للنبات فوائد

للنبات فوائد

ت + ت - الحجم الطبيعي

الرمان

الرمان فاكهة قديمة جداً، وكان معروفاً في مصر فيما قبل الميلاد، حيث تدل نقوش المقابر على وجوده في مصر منذ حوالي 1500 سنة قبل الميلاد. وزرع في إيران قديماً، وكان مزروعاً في حدائق بابل المعلقة، كما ذكر الرمان في القرآن الكريم عدة مرات.

واجتمعت كل المراجع على أن بلاد فارس ومناطق شمال العراق هي الموطن الأصلي لنبات الرمان، كما توجد إلى الآن الكثير من طرز الرمان البرية في تونس، والجزائر، ونقل العرب الرمان إلى أسبانيا أثناء الفتح الإسلامي لها، ونجح هناك نجاحاً باهراً وعم انتشاره بلدان البحر المتوسط وخصوصاً اليونان وإيطاليا، ثم نقلت زراعته إلى المكسيك، والولايات المتحدة الأميركية.

ويتبع الرمان الفصيلة الرمانية، وهو شجيرة متساقطة الأوراق تعطي أفرعاً كثيرة من الجذع عند سطح الأرض، وهي تنمو بشدة مكونة عدة سوق وأفرع تنحني إلى الخارج وكثيراً ما تتدلى على الأرض، والأفرع أسطوانية مرنة ذات فريعات صغيرة، يتحول الكثير منها إلى أشواك قصيرة، وأوراق الرمان مستدقة، أو رمحية ومتقابلة على الأفرع والأزهار حمراء جالسة كبيرة الحجم والثمرة لبية.

ويختلف لونها بين الأبيض المصفر، أو المخضر، أو القرموزي ويبلغ نسبة القشر والحواجز في ثمار الرمان من 25 ـ 50% من وزن الثمار والغلاف الثمري أملس صلب أحمر مصفر أو قرموزي داكن وتثمر الشجرة في السنة الثالثة من زراعتها في الأرض المستديمة ويكون المحصول وفيراً في السنة الثامنة وتعطي الشجرة أكبر محصول في حوالي السنة الخامسة عشرة، ومتوسط محصول الشجرة من 150 ـ 200 ثمرة.

وتنجح زراعة الرمان في أنواع مختلفة من التربة، وأصلح ما يناسبها التربة الطينية العميقة الجيدة الصرف، وتتحمل أشجار الرمان ملوحة التربة بدرجة واضحة. وتزرع أشجار الرمان أساساً لإنتاج الفاكهة، وهو من أشهر فاكهة الصيف.

كما يضاف إلى بعض الفاكهة الأخرى على شكل خشاف. وتختلف مميزات وخصائص الرمان باختلاف نوعه، وتحتوي ثمار نوع الرمان الحلو على 7% سكر،1% بروتين،2% ألياف،3% دهون، 81% ماء بالإضافة إلى ذلك فإن الرمان غني بالحديد، ولذا فإن الرمان ضروري لبناء كرات الدم الحمراء، ومفيد في حالات فقر الدم، والأنيميا.

وطبياً تستخدم قشور الرمان في علاج الإسهال والدوسنتاريا لاحتوائها على مادة قابضة. وتم فصل بعض القلويات من قشور النبات تستخدم في علاج الديدان الشريطية.

كما يستخدم عصير الرمان كنقط للأنف، فيساعد على فتح الأنف في حالة انسدادها بسبب الزكام، والرشح، ومغلي زهر الرمان يفيد في علاج اللثة مضمضة.

وقال ابن قيم الجوزية في كتابه «الطب النبوي» عن الرمان: إنه جيد للمعدة ومقو لها ونافع للحلق والصدر والسعال ويدر البول.

وقال الأنطاكي في تذكرته الشهيرة: الرمان مقو للقلب، وطارد للدورة الشريطية، ومفيد للدوسنتاريا، وإذا شرب عصيراً مع الماء والسكر أو العسل كان مسهلاً خفيفاً وهو ينظف مجاري التنفس والصدر ويطهر الدم ويشفي من عسر الهضم وأكله مع المواد الدسمة يهضمها.

وصناعياً يستخدم قلف ساق الرمان وجلد ثمرته في الدباغة والصباغة.

ويدخل الرمان في وصفات طبية شعبية يعرفها أهل القرى، والبدو أكثر من غيرهم فلإذابة حصوات المرارة والكلى تؤخذ ملعقة كبيرة من بذور الرمان بعد طبخها مع كوب ماء فيساعد على إذابة حصوات الكلى والمرارة.

ويقول الآمدي عن ابن مطلاق إنه قال: من أكل ثلاثة أيام من اقماع الرمان أمن رمد عينه سنة. ويخلط ماء وشحم الرمان ويطبخ مع قليل من عسل النحل حتى يصير كالمرهم ويكتحل به.

Email