علم الفلك يساعد على اكتشاف النفس

ثروت محجوب: الخارطة الفلكية تحتوي على معلومات حقيقية لا يمكن تجاهلها

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد علم الفلك من أقدم وأهم العلوم التي عرفها الإنسان، في بحثه الدائم وتوقه للمعرفة. رغم ما حققه من تطور تقني ومعلوماتي في عصرنا الراهن، ما زال علم الفلك يداعب هذا الشيء الخفي في النفس البشرية، فيعتقد أن حركة النجوم تكشف عن خبايا المجهول، وهذا ما يدافع عنه الخبير الفلكي ثروت محجوب من برنامجه »زودياك« الذي يبث على محطة الإنفينتي الفضائية محاولا أن يحث الناس على البحث في هذا العلم الذي بات خليطا في أذهانهم بين الحقيقة والباطل من خلال ما يكتب يوميا على صفحات الجرائد والمجلات، أو ما يترقبونه سنويا من الكتب التي تنشر وتبحث في الأبراج.

وهو يحاول أن يوصل للناس المفاهيم الأساسية في علم الفلك، ومدى أهمية الإلمام بمثل هذا العلم حتى للإنسان العادي. ولهذا كان الحوار مع محجوب يحتاج تفسير المصطلحات لأنها بعيدة جداً عما نسمعه ونقرأه عادة في يومياتنا.

٭ إشارة الاستفهام تبدأ من »زودياك« لماذا هذه التسمية؟

ـــ تعني »زودياك« دائرة البروج التي تمر بها الكواكب أثناء دورانها حول الشمس طول الوقت، ومن خلال ساعة أسبوعية من هذا البرنامج الذي يقدم على قناة الإنفينتي أقدم أفكارا وحقائق مبسطة عن علم الفلك »الإسترولوجي« أي علاقة الكواكب بالكائنات الحية على الأرض ومن ثم الإنسان.

فتأثير النجوم والكواكب على الإنسان مذكور في القرآن الكريم في أكثر من موضع منها سورة »الواقعة« في الآيتين رقم 75 و 76 .

ومن خلال هذا البرنامج التلفزيوني نتلقى أعلى نسبة اتصالات ورسائل عبر البريد الإلكتروني، وهدفي في النهاية من بحثي الدائم في علم الفلك أن يستطيع كل إنسان معرفة أحواله بنفسه من خلال الخريطة الفلكية دون اللجوء لمن يقرأ طالعه.

٭ هل تعتقد بأن بيانات الخارطة الفلكية تحتوي على المسار أو المصير الفعلي لحياة الناس؟

ـــ بالتأكيد فكل شيء في حياة أي إنسان موجود في هذه الخريطة سواء طباعه أو أحداث حياته، لكنها تحتاج إلى خبرة واحتراف وفهم، فهو علم يساعد أي شخص على المعرفة، واكتشاف نفسه فهناك مثلا العلوم الإنسانية التي تهدف إلى كشف حقيقة الطبيعة البشرية مثل علم النفس، وعلم الاجتماع، لكن كل هذه العلوم لا تستطيع تفسير أحداث الإنسان في حقيقتها، ولا تستطيع أن تفسر لنا مثلا لماذا هذا أصبح متفوقا في علم أو عمل دون غيره ممن يعيشون الظروف نفسها لكن لم يتحقق لهم مثