توصيات مهمة لجلسة الذاكرة الوطنية الثانية

المطالبة بمشروع هادف وإنشاء كلية رياضية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور أحمد سعد الشريف رئيس جمعية الرياضيين، أن الجمعية أصدرت كتيباً عن تاريخ الرياضة المدرسية، وقال: «الكتيب موثق بالأسماء، وسوف تضعه الجمعية قريباً على الموقع الإلكتروني لها، وهو يوثق مرحلة مهمة، ويتضمن إسهامات من قبل رجال أخلصوا وعملوا على تكوين المنهج في هذا الفترة، وساهموا في ما وصلنا إليه الآن، ونحن نفخر بهؤﻻء الرجال».

تحية

جدد الدكتور الشريف، التحية لجامعة الشارقة على استضافة الجلسة الثانية من الندوة، وقال: «نعتبر الندوة، بمثابة محطة توقف لجمعية الرياضيين، بهدف إيجاد شراكة حقيقة نلتقي فيها مع الشارقة، والتي يلقى فيها التعليم رعاية كريمة من راعي العلم والتربية، الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة، وهو من القيادات الحريصة على دعم الرياضيين».

وتابع: «نتحدث من الذاكرة الوطنية، عن الارتباط بين الرياضة والتعليم، مع الإشارة إلى أن التعليم النظامي بدأ في الدولة عام 1953، وعندما نتحدث عنه، نتحدث عن التربية البدنية، والتي كانت مرجعاً لأبناء المنطقة في هذه الفترة، ولم يدخر الأوائل من المعلمين جهداً في دعم وتعزيز هذا المجال.

ونشرف أننا تابعنا في السبعينيات، هذا الرعيل، قبل فترة الثمانينيات التي كانت تعتبر مراكز التدريب فيها طفرة أخرى، ويرصد لها من 8 إلى 10 ملايين درهم، قبل اتساع رقعة الأندية، وهو ما أثر في إغفال دور المدرسة في اكتشاف المواهب وتنميتها».

الهدف

أوضح الدكتور الشريف: «الهدف من تنظيم هذه الندوة، أن الذاكرة الوطنية ﻻ تعني سرد التاريخ فقط، ولكنها ذاكرة الحاضر ورؤى المستقبل، وعندما نعطي للتعليم دوره، نريد إعطاء دور للتعليم ليتحمل أبناء الوطن مسؤولياتهم، وكجمعية، نرغب برؤية كلية متخصصة، وقيادات الشارقة يدعمون الرياضة والتعليم، ونتمنى ظهور أول كلية تربية رياضية في الإمارات من خلال جامعة الشارقة، بعدما كانت التربية الرياضية قسماً في جامعة الإمارات وأغلق».

واختتم رئيس جمعية الرياضيين قائلاً: «الاستثمارات في القطاع الرياضي كبيرة، واستقطبنا كادراً رياضياً كبيراً، ولكننا نحتاج إلى كلية تربية رياضية في الدولة، لأننا نعاني من فراغ في هذا الجانب، وتقريباً نحن الدولة العربية الوحيدة التي ليس لديها هذه الكلية، رغم حجم الإنفاق على الحركة الرياضية، وتوجهات قياداتنا في الاهتمام بالشباب والرياضة.

وما نطرحه هنا، أن يكون للعلم دور واستمرار، لما بدأه الرعيل الأول، ونرى أن هناك إمكانية بإنشاء جامعة تربية رياضية، في ظل وجود المنشآت المتقدمة التي تملكها الدولة، ولدينا دراسة تؤكد، أننا نحتاج من 8 إلى 10 آﻻف وظيفة رياضية، وهو ما يمكن أن توفرها كلية التربية الرياضية حال إنشائها».

