كرة السلة تعددت الاتهامات والفشل واحد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد كرة السلة من الرياضات التي تلقى شعبية كبيرة في الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية والآسيوية، حيث تتابع الجماهير هناك مباريات أنديتها وفرقها الوطنية بكثافة كبيرة.

أما في الإمارات، فهي تواجه التجاهل والنفور الجماهيري، بعد أن كانت لها الصدى الكبير بين الألعاب الشهيدة.

وتعددت أسباب الابتعاد، فمنهم من يتهم قلة الدعم في اللعبة، ومنهم من يتهم وسائل الإعلام بعدم الاهتمام الكافي، ومنهم من اتهم الجماهير بالتكاسل ومتابعة كرة القدم أكثر من السلة.

ولم تخرج كرة السلة الإماراتية لاعباً مشهوراً يشار إليه بالبنان، كباقي الدول الأخرى، فعندما تذكر اسم النجم الأميركي الأسطوري، مايكل جوردون، فالكل سيعرفه، ويتذكر بطولاته في دوري (NBA)، أما إذا ذكرت اسم أي لاعب إماراتي فالكل قد يتجاهل الاسم، بالمقارنة بأي لاعب كرة إماراتي مشهور.

ولكن في المقابل، يرى البعض أن هذه الحجج لا تخدم كرة السلة الإماراتية، خاصة مع امتلاك الدولة البنية التحتية الممتازة للعبة، بالإضافة إلى القدرات المالية، على عكس بعض الدول العربية التي تهتم باللعبة على الرغم من قدراتها المحدودة، وفي مقدمها لبنان ومصر، إذ نشاهدهم دائماً مشاركين في البطولات العالمية، ومحققين عدداً من الإنجازات في هذا المجال.

ومع استضافة دبي، لمونديال السلة للناشئين، والذي اختتم مؤخراً، يبقى السؤال مطروحاً، كيف نكتب للبطولة النجاح، ونحن نواجه عدم الاهتمام الكافي برياضة السلة؟.

«البيان الرياضي»، تفتح ملفات السلة الإماراتية، وتحاول اكتشاف سر هذا التراجع الكبير.

سر النجاح

وأكد اللواء «م» إسماعيل القرقاوي رئيس اتحاد كرة السلة، أن نجاح لعبة كرة السلة في الولايات المتحدة وأوروبا يعود إلى التنظيم الجيد، ولكنها تعاني في صالاتنا المحلية من قلة الجماهير، وعدم المتابعة الإعلامية لها، ما أثر بالسلب في مستوى أداء اللعبة على المستوى المحلي والإقليمي.

وأضاف أن كرة القدم هي الرياضة الشعبية الأولى في العالم، لما فيها من احتراف، واهتمام كبير من وسائل الإعلام بها، خاصة في مجال نقل المباشر، بينما الألعاب الأخرى لا تلقى الدعم الكبير لكرة القدم، فما بالك بالجماهير التي تعتبر كرة القدم هي رياضتها الأولى، وقال القرقاوي، بأن هناك فروقات كبيرة بيننا وبين الجماهير في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، حيث ستشاهد الحضور العائلي الدائم للمباريات، والشركات التي تروج لهذه الأحداث الرياضية، ودعم الفرق المشاركة، بالإضافة إلى العائدات المالية التي تأتي من بيع التذاكر، وضخامة الصالات الرياضية التي تقام عليها المباريات.

وأشار رئيس اتحاد السلة، إلى أن النجوم الكبار للسلة يكلفون ما بين 30 – 50 مليون دولار، وكذلك التنظيم الممتاز لجدول المباريات والمواسم مع الرياضات الأخرى الشعبية، كالهوكي وكرة القدم الأميركية وغيرها.

وانتقد اللواء القرقاوي، الجمهور الذي أصبح «اتكالياً وكسولاً»، ويفضل مشاهدة المباريات في المنزل، فضلاً عن القدوم إلى الصالة لتقديم الدعم للفرق الوطنية، ويرى أن الحل في تنمية ثقافة التشجيع لدى الجماهير يبدأ من المدرسة، وصولاً إلى وسائل الإعلام، بالإضافة إلى تقديم الدعم الكبير لرياضة السلة، خاصة أن المناطق الشرقية تحصل على دعم زهيد جداً يبلغ في بعض الأحيان 5 آلاف درهم.

وأضاف أن هذه الحلول تحتاج إلى جلسات ومؤتمرات لعصف الأفكار، مضيفاً أن تنفيذها هو المشكلة إذا لم تتوافر لها المقومات المناسبة لها.

