميس علي سعيد الملعاي، وقطع غلام البلوشي، الفائز بالمركز الأول مسافة الماراثون في ساعة وخمس دقائق، تلاه أخوه بفارق ثوان قليلة، ليتبعه الملعاي بفاصل من الثواني.

«مشاغب» في الموعد

وكان مشاغب في الموعد مع هذا الإنجاز ونيل السيف الذهبي وهو يعد من أكثر الهجن تحملاً للمسافات الطويلة، ومن أسرع الهجن التي امتلكها غدير البلوشي الذي بدأ مشواره مع ركوب الهجن من عمر 7 سنوات وظل مرتبطاً بالمشاركة في ماراثون اليوم الوطني منذ نسخته الأولى.

ويعتبر هذا الماراثون من أصعب السباقات التي خاضها البلوشي، لكونه سباقاً للقدرة، وسباقاً يختبر مدى قوة احتمال الراكب والمطية، ويحتاج إلى تدريبات مكثفة، بدأها منذ أشهر، بالعدو لمسافة 50 كلم بين يوم وآخر ليتعود بذلك المسافات الطويلة، ومن ثم، بدأ بتدريبه على السرعة، وحرص على العناية به بشكل خاص سعياً لحصوله على المركز الأول وتحقق له ما أراد.

وواجه غدير البلوشي منافسة قوية هذا العام تجلت في إكمال عدد كبير من المشاركين للماراثون في توقيت متقارب على عكس النسختين السابقتين، وانعكست المنافسة المثيرة في الأمتار الأخيرة للماراثون حيث زاد مشاغب من سرعته ورفض الابتعاد عن الصدارة حتى وصل لخط النهاية وسط فرحة كبيرة لقائده غدير البلوشي وشقيقه شعفار الذي وصل لخط النهاية بعد أقل من دقيقة واحدة ليحل ثانياً للسباق.

جوائز الفائزين

وبعد نهاية الماراثون قام راشد بن مرخان نائب الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث وعلي سعيد بن سرود المدير التنفيذي لنادي دبي لسباقات الهجن ومحمد دلموك مدير إدارة الدعم المؤسسي في مركز حمدان بن محمد وسعاد إبراهيم درويش، مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد بتتويج الفائزين وحصل صاحب المركز الأول على سيارة نيسان باترول من فئة الدفع الرباعي والسيف الذهبي، بينا حصل صاحب المركز الثاني على جائزة نقدية بقيمة 70 ألف درهم، وصاحب المركز الثالث على جائزة نقدية قيمتها 30 ألف درهم، وحصل الفائزون من الرابع إلى المركز الثلاثين على جوائز نقدية، تشجيعاً لهم على مشاركتهم في حفظ الموروث الشعبي للدولة.

رعاية

الرعاة الرسميون لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، هم الطاير للسيارات ولاندروفر ومطارات دبي وعبدالواحد الرستماني (العربية للسيارات) والقرية العالمية وإذاعة الأولى.

غدير وشعفار: فرحتنا لا توصف في المناسبة الغالية

أهدى الشقيقان غدير وشعفار غلام البلوشي فوزهما الغالي إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس دبي الرياضي، وعبر صاحب المركز الأول غدير البلوشي عن سعادته الكبيرة بعد التتويج بالسيف الذهبي وقال إن فرحته لا تحدها حدود، وقال غدير إن السباق لم يكن سهلاً لكون المسافة تمتد 25 كلم وهي أطول مسافة في سباقات الهجن، مشيراً إلى أن تعوده منذ الصغر ركوب الهجن سهل من مهمته حيث ظل يمارس هذه الهواية منذ أن كان عمره 7 سنوات.

وقال إنه لم يكن يحتاج لتدريبات خاصة للماراثون نظراً لمواصلته في التمارين طوال السنة، وقال إن المطية التي شارك بها وحقق معها الفوز من ذكور القعود واسمه «مشاغب»، هو يعتبر من الهجن المميزة، مشيراً إلى ثقته الكبيرة قبل السباق بإنهائه بشكل جيد من واقع معرفته بالمطية وجاهزيته شخصياً من الناحية البدنية.

وجدد غدير البلوشي فرحته بالإنجاز، وقال إن هذا الماراثون سيظل خالداً في ذاكرته لأنه ارتبط بمناسبة غالية على الجميع ألا وهي اليوم الوطني، وهنأ القيادة الرشيدة في الدولة وشعب الإمارات بهذه المناسبة، مؤكداً أن المشاركة في حد ذاتها تعتبر فوزاً في مناسبة مثل اليوم الوطني، ناهيك عن تحقيق المركز الأول.

