وجه مشرق لتراث الدولة العريق وخصوصية الثقافة والهوية

مهرجان سلطان بن زايد التراثي ينطلق اليوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبرعاية ودعم وحضور سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، ورئيس نادي تراث الإمارات، تنطلق اليوم فعاليات «مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2015» بتنظيم من نادي تراث الإمارات، ومركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، بميدان سباقات الهجن بمدينة سويحان.

ويعدُّ هذا المهرجان الذي تنطلق فعاليات دورته التاسعة اليوم من أعرق وأهم المهرجانات التراثية الشاملة في المنطقة والعالم، ويحظى برعاية واهتمام كبيرين من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، وقد حقق على مدى ثمان دورات متتالية تطوراً كبيراً.

وتعدُّ المهرجانات الوطنية للتراث والثقافة التي يرعاها سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان سنوياً، وفي مقدمتها «مهرجان سلطان بن زايد التراثي» وفاءً واقتفاءً لأثر مؤسس وباني نهضة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومناسبة تاريخية ومؤشراً عميقاً للدلالة على اهتمام قيادتنا الحكيمة بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة.

وهذا ما يؤكد عليه سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان في كلِّ مناسبة.

ففي تقديمه للكتاب السنوي للمهرجان، قال سموه: «نحن في مهرجان سلطان بن زايد التراثي نعمل على ترسيخ هذا الموروث الأصيل، وغرسه في نفوس الأبناء، وتعريف العالم بموروثنا الغني وخصوصية ثقافتنا العريقة، نستلهم في كل أفكارنا ورؤانا نهج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونسير على خطاه في صون موروثنا والحفاظ على هويتنا.

كما نعمل على ترجمة رؤى واهتمام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي سار على نهج الوالد المؤسس، رحمه الله، ومنح الموروث اهتماماً خاصاً وعنايةً كبيرةً من خلال إقامة العديد من الفعاليات والمهرجانات التي رسخت الموروث وحافظت عليه.

كما عدّ سموه أنَّ التمسك بتراثنا العريق واعتزازنا به هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة العادات الدخيلة والغريبة على مجتمعنا، والكفيلة بمنح هويتنا الوطنية الخصوصية المرتبطة بعادات وتقاليد وقيم عريقة.

سويحان تستعد

ومع انطلاق فعاليات المهرجان اليوم، ارتدت مدينة سويحان أبهى الحلل، واستدعت الماضي الجميل لتعيش معه عرساً وطنياً يجمع بين الأصالة والمعاصرة خلال احتضانها لمهرجان سلطان بن زايد التراثي.

فاليوم تستقبل سويحان زوارها من أبناء الدولة والمقيمين على أرضها والزوار والسياح بحفاوة وكرم الإماراتي الأصيل، بعد أن نجحت في مزج الماضي العريق للأجداد بالحاضر الزاهر للأبناء في لوحة فنية رائعة جمعت بين التراث والثقافة والفن والشعر والأدب وأصالة العادات وعراقة التقاليد.

فعاليات متنوعة

وتتضمُّن فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2015 ـ والتي تستمر لغاية 14 فبراير الجاري ـ العديد من البرامج التراثية والثقافية والفنية والأدبية ذات الصلة بالإبل والموروث الإماراتي العريق.

وتهدف برامج وأنشطة المهرجان إلى جذب محبي التراث والسياح وتعريفهم بالموروث الأصيل لماضي وحاضر الإمارات، وتعدّ مزاينة الإبل العربية الأصيلة (العرّب) الفعالية الرئيسة في المهرجان، والتي تحظى بإقبال كبير من طرف ملاك الإبل في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، كما يشتمل المهرجان على سباق ومزاينة السلوقي العربي، مسابقة المحالب، سباق الإبل التراثي، وكذلك السوق الشعبي والقرية التراثية، ومعرض السيارات الكلاسيكية، وقرية الأطفال، إضافة إلى فعاليات ومسابقات أخرى وبرامج وأنشطة ثقافية وفنية مصاحبة.