أساسات

من جانبه، أكد محمد دياب موسى المستشار التربوي بحكومة التعليم بإمارة الشارقة، أن الماضي متصل دائماً بالحاضر، وفي الماضي تم وضع أساسات بسيطة للرياضة، لكنها جاءت متينة في وقت ﻻ يعرف قسوتها سوى من عاشها، وقال: «كانت الإمارات آخر دولة عربية نالت استقلالها، ولكنها الآن الوحيدة أو من القلائل التي بها أمن وأمان واستقرار ونهضة شاملة، حققتها في سنوات بسيطة، وربما وصل إليها البعض بعد سنوات طويلة، وأتمنى المزيد من رفعة هذا الوطن الذي يحميه شبابه».

الألف ميل

أضاف موسى: «كنا نقطع المسافة من الشارقة إلى دبي مشياً أو على جمل، ولكنها كانت مسافة الألف ميل التي تبدأ بخطوة، لتتقدم الدولة الآن، وتقدم أفضل مجاﻻت العمل والتعليم، وغيرها من الأمور التي تساعد فيها الدولة أبناءها، والرياضة ربما بدأت ببدايات بسيطة، وظهرت في المدارس، وكانت الأولى عام 1953 بمدرسة القاسمية بالشارقة، وبدعم من حكومة الكويت، التي كانت ترسل المعلمين.

وكان لي شرف أن أكون من أوائل البعثات التي جاءت إلى الإمارات، ولم أكن وقتها وصلت إلى 21 سنة، وكنت أحب الرياضة، وبدأنا بتشكيل أول فريق لكرة القدم، وبعد شهرين شكلنا أول فريق كشافة في نوفمبر 1954، وكانت المدرسة القاسمية الوحيدة التي تسير بنظام حديث في ذلك الوقت».

أمتار

تابع موسى: «بدأنا كرة القدم بالمدرسة، وكان على بعد أمتار منا مطار الشارقة الوحيد في الإمارات، وبيننا وبينه شارع، وكانت هناك فرقة من العاملين في المطار، وبدأنا فريقنا من الرابعة الابتدائي، وكان فريقاً نشيطاً، ولعبنا مع فريق قوة ساحل عمان القريب من المدرسة، ولم نكن نسمح لهم أن يكسبونا، ثم توسعت المدارس حتى قيام الدولة 1971، وأصبح هناك مع النشاط الرياضي في المدارس فرق أهلية وأندية، وتواصلت الحركة الرياضية وتنامت إلى ما وصلنا إليه الآن».

 

الشارقة- إيهاب زهدي

خرجت الجلسة الثانية من ندوة «الذاكرة الوطنية للرياضة في الإمارات»، والتي عقدت في جامعة الشارقة، بالشراكة مع جمعية الرياضيين، بثلاث توصيات هامة، طالبت فيها بمشروع وطني هادف لتحقيق منظومة رياضية متكاملة، وبإنشاء كلية للتربية الرياضية في الدولة، وبأن تتضمن تشكيلة مجالس إدارة اﻻتحادات الرياضية، عضو مجلس إدارة معيناً أو مديراً للاتحاد، من المتخصصين بالتربية الرياضية من المواطنين.

أقيمت الجلسة الثانية من الندوة، في أجواء رمضانية رائعة، وتحدث فيها كل من محمد بن هندي وكيل وزارة التربية والتعليم رئيس المجلس الاستشاري بإمارة الشارقة سابقاً، الدكتور أحمد سعد الشريف رئيس جمعية الرياضيين، ومحمد دياب موسى المستشار التربوي بحكومة التعليم بإمارة الشارقة، والدكتور إبراهيم السكار نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الرياضيين، وسحر العوبد عضو مجلس إدارة اتحاد ألعاب القوى.

بناء الرياضة

أكد محمد بن هندي، على دور المدرسة في بناء الرياضة في الدولة، وقال: «ألعاب القوى تخصصي، وما يربط الرياضة بالمرحلة السابقة هي المدرسة، والتي كان لها دور أقوى في الألعاب الفردية من الأندية والتنافس كان قوياً في ما بينها، وما هو موجود الآن في أميركا والعالم، كان موجوداً لدينا، ووصلنا إلى المنتخبات عبر المدارس، والمعلم في تلك الفترة كان محباً للرياضة، ويشجع الطلاب على ذلك، وبالفعل كانت المدرسة النواة الحقيقية لإنتاج اللاعب علمياً ورياضياً».