وأوضح صاحب المركز الثاني شعفار البلوشي الشقيق الأكبر لبطل الماراثون أنهما ظلا يشاركان في ماراثون اليوم الوطني للهجن منذ انطلاقته في عام 2015، وأنه حقق المركز الثاني في النسخة الثانية العام الماضي وكان حريصاً مع شقيقه غدير على إحراز المركز الأول هذا العام.

وقال إن فرحته لا تقل عن شقيقه غدير بطل السباق، مشيراً إلى فخره الكبير وكل أسرته بما حققه شقيقه الأصغر غدير، وقال شعفار إن هوايتهما منذ الصغر هي ركوب الهجن مما سهل مشاركتهما وإنهاء السباق في المركزين الأول والثاني، مشيراً إلى أن الطقس كان مثالياً سواء للمطايا أو الشباب المواطنين المشاركين.

وأثنى شعفار على تنظيم الماراثون من قبل مركز حمدان لإحياء التراث، وقال إن السباق يعتبر فريداً من نوعه، وهو الماراثون الوحيد للهجن في المنطقة العربية، وأهدى النجاح الذي حققه مع شقيقه غدير إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي ورئيس مجلس دبي الرياضي، تقديراً لاهتمام سموه بالتراث الأصيل ورياضة الآباء والأجداد، وقال إن ما حققه مع شقيقه في الماراثون هذا العام سيكون أكبر دافع لمزيد من الارتباط بالهجن.

تقييم

علي بن سرود: عناصر النجاح تكاملت في السباق

أعرب علي سعيد بن سرود المدير التنفيذي لنادي دبي لسباقات الهجن عن سعادته بنجاح النسخة الثالثة من الماراثون، الذي يتزامن مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ46، وهي احتفالية نحرص دائماً على أن تظهر بالمظهر اللائق، وبالفعل جاء السباق كما كنا نتوقع من حيث الإثارة والتحدي وعدد المشاركين، خاصة أن النسخة الثالثة أفضل من النسختين الماضيتين ورأينا كيف استعدت الهجن وتجهيزها للسباق، والدليل على ذلك أن السباق جاء سريعاً وهو عكس سباقات الماراثون ووصلت السرعة إلى 41 كلم في الساعة، وهذا معدل سباقات السرعة.

وأكد أن هذه النجاحات محفزة لمشاركة عدد أكبر ولعل تغير الصدارة من عام إلى آخر أيضاً يشجع على المشاركة في الماراثون ونتوقع أن الاستعدادات ستكون مضاعفة في النسخة المقبلة، ولن تكون المنافسة في خط النهاية فردية بل سنشهد دخولاً قوياً من عدد كبير من الهجن، وهو ما حدث هذا العام حيث لم يحسم السباق إلا في الأمتار الأخيرة.

وأوضح ابن سرود أن هذا الماراثون يحتاج إلى عدة سباقات تأهيلية لتجهيز المتسابقين، وبالتالي تكون هناك حالة من الاستنفار للحدث الرئيسي، ونأمل أن تكون النسخة الرابعة أفضل بكثير من هذه النسخة وإن كان التطور هو عنوان الماراثون في كل عام.

تصريح

سعاد درويش: رياضة تراثية تليق بالمناسبة الغالية

تقدمت سعاد إبراهيم درويش، مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بالتهنئة إلى حكام وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة وهنأت الفائزين وأعربت عن سعادتها بتقديم رياضة تراثية أصيلة، للاحتفال باليوم الوطني السادس والأربعين، في ماراثون منظم يليق بمكانة الدولة، وقالت «تتميز هذه النسخة من الماراثون التي جاءت لتتوج النسختين الماضيتين بالخبرة والمعرفة، وترفع من مستوى المشاركة، لكونها تجمع مجموعة من المحترفين في مجال وركوب الهجن.

إذ حرصنا في هذه النسخة على تحفيز المشاركين حتى المركز الثلاثين، لنتأكد من تهيئة أرضية مناسبة، وحثهم على الاستمرار في الماراثون إلى النهاية، الأمر الذي أسفر عن التزام راكب المطية، وحرصه على تدريب الناقة بوقت كاف قبل الانطلاق على ظهر المطية، والاستعداد والتأهب من حيث اللياقة البدنية والتدريبات المكثفة».

تنظيم

بن دلموك: تكتيك جيد

أكد محمد عبد الله بن دلموك مدير إدارة الدعم المؤسسي في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أن النسخة الثالثة جاءت مختلفة من خلال السباق، حيث زاد عدد المتسابقين، بجانب استعدادات جميع المشاركين للسباق، وهو ما ظهر في خط الانطلاقة، حيث لم تحدث اندفاعات قوية من البداية، وتحرك جميع المتسابقين في سرب واحد، وهو دليل على الخبرات من السباقات الماضية.

Email