مظاهر الشح والبخل

مظاهر الشح والبخل

ت + ت - الحجم الطبيعي

من مظاهر الشح مماطلة من عليه الحق وعدم وفائه به مع القدرة على الوفاء، فالشح يثقل عليه أن يسدد دينه، ويجعله حريصا على جمع المال، ومن ثم فإن الشحيح لا يعطي الناس حقوقهم، ومن مظاهر الشح أيضا قبول الشحيح للرشوة، فذمته السيئة وضميره الميت حملاه على أن يقبل الرشوة، فالمرتشي بهذا يسيء إلى دينه وإلى مجتمعه.

قال صلى الله عليه وسلم: (من خاصم في باطل لا يزال في سخط الله حتى يرجع) وكل من يعينه على الباطل من الناس وخاصة المحامين الذين يلوون الحق ويلبسونه الباطل ويخدعون الناس فإن لهم مثل إثمه.والبخيل جنايته على نفسه قال تعالى: (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)قال علي رضي الله عنه: من أدى زكاة ماله فقد وقي شح نفسه وقال ابن عمر رضي الله عنهما: من أدى زكاته فليس ببخيل.والبخل علامة على النفاق، وخُلُق من أخلاق المنافقين فقد قال عليه الصلاة والسلام: وإن الشح والفحش والبذاء من النفاق. رواه البيهقي في شعب الإيمان البخل مُنافٍ للإيمان لقوله عليه الصلاة والسلام: لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا.

وليس من أحد يُحب أن يُمدح بالبخل بل هو مذموم على كل لسان شأنه شأن صنوه الجهل! وليس من أحد إلا ويُحب أن يُمدح بالكرم وقال الشاعر:

لولا المشقة ساد الناس كلهم

الجود يُفقر والإقدام قتالُ

والسخي قريب من الله ومن خلقه ومن أهله، وقريب من الجنة وبعيد من النار. والبخيل بعيد من الله بعيد من خلقه بعيد من الجنة قريب من النار. فجود الرجل يحببه إلى أضداده، وبخله يبغضه إلى أولاده، وفي ذلك قال الشاعر:

ويظهر عيب المرء في الناس بخله

ويستره عنهم جميعا سخاؤه

تغط بأثواب السخاء فإنني

أرى كل عيب والسخاء غطاؤه

وحد السخاء بذل ما يحتاج إليه عند الحاجة، وأن يوصل ذلك إلى مستحقه بقدر الطاقة. وليس كما قال بعض من نقص علمه: حد الجود بذل الموجود، ولو كان كما قال لارتفع سهم السرف والتبذير، وقد ورد ذمهما وجاءت السنة بالنهي عنهما وإذا كان السخاء محمودا فمن وقف على حده سمي كريما وكان للحمد مستوجبا، ومن قصر عنه كان بخيلا وللذم مستوجبا.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - يقول: (إن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم أتدري لم اتخذتك خليلا؟ قال لا، قال: لأني رأيت العطاء أحب إليك من الأخذ). قال وهذه صفة من صفات الرب جل جلاله، فإنه يعطي ولا يأخذ، ويطعم ولا يطعم، وهو أجود الأجودين، وأكرم الأكرمين، وأحب الخلق إليه من اتصف بصفاته، فإنه كريم يحب الكريم من عباده، وعالم يحب العلماء، وقادر يحب الشجعان، وجميل يحب الجمال.

Email