متحف الخزف الأسلامي في مصر يحتضن ألتقاء الطراز المغربي بالتركي

متحف الخزف الأسلامي في مصر يحتضن ألتقاء الطراز المغربي بالتركي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

جاء متحف الخزف الإسلامي بمصر ليحل محل متحف محمد محمود خليل الكائن في الطابقين الأرضي والأول من قصر الأمير عمرو إبراهيم من مبنى مركز الجزيرة للفنون بالزمالك الذي أقيم عام 1343 هجرية.

فيما ترجع غالبية المدونات التاريخية إلى أن تاريخ تشييد القصر يعود إلى السنوات الأخيرة من الربع الأول للقرن العشرين الميلادي. وتم بناؤه ليجمع في تمازج فريد من نوعه بين العديد من الفنون المعمارية بحيث تستوحي عناصره المعمارية من الطراز المغربي والطراز التركي والطراز الأندلسي، مع تأثره بالطراز الكلاسيكي الأوروبي .ومن ابرز ملامح الفنون الإسلامية في المتحف النوافذ الزجاجية المعشقة بالجص والتي تم على أيدي فنانين مسلمين مما أضفى لمسات جمالية وفنية نادرة الوجود إضافة إلى قيامها بمهام عديدة سواء من حيث إدخال كميات وافيه من الإضاءة مما يضفي أجواء صحية وكذلك منع دخول الأتربة والغبار والحشرات، كما أن لها وظيفة هندسية معمارية تتمثل في تخفيف الضغط الواقع على الأعمدة.

وأخيراً هناك الخطوط العربية الأصيلة التي تزين الجدران والأسقف والمقرنصات الجصية والتي توحي للزائر والمشاهد بثراء تلك الأعمال ودرجة الدقة والإتقان والحرفية المستخدمة والتي قلما توجد في العصر الحالي. ويكسو بلاط ما يطلق عليه القيشاني الملون بألوان زاهية بديعة الدفايات وأجزاء من الجدران، وهو البلاط الذي تمت صناعته في مقاطعة »كوتاهيه« التركية على غرار ما يتزين به الجامع الأزرق في اسطنبول.

صالات المتحف

يحتضن المتحف قاعات ضخمة تتوسطها القاعة الرئيسية، والتي تتمركز حول نافورة من الرخام الملون ـــ والقاعة مغطاة بقبة رئيسية فخمة، مشيدة على مقرنصات، وبها مجموعة رائعة من نوافذ الزجاج الملون المؤلف بالجص، حيث تصطف على مدار المحيط الدائري للقبة الشامخة التي تعلو البهو، فوق الطابقين الأرضي والأول للقصر.

صالة العصر الفاطمي

يبلغ عدد مقتنيات القاعة نحو74 قطعة فنية أبرزها القدور والأختام والأطباق وأوعية البترول والنوافذ والتي غالبا ما تحمل زخارف آدمية وهندسية ونباتية وحيوانية، وتشير الوثائق التاريخية إلى أن تاريخ هذه الأعمال يعود إلى حقبة العصر الفاطمي.

ومن الأدوات المبهرة التي تحتضنها القاعة مدفأة مخروطية الشكل مصنوعة من القيشانى ذي اللون الأزرق حيث يحمل مزركشات وزخارف نباتية لأزهار مختلفة منها على سبيل المثال لا الحصر ورق أشجار العنب وزهرة القرنفل. وتزين المدفأة عبارات وأمثال منها جملة »نعمه شاملة ـــ بركة شاملة« إضافة إلى جملة »ولا غالب إلا الله«، وأيضاً اسم الجلالة والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الناحية العليا للمدفأة.

صالة الأمير

شكلها الهندسي جذاب ومثير للاهتمام حيث انها مربعة الشكل وتكسوها أرضيات الباركيه الشهيرة ويمكن الوصول إلى الحجرة الخارجية عبر فتحة مزخرفة من الأخشاب تضم فتحات للإضاءة يعلوها رسومات لقرص الشمس لحظة أشعتها الساطعة ويقال إنها تشبه الزخارف المتواجدة ضمن قاعة العرس في متحف قصر المنيل في القاهرة حيث استوحت أعمالها الفنية من النمط الأوروبي وخاصة الألوان الذهبية، إضافة الى تأثيرات فنون الحقبة الإسلامية العثمانية.

الصالة الإيرانية

تضم الكثير من المقتنيات الأثرية التي تعود أساسا الى حقبة النهضة الفنية الإيرانية وخاصة القدور والأطباق الخزفية والأباريق والبلاط بحيث يغلب عليها كلها البريق المعدني إضافة الى انتماء تلك الزخارف الى الخزف الحيواني والنباتي او الزخارف الكتابية وتحديدا باللغة الفارسية، ومن ذلك عقد نصف دائري يعلوه زخارف إسلامية من الجص والباب نفسه مزركش برسومات وزخارف إسلامية.

العصر التركي

تتميز بشكلها المستطيل وأبواب مصنوعة من أخشاب الأرابيسك فيما تكسو الجدران البلاط القيشاني المنقوش بملامح الفنون التركية ذات الألوان الأبيض والأحمر الطوبي والأزرق حيث استخدام نادر لدرجات الألوان الغامقة والفاتحة.

وتضم القاعة مزركشات وزخارف نباتية من الجص وتضم القاعة 12 فترينة مختلفة الأحجام وأخرى ضخمة كبيرة ترقد في منتصف الصالة. كما ان هناك نحو 96 قطعة فنية أثرية ترجع إلى العصر التركي فى القرون (16-17-18) ميلادية.

وتحتوي الصالة كذلك على زمزميات وأباريق وأكواب وقدور وفناجين وبلاطات خزفية فيما تغلب الزخارف النباتية والحيوانية بأشكالها المتعددة على كافة المقتنيات.

صالة العصور: المصري المملوكي ـــ الأيوبي ـــ العثماني والأموي

تكسو سقف الصالة نوع من الرسومات والزخارف يسمى في قاموس فنون الزخارف بالطبق النجمي التي يتخللها عاده الزخارف النباتية بأشكال هندسية متنوعة فيما تتميز بالشكل الهندسي المستطيل والأرضيات المكونة من الرخام. وقد تم تخصيص الصالة لتضم كافة المنتجات التي تم إنتاجها خلال الحقبة الزمنية لهذا العصر بغض النظر عن الدولة الإسلامية التي تحكم مصر في كافة العصور المختلفة وعلى سبيل المثال العصور الأموية والأيوبية والمملوكية والعثمانية.

Email