مزانية الإبل

وتعد مزاينة الإبل العربية الأصيلة هي الفعالية الرئيسة في مهرجان سلطان بن زايد التراثي، وتشهد في كلّ دورة تطوراً وإضافة جديدة بهدف خدمة الملاك وإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد منهم للتنافس الشريف وتحقيق الفائدة، وتشتمل المزاينة في الدورة الجديدة على 32 شوطاً من سنّ المفرودة إلى سنّ الحايل.

وبناءً على توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، أقرت اللجنة العليا في هذه الدورة إضافة أشواط (التلاد) إلى أشواط المزاينة وعددها ستة أشواط، وتأتي هذه المكرمة من سموه بهدف دعم الملاك وتشجيعهم على إنتاج أفضل سلالات الإبل المحلية الأصيلة والابتعاد عن التهجين وخلط الدماء والاعتماد على إنتاج (العزب) المحلية من المطايا الأصيلة وخلق نوع من التنافس الشريف بين الملاك لإنتاج أفضل الفحول والسلالات الأصيلة.

وقد لاقت هذه المبادرة الكريمة الترحيب من طرف الملاك من دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، والذين توجهوا لسموه بالشكر والتقدير على مبادرته الكريمة، وأكدوا أن مبادرة سموه من شأنها الارتقاء بمزاينات الإبل وتشجيعهم على اقتناء وإنتاج أفضل السلالات والحفاظ عليها.

وقد تم تخصيص جوائز كبيرة للفائزين بالمراكز العشرة الأولى في جميع أشواط المزاينة، وتتراوح الجوائز ما بين سيارات فاخرة ومبالغ نقدية كبيرة.

مسابقة المحالب

مسابقة المحالب ضمن فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي، من أهمّ المسابقات التي تشهد مشاركة كبيرة ومنافسة قوية، وتهدف إلى تشجيع الملاك على اقتناء أفضل الإبل المنتجية للحليب الذي يعد جزءاً أصيلاً من تراث الإمارات، وركناً مهماً على مائدة أبناء المنطقة.

وتنقسم مسابقة المحالب إلى خمس فئات؛ المحليات الأصايل، الخواوير المحليات، المجاهيم، المجاهيم خواوير، والشوط المفتوح. وقد حققت مسابقة المحالب في الدورة الماضية رقماً قياسياً بالمقارنة مع الدورات السابقة والمهرجانات الأخرى، حيث بلغ عدد المشاركات في فئات المسابقة الخمس 1020 ناقة لملاك من أبناء دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.

وتم ظهر أمس السبت، استلام وترقيم الإبل المشاركة في فئتي المحليات والمحليات الخواوير من قبل جهاز الرقابة، ثم فرزها وتصنيفها حسب الفئة المخصصة لها من قبل لجنة المحالب، تمهيداً لتوزيع الإبل المشاركة على الأشواط المحددة لها، وتتم هذه الخطوة لضمان نزاهة المحالب بحيث تكون جميع الإبل تحت الإشراف المباشر للجنة قبل يوم كامل من حلبها.

وقد تم تخصيص جوائز قيمة للفائزين بالمراكز العشرة الأولى لكلّ فئة، بحيث سيحصل الأول من كل فئة على سيارة فاخرة، فيما يحصل بقية الفائزين على مبالغ نقدية كبيرة.

جهوزية

أكد رئيس لجنة مسابقة المحالب، أن كل الترتيبات المتعلقة بانطلاق المسابقة قد اكتملت وفق الشروط التي وضعتها اللجنة المنظمة، وبناء على توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، القاضية بتقديم كل ما يمكن من تسهيلات للمشاركين في المسابقة، وإتاحة الفرصة لأكبر عدد من أبناء الدولة، والأشقاء من دول مجلس التعاون دون أي صعوبات.