مصادر جذب

ومن جانبه، قال عبد الله حسن عضو مجلس إدارة اتحاد السلة، ورئيس لجنة الحكام، إن سبب ابتعاد الجماهير عن رياضة السلة، وهو عدم وجود شيء جديد يجذبهم للمشاهدة والمتابعة، وأضاف أن هذه الظاهرة بدأت تتسرب إلى ملاعب كرة القدم أيضاً، مشيراً إلى أنه يجب تنويع مصادر جذب الجماهير، وإدخال بعض العناصر الجاذبة لهذه اللعبة، وأكد أنهم اليوم لا يركزون على الجماهير الإماراتية.

بل تشمل لتمتد إلى الجاليات الموجودة على أرض الدولة، خاصة أنها تعتبر الرياضة الشعبية الأولى في بعض البلدان، كالصين والفلبين، ووجه رئيس لجنة الحكام، اللوم إلى وسائل الإعلام التي لا توجد في المباريات، ولا تقوم بإجراء المقابلات مع اللاعبين، كما يحدث في مباريات كرة القدم، مضيفاً أن للإعلام دوراً كبيراً يجب أن تمارسه في كافة التغطيات الرياضية، بالإضافة إلى الدعايات الترويجية لمباريات القدم، والتي لا نرى مثلها للسلة.

وقال رئيس لجنة الحكام إن عدم وجود الجمهور أثر بشكل سلبي في تطور اللاعبين، وشملت أيضاً الأجانب منهم، لمعرفتهم أن حقوقهم مهضومة في هذا الجانب، معطياً قصة المدرب العالمي (بولو) الذي جلبه نادي الشباب، وكان في السابق موجوداً في نادي ريال مدريد وبرشلونة، حيث لاحظ عدم وجود الجماهير الغفيرة التي تشجع فريقها المفضل.

ما يؤثر في الأداء الجميل لهذه الفرق، وأشار إلى أنهم شاركوا في عدد من الدورات الرياضية والمباريات الودية في بعض الدول العربية، حيث شاهدوا مدى قوة الجماهير هناك، والاستعداد التام لتقديم الدعم الكامل للمنتخب أو النادي الذي ينتمون إليه، ويرى أن الحل لهذا الموضوع، هو إدخال الجوائز لمن سيحضر هذه المباريات، حيث بدأنا في هذه العملية من بوابة مباراة الشباب والوصل، والتي شهدت وجوداً جماهيرياً لا بأس به.

الاهتمام بالألعاب الشهيدة

وبدوره، قال علي حاجي مدير المنتخب الوطني، إن ثقافة كرة القدم هي السائدة حالياً لدى الجماهير، ما أدى إلى قلة الاهتمام بالرياضات الأخرى الشهيدة، وأضاف أنه قد تشاهد بعض الجماهير يتوافدون على بعض الرياضات، نتيجة ارتباطهم بها منذ زمن بعيد، وأكد أن عدم نشر ثقافة الألعاب الأخرى، وتقديم الدعم الكافي لها، أدت إلى تراجعها، مشيراً إلى أنه ليس من الخطأ حب كرة القدم، ولكن يجب أيضاً الاهتمام بباقي الألعاب الأخرى.

ويرى مدير المنتخب الوطني، أن الدعم الحكومي سيسهم في الارتقاء بهذه الألعاب، ووضعها في السكة الصحيحة، بالإضافة إلى نشر ثقافتها في المدارس والملتقيات الكشفية، بالإضافة إلى تنظيم رحلات لطلاب المدارس لمشاهدة جانب من مباريات كرة السلة، كما طالب وسائل الإعلام بالاهتمام أكثر بكرة السلة، ونقل المباريات بشكل مباشر ودوري، للمساهمة في نشر ثقافتها في المجتمع.

سوء التوزيع

وأما يعقوب غابش، أحد حكامنا الدوليين المخضرمين في كرة السلة، قال إن مشكلة توزيع جدول المباريات تعد من إحدى المشاكل التي ساهمت في ابتعاد الجماهير عن هذه الرياضة، وأضاف أن الجماهير الإماراتية لا تهتم بكرة السلة، ولا تفهمها مثل باقي الجاليات التي تعيش على هذا الوطن.

والدليل على ذلك، بطولة دبي الدولية، والتي يشارك فيها عدد من الفرق من العالم العربي وآسيا وأوروبا، حيث ستشاهد عدداً من الجماهير الغفيرة التي تشجع فرقها المشاركة، وأما على الجانب الآخر، سترى أن الجانب الإماراتي ليس موجوداً.

وأشار غابش إلى أن وسائل الإعلام لعبت دوراً في عدم دعم اللعبة على الصعيد الجماهيري، حيث نرى دائماً وجوداً بسيطاً لأخبار اللعبة على صفحات الجرائد، ما أدى إلى عدم اهتمام الجمهور بالسلة، وأكد أن الحل يكمن في جعل لاعبي الفئات السنية الصغيرة يشاهدون مباريات السلة في مدرجات الصالات، وزيادة الاهتمام بهذه الرياضة في المجال الإعلامي.

Email