تجاوز الخمسين من عمره ويقوم برحلات استثنائية حول العالم

بن مجرن: لياقتي ألهمت شاباً خسارة 20 كيلو من وزنه

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يطغى على أجواء العمل في نادي فريق رحالة الإمارات بدبي، كثير من المرح إلى جانب العمل الرسمي الجاد، ولعل السبب في ذلك حيوية عوض بن مجرن، رئيس النادي ورئيس مهرجان الرحالة العالمي، الذي يركز على اصطحاب موظفيه لممارسة الرياضة في الهواء الطلق، بما يعزز تواصلهم ويجدد طاقتهم، وقد كان لذلك أثر كبيرعلى صحة موظفٍ كان يعاني من السمنة لسنوات، حيث أكد بن مجرن لـ «البيان»، أن لياقته رغم تجاوزه الخمسين ألهمت ذلك الموظف الثلاثيني وحفزته على اتخاذ قرار التغيير وخسارة 20 كيلو غراماً من وزنه، وذلك بعد أن فاز بن مجرن عليه في سباق على شاطئ البحر ذات مرة.


قوة وصلابة
وقال عوض مجرن، رئيس مهرجان الرحالة العالمي الذي يزخر رصيده بكثير من الرحلات الاستثنائية والتاريخية: أصبحت الرياضة من ضرورات الحياة المعاصرة، وذلك للمحافظة على الصحة العامة وتعزيز اللياقة البدنية، وإذا سلم الإنسان جسمه للكسل والراحة فسوف يتعرض للكثير من المشكلات الصحية مثل فقدان الصحة العامة وضعف العضلات وخشونة المفاصل وزيادة الوزن وهبوط مستوى الأداء البدني، خاصة وإن الجسم مثل الماكينة يمكن أن تصدأ وتتلف إذا لم تُستخدم. ثم تابع مازحاً: كلما تقدم الإنسان بالعمر زادت حاجته إلى ممارسة النشاط الرياضي، وهذا ما يجعل رجلاً مثلي في الخمسين من عمره أكثر قوة وصلابة ونشاطاً من شاب في سن الثلاثين.


سعادة حقيقية
وأوضح بن مجرن أن سعادة الإنسان الحقيقية تُقاس بعدد الأيام التي يعيشها وهو بصحة جيدة وقادر على ممارسة أنشطته الحياتية بكفاءة عالية، وقال: الرياضة ليست مهمة فقط لتعزيز صحة الصغار والمراهقين والشباب، بل هي أيضاً ضرورة لكبار السن، وسيساهم «تحدي دبي للياقة 30x30» الذي أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، في ترسيخ الرياضة أسلوب حياة لجميع فئات وشرائح المجتمع بما فيها كبار السن، حيث إن التحدي سيشجعهم على استعادة لياقتهم وتحسينها والارتقاء بها تدريجياً والخروج من الاكتئاب الذي قد ينال منهم ويعكر صفو حياتهم.

 

صدارة عالمية
وأضاف: إن لتشجيع كبار السن على ممارسة الرياضة، انعكاسات إيجابية كثيرة، ومن بينها: أن ارتفاع متوسط عمر الإنسان في مجتمع ما يمثل أحد المؤشرات المهمة للصحة والرفاهية في هذا المجتمع، وهذا يعني أن «تحدي 30x30» سيضمن لدبي استدامة الصدارة في مؤشر الرفاهية العالمي، وليس هذا وحسب، بل إن الاهتمام بصحة كبار السن وتحفيزهم على ممارسة النشاط البدني، سيكون له مردود حضاري واجتماعي واقتصادي، لا سيما وإنه سيحول كبار السن من أفراد كسالى ومنعزلين إلى أفراد أصحاء ومنتجين، حيث إنه سيساعدهم في تحسين صحتهم النفسية والبدنية وقدراتهم العقلية، كما سيعزز تواصلهم مع البيئة المحيطة بهم، وهذا بدوره سينمي لديهم الرغبة في مواصلة الحياة بعزيمة وإصرار، والتعامل مع سن الـ60 عاماً على أنه بداية انطلاق جديدة لا نهاية مطاف.

 


استعداد دائم
وحول الوقت الذي يخصصه لممارسة الرياضة في ظل انشغاله في السفر والترحال وتنظيم التحديات والبطولات الرياضية، أشار بن مجرن إلى أن الجسم في حاجة إلى النشاط الحركي الرياضي، وذلك للتخلص من أثر تعب العمل اليومي واسترداد الحيوية إلى جانب اكتساب القوة التي تمكن الفرد من استئناف العمل وهو بصحة أكبر وأكثر قدرة على الإنتاج، وقال: أمارس الرياضة ثلاث مرات أسبوعياً بشكل منتظم، للحفاظ على اللياقة، لا سيما وإن الأسفار التي نقوم بها في فريق رحالة الإمارات، تتطلب استعداداً دائماً ولياقة عالية.


اعتقادات خاطئة
ولفت بن مجرن إلى أن هناك اعتقادات كثيرة شائعة ولكنها غير صحيحة، ومن بينها أن البعض يظن أن ممارسة الأعمال المنزلية أو الأعمال المكتبية أو قضاء المتطلبات والاحتياجات اليومية، تُكسب الجسم اللياقة البدنية وتغنيهم عن ممارسة الرياضة، كما يعتقد كثير من كبار السن أن عدم شعورهم بالمرض يعني أنهم يتمتعون بصحة سليمة، وهذا كله غير صحيح، وقال بن مجرن: خلو الجسم من الأمراض ليس مقياساً للصحة أو بديلاً عن اللياقة والنشاط، وكبار السن بحاجة ماسة إلى ممارسة الرياضة، لا سيما وإن غالبيتهم لا يستطيعون صعود السلالم أو الدرج بدون أن يشعروا بالتعب وربما قد يضطروا إلى التوقف قليلاً لأخذ أنفاسهم، كما إن اتباع نظام رياضي معين سيحميهم من أشهر أمراض العصر ومن بينها: السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.


فلسفة صحية
ولدى عوض بن مجرن فلسفة صحية رائعة تتلخص في أهمية ادخار الصحة واللياقة والحيوية لسنوات التقاعد، فكلما كانت البداية في الرياضة مبكرة ومستمرة كانت الحياة أفضل واللياقة أعلى وقلت التكاليف العلاجية المستقبلية والحاجة إلى رعاية واهتمام عند التقدم بالسن.

Email