سباق الإبل التراثي.. إحياء التقاليد الأصيلة

يأتي سباق الإبل التراثي ضمن فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي، بهدف إحياء تقاليد هذه الرياضة العربية الأصيلة ومفرداتها ضمن أهداف ورسالة المهرجان في تشجيع المواطنين من مختلف الأعمار على ممارسة رياضة الهجن التي تشكل أحد أهم النشاطات الرئيسية في المهرجان ضمن مشروع إحياء رياضات الآباء والأجداد، من خلال التركيز على مشاركة صغار السن والهواة وطلبة المدارس، في خطوة لافتة لتواصل هذه الرياضة عبر الأجيال والمحافظة عليها كتقليد عربي أصيل.

وتبلغ أشواط السباق في نسخته السادسة والعشرين (18) شوطاً على مدى يومين للأعمار من 10 سنوات إلى 70 سنة للمشاركين.

وسوف يحصل الفائزون بالمركز الأول في كلّ شوط على سيارة فاخرة، وبقية الفائزين بالمراكز من الثاني إلى العاشر على مبالغ نقدية.

السوق الشعبي

من خلال السوق الشعبي والقرية التراثية، يتيح المهرجان للجمهور التمتع بالجلسات العربية لمتابعة فعاليات المهرجان الذي يضم قرية متكاملة للتراث، وسوقاً شعبياً للمعدات والصناعات التراثية والمقتنيات القديمة والحديثة ذات الصلة بعالم الإبل والتراث.

إضافة إلى نماذج من الطبخ الشعبي وتراثيات الأواني الشعبية والبهارات والأزياء والمشغولات التراثية والحرف اليدوية. ويشكل المهرجان فرصة سنوية قيّمة للمواطنين لعرض منتجاتهم.

وبتوجيهات من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، راعي الحدث، تم في هذه الدورة دمج السوق الشعبي والقرية التراثية على مساحة تجاوزت (200مX 100م)، حيث شهد السوق والقرية توسعاً وزيادة في المساحة وعدد المحال التجارية.

اهتمام خاص

في إطار الاهتمام بكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والتأكيد على أهمية هذه الفئات في المجتمع والاهتمام بها وتقديم الرعاية لها، وجه سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، اللجنة المنظمة بالعمل على توفير سيارات خاصة لنقل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من مواقف السيارات إلى السوق الشعبي وقرية الفعاليات، وتأمين كل وسائل الراحة والأمان.

تقديراً لهم باعتبارهم من أهم شرائح المجتمع التي يجب أن تحظى بالرعاية والاهتمام، كما تعمل اللجنة المنظمة على تخصيص فعاليات ومسابقات خاصة بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة للتأكيد على أنها فئة مبدعة وتؤدي دورها كاملاً في المجتمع وعملية التنمية والبناء.

مسابقة التصوير

بتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، أطلقت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان سلطان بن زايد التراثي 2015 مسابقة التصوير الضوئي على هامش فعاليات المهرجان، بهدف إبراز واحتضان المبدعين في مجال التصوير الضوئي من مختلف الفئات، وتحفيز واستقطاب الهواة والمحترفين.

وفي آلية جديدة للمسابقة في هذه الدورة تم إطلاق مسابقة على برنامج (الأنستغرام) يكون الجمهور هو المشارك فيها والحكم. وتقوم فكرة المسابقة على التقاط صورة من واقع أجواء وفعاليات المهرجان في منطقة سويحان، ورفعها عبر حساب المشترك الشخصي، إضافة إلى إرسال الصورة عبر البريد الإلكتروني.

وقد تم تكوين لجنة متخصصة لاختيار أجمل عشرين صورة مشاركة، لرفعها على حساب المهرجان وإتاحة الفرصة للجمهور، ليكون هو الحكم بالتصويت على أجمل صورة، حيث تفوز الصورة التي تحصل على أكبر عدد من إعجابات الجمهور.وقد رصدت اللجنة المنظمة جوائز مالية للفائزين بالمراكز العشرين الأولى.

Email