حقوق وواجبات

حق النعمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحمد الله الذي بحمده تتم النعم والصلاة والسلام على رسول الله محمد خير من شكر لنعمة ربه وعرف فضلها، وموضوع النعمة وحقها موضوع عظيم لعظمة هذه النعمة التي أنعمها الله على عباده، وهذه النعم منها ماهو ظاهر ومنها ماهو باطن .

ولكن شكرها مطلوب وإظهارها واجب لذلك سوف يأخذنا الحديث في هذه الزاوية اليوم عن حق النعمة لنتعرف على هذه النعمة ا لتي لا تعد ولا تحصى ولكثرتها أخبر الله سبحانه وتعالى بأن الإنسان ليس في استطاعته إحصاء نعم الله عليه فهو عليه أن يشكر الله على جميع هذه النعم علمها ام لم يعلمها لان النعمة هي منة الله على عباده وأنبأهم بها حتى يؤدوا شكرها ويعرفوا حقها ولمعرفة المزيد عن النعمة لكي نؤدي شكرها علينا أن نستعرض هذه الآيات.

وليس كلها بل بعضها لنعرف فضل الله لنؤدي حق نعماته التي غمرنا بها فقال تعالى (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) هذه النعم الظاهرة والباطنة في حاجة إلى تفكر وتبصر للاستفادة منها وننظر هنا إلى هذه الآية (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون).

هذه الآية تخاطب كيان الإنسان في نفسه وفي ما حوله من أنفس وتذكره بنعمة الله عليه في أنس مجالسه وحياته اليومية وهذه النعمة التي يتقلب فيها العبد جعلها مفتاح العروج والمشاركة مع من عرفوا حق النعمة كما قال تعالى (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين).

هذه الدرجات العظيمة هي بسبب معرفة حق النعمة التي متى أدينا حقها زادها الله لنا خيراً فعلينا شكرها كما شكرها الأنبياء عليهم السلام مثل شكر سليمان عليه السلام لما اسمعه الله حديث النملة قال الله تعالى (فتبسم ضاحكاً من قولها وقال ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديّ) هذا شكر سليمان عليه السلام لأنه عرف حق النعمة أن اسمعه حديث النملة واليوم علينا أن نشكر الله كثيرا بأن يسمعنا من نود محادثته ولو كان في آخر الدنيا وهذه النعم في هذا الزمان.

لذلك نرى في هذا الزمان نعم الله كثيرة جداً وجب علينا أن نعرف حقها ولا نتجاهلها أو ننكرها حتى لا نحرمها قال تعالى (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون) وهذه طبيعة الكافر والعياذ بالله (ثم إذا خولناه نعمة منا قال اوتيته على علم) لذلك نجد أن الكافر لا يعرف حق النعمة وإلا لشكر عليها قال تعالى (ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني) أما المسلم هو أهل لمعرفة هذه النعمة وأعظم نعمة على المسلم أن الله اتم له الدين فعرف حقه قال تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) ثم نجد أن الله سبحانه وتعالى ذكر المسلمين بهذه النعمة وهي نعمة الأخوة المؤمنة قال سبحانه (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا).

لهذا نجد أن الله سبحانه حذر هذه الأمة من نفير حالها وعليها مراجعة نفسها ومحاسبتها حتى لا تزول عنها النعمة قال سبحانه (ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وهذا جزاء من جنس العمل لذلك وجب ا لسؤال عن هذه النعمة يقول الله في ذلك (ثم لنسألنك يومئذ عن النعيم) لأنها عظيمة وكثيرة كما قال سبحانه (وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها).

أخي المسلم الصائم القائم، ان الحديث عن حق النعمة حديث يطول لكثرة النعم وهناك الكثير من الشواهد والدلالات في آيات الله لم نذكرها لكثرتها ولكن المقصود هو معرفة هذه النعم لأداء حقها وبما إننا في شهر الخير والصوم وهو نعمة عظيمة علينا أن نتوقف مع نعمة الصوم ونعمة الإفطار عند الغروب كم هي نعمة عظيمة حدد الله لنا فيها طريقة الحياة في هذا الشهر الكريم بالهامه حياة طيبة بين صيام وقيام وذكر ودعاء وقرآن وإطعام الطعام وصلة الأرحام وأداء الصدقات على الفقراء والأيتام كلها نعم عظيمة، أخي المسلم تفكر فيها لأنك فيها فكم مئة مثلك محروم منها فنسأل الله دوام الشكر على النعمة والحمد الله رب العالمين.

د. حسين الجابري

Email