دلائل قدرة الله

الظل الظليل

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاسم الحقيقي للمزولة هو المزولة الشمسية لأننا نعتمد في قراءة المزاولة لقياس الوقت على سقوط الأشعة الشمسية على هذا الجهاز ثم بقراءة طول الظل يمكن تحديد الوقت ولا تعمل المزاولة الشمسية إلا في وجود الشمس، حيث تقرأ من لحظة شروق الشمس إلى غروبها فقط بينما ظل الظهر أي منتصف اليوم في ذلك اليوم.

وقد أكمل المزولة الشمسية الساعة المائية والتي اخترعها علماء هارون الرشيد وقام بإهدائها إلى شرلمان ملك الروم والذي أفزعه دقات سقوط الماء لتحدد الوقت وهكذا كان الغرب متخلفاً عن الشرق بمئات السنين فسبحان مغير الأحوال ومع تحديد ظل الظهيرة بالمزولة يمكن تحديد اتجاه الشمال أو الجنوب إذا كان خط عرض الرصد أقل من خط عرض الشمس والتي تصل أقصاها إلى 5,23 شمالاً أو جنوباً.

ويعتبر تدرج طول الظل هو تدرج في تحديد أوقات النهار ويلبس الظل جسم الإنسان إذا كان الإنسان في خط عرض أقل من 5,12 درجة ومن تحديد ظل الظهيرة يمكن تحديد اتجاه القبلة الشريفة حيث إنه يعد تحديد اتجاه الشمال في وقت الظهيرة يمكن احتساب القبلة إلى نقطة الشمال، حيث إن القبلة الشريفة تقع قريباً من الغرب في دولة الإمارات بصفة خاصة.

ويعتبر ظل الشجرة هو أعلى أنواع الظل الطبيعي لأنه تكييف طبيعي بوضع أوراق الأشجار وما تخلله من فتحات تهوية يمر بها الهواء البارد من خلالها وقد أخبرنا رسول الله «صلى الله عليه وسلم» أنه يوجد بالجنة شجرة إذا سار تحتها المؤمن فإنها تظلله لمئة سنة لا يقطعها ولا يصل إلى منتهاها، صدق رسول الله «صلى الله عليه وسلم».

وقد يأتي الظل من خلال الغمامة أي سحابة لا تحجب الضوء، ولكن تحجب قوة ضرب الشمس له وكانت من علامات النبوة لسيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم» هذه الغمامة البيضاء التي تظلله في رحلته وأثناء سيره، وقد أفادنا الحبيب المصطفى بأن سبعة سيظلهم الله بظله، يوم لا ظل إلا ظله وهم:

إمام عادل، والثاني شاب نشأ في عبادة الله والثالث قلبه معلق في المساجد والرابع رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه والخامس رجل تصدق بصدقة حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه والسادس رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله والسابع رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.

والمعروف علمياً أن الأشعة تسير في خطوط مستقيمة ما دامت في وسط متجانس ذي كثافة ثابتة حتى إذا قابلت طبقة أخرى مختلفة الكثافة اجتازتها بعد أن ينحرف خط سيرها انحرافاً يتناسب مع الفرق بين الكثافتين وهذا ما يحدث عند اختراق الأحزمة الضوئية القادمة من الشمس.

فعند اصطدامها بطبقات الغلاف الجوي حيث كل منهما مختلف الحرارة والكثافة فإنها تنحني عند كل طبقة إلى أن تصل لسطح الأرض ليحقق الظل الذي قبضه الله قبضا يسيرا ليكون أمام جميع خلق الله ليتدبر ويتفكر أولوا الألباب وهو ما أشارت إليه الآيتان 45 و46 من سورة الفرقان (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ثم جعلنا الشمس عليه دليلا (45) ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا (46) صدق الله العظيم.

* ظل الأرض والقمر

السبب في الكسوف الشمسي والخسوف القمري هو دوران القمر في دورته الشهرية ولا يضيء إلا بعد سقوط أشعة الشمس عليه وذلك لأن القمر جسم معتم وعندما يكون القمر بدراً كاملاً وأثناء مروره في منطقة ظل الأرض فإنه يحدث الخسوف القمري بعد سقوط ظل الأرض على القمر في منتصف الشهر العربي والشرط الجغرافي لحدوث ظاهرة الخسوف هو أن يكون مركز الشمس ومركز الأرض ومركز القمر على خط مستقيم واحد عند ذلك يحدث للقمر محاق مؤقت وبما يعرف باسم الخسوف القمري وقد عرف العرب كروية الأرض.

وذلك أن مرحلة الالتحام عند بداية دخول القمر البدر إلى ظل الأرض يتم ذلك بأقواس تقطع الضوء عن القمر وهذا ما يفيد أن الظل جاء من جسم كروي وهو كروية كوكب الأرض أمام ظل القمر الذي يسقط على الأرض فهو يعني الكسوف الشمسي إذ أن القمر يقف حائلاً عن وصول الأشعة الشمسية إلى مواقع كوكب الأرض.

ويحدث ذلك في بداية الشهر العربي ولا يحدث الكسوف الشمسي في غير هذا الموعد والمساحة التي يغطيها الكسوف الشمسي حوالي 200 ميل بحري وفترته بضع دقائق بينما الخسوف القمري يكون لمساحة كبيرة وهي ما تقابل نصف كوكب الأرض كما أن فترة الخسوف القمري تصل إلى ثلاث ساعات.