وتابع: «أتذكر أنني كنت أفوز بمسابقات في ألعاب القوى، وفي اليوم الثاني، أمثل مدرستي في مسابقات أوائل الطلبة، وشجعنا المعلمين على حب الرياضة والتعليم في تلك المرحلة، وفي 20 أكتوبر 1975، شاركنا في أول بطولة ألعاب قوى، قبل تشكيل اﻻتحاد الإماراتي لألعاب القوى، وظهر اتحاد الدراجات في نفس الوقت، والعديد من الاتحادات الأخرى، وأتذكر معلمي الراحل محمد علي محمد، والذي كان له دور كبير في ما حققته في مسيرتي الرياضية».

متابعة إعلامية

قال ابن هندي أيضاً: «كان الإعلام متابعاً دائماً للألعاب الرياضية الأخرى بخلاف كرة القدم، والإذاعة كانت تنقل الأحداث الرياضية، وظهر مجموعة من الأبطال وشاركنا في العديد من البطوﻻت، ونحن نحتاج لتوثيق تلك المرحلة بالصور لتأريخ الرياضة في الدولة، لأن هناك أناساً كان لهم دور كبير في نشر الرياضة، وأتمنى أن تتبنى جمعية الرياضيين هذا المشروع، ليرى النور قريباً».

وتابع: «هناك بعض المشاكل التي لا تزال تعاني منها الرياضة الإماراتية منذ السبعينيات وحتى الآن، فمثلاً ﻻ يعقل أن ألعاب القوى الآن، لا تزال بدون مضمار، وﻻ يجب أن تظل الحركة الرياضية قائمة على الاجتهادات الفردية، ونحن نحتاج إلى وضع منظومة رياضية متكاملة، تدرس وتنقي جميع الألعاب.

لأن صناعة البطل ليست بالأمر السهل، وأتذكر في هذا الإطار، أنه عام 1976، كنا نستعد للدورة المدرسية في ليبيا، وعسكرنا في فرنسا، وكان رئيس الوفد عبد الرحمن الحساوي، واستعانت البعثة بمدربين فرنسيين أجروا لنا اختبارات فردية، وحولوا وجهة راشد الجربي من الوثب العالي إلى العدو 100 متر، وبالتالي، ستسهم تلك المنظومة في اكتشاف المواهب وتبنيها».

ترتيب الأمور

اختتم ابن هندي قائلاً: «نحتاج إلى ترتيب الأمور ووضعها في الإطار الصحيح، وﻻ نرغب في أن نكون منتخبات المناسبات ونستعد فقط وقت البطوﻻت، ويجب الآن أن يصبح لدينا تحرك في الاتجاه الصحيح، وليكون لدينا بطل موهوب، نحتاج من 5 إلى 10 سنوات، ونحن في دولة عدد سكانها قليل، ولكن ﻻ يعني أنه ﻻ توجد هناك مواهب، ولكن من اكتشفها بدون مدارس، وهي الوسيلة الأكيدة لتطوير الرياضة.

فمثلاً إذا أخذت من كل منطقة ألف طالب، يبقى لدينا 7 آﻻف رياضي، وأخرجنا منهم على الأقل 700 موهبة، والعملية تحتاج فقط إلى تنظيم وعمل، لأننا نحتاج منظومة، وﻻبد من عمل مخطط، والعمل القطاعي، ﻻ يأتي بنتيجة».

كشف محمود درابسه عميد شؤون الطلبة في جامعة الشارقة، عن وجود 3 مجمعات رياضية في جامعة الشارقة، ومنها مجمع للطلاب وثاني للطالبات، ومجمع ثالث في خورفكان، وأن تلك المجمعات، يتوفر فيها أجهزة متقدمة ومدربون محترفون، ما ساهم في تحقيق فرق جامعة الشارقة للكثير من البطولات المهمة.

Email