ويعتبر الليل ظل وجه الأرض البعيد عن الشمس وتبادل الليل والنهار معناها العلمي هو دوران كوكب الأرض حول محورها وهو ما أشارت إليه الآية 88 من سورة النحل (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) صدق الله العظيم.

وجاء هذا الإعجاز في تشبيه الجبال التي تحملها الأرض وأنها تمر بدوران كوكب الأرض حول محورها بالتشبه في ذلك بأن السحاب تسير بتأثير دفع الرياح لها ويعتبر قوس قزح الذي نراه في السماء في يوم ممطر خفيف هو نوع من أنواع تحليل الطيف وذلك بانكسار الحزمة الضوئية.

حيث كل لون من الألوان السبعة لها قيمة انكسار تختلف عن الأخرى وهي البنفسجي ثم النيلي ثم الأزرق ثم الأخضر ثم الأصفر ثم البرتقالي ثم الأحمر هذا ما نراه ونبصره ولكن توجد أشعة فوق البنفسجية وهي لا يمكن رؤيتها إلا على الأجهزة الإلكترونية وتستخدم هذه الأشعة في علاج بعض الأمراض وقد زادت الأشعة فوق البنفسجية عن المعدل الطبيعي المسموح به في الوصول إلى أهل الأرض والتي يجب ألا تزيد على 4 في المئة من الحزمة الضوئية وزيادة هذه النسبة ترتب عليه ازدياد نسبة المرضى بسرطان الجلد.

وخاصة ذات البشرة البيضاء ثم المرض الثاني هو المياه البيضاء التي تصيب العيون وبصفة خاصة الزرقاء والمرض الثالث هو تحطيم جهاز المناعة بما يجعل الإنسان ضعيفاً في مقاومة الأمراض خاصة وأن أمراض الالتهاب الرئوي على أبواب كوكب الأرض وجهاز المناعة يختص بمقاومة الأمراض ويرجع تآكل طبقة الأوزون التي تحمينا من زيادة الأشعة البنفسجية هو الجهل في استخدام مركبات الكلوفلور كربون والتي تدخل أجهزة التكييف وأجهزة التبريد وأجهزة الرش فهل سيثوب العلماء إلى رشدهم في استخدام مادة بديلة لإنقاذ العالم.

* الظل القاتل

ليست جميع أنواع الظلال تحمي الإنسان من ضربات الشمس المفجعة فمثلاً على سبيل المثال ظل المباني لا يحمي بل يزيد من الحرارة التي يلقيها على الظل فتصبح مختفية خلف الظل وهذا ما حدث في القصص القرآني وبما جاء في سورة الشعراء آية 189 (فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم) صدق الله العظيم.

وكانت عقوبة أهل مدين أن أصابهم حر عظيم مدة سبعة أيام لا يحميهم منه شيء ثم أقبلت عليهم سحابة أظلتهم فجعلوا ينطلقون إليها يستظلون بظلها من الحر فلما اجتمعوا كلهم نحوها أرسل الله العلي العظيم منها شراراً من النار ولهباً ووهجاً عظيماً ورجفت بهم الأرض وجاءتهم صيحة عظيمة أزهقت أرواحهم.

وما سبق ذكره هو ما أشارت إليه التفاسير عن عذاب يوم الظلة أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فإن وعد الله لهم انه سيدخلهم ظلاً ظليلاً والظل الظليل لا يعلو عليه أي تكييف هواء لأنه من خلق الله سبحانه وتعالى وهو ما وعد به الذين آمنوا وعملوا الصالحات.

وجاءت آية كبرى تصف الحالة التي عليها كوكب الأرض وهو ما جاء في سورة الدخان آية 10 (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) صدق الله العظيم.

وهذا الدخان أمر واقع حالياً حيث يوجد حول كوكب الأرض غلاف ثاني أكسيد الكربون من التجارب الذرية وآخرها تجربتي الهند وباكستان كمباريات بين الطرفين هذا بالإضافة إلى عادم مليارات السيارات التي لا يراعى فيها الأمان بالإضافة إلى حرائق الغابات التي حدثت في أستراليا وأميركا والبرازيل كلها إشارة إلى غضب الله على أهل كوكب الأرض والمخرج الوحيد من هذه الطامة الكبرى هو أولاً الدعاء إلى الله وطلب الرحمة والمغفرة.

وبالإضافة إلى الدعوة لاستخدام الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة المد كل هذه الطاقات لا ينتج عنها أي مشاكل بيئية مع الزيادة في البقعة الزراعية باسم كربون ثلاثي وهي الشعير والقمح والأرز حيث إنها شرهة في امتصاص ثاني اكسيد الكربون كل هذا مع التمسك بالدعاء مع العمل لعل الله يستجيب بإزالة غمة الدخان الذي يأتي من السماء الدنيا وتقوم السماء الدنيا بحفظ هذه الغلالة الخانقة التي تخنق جميع الخلائق على كوكب الأرض والفرج من الله وحده لا شريك له في ملكه.

الربان قاسم لاشين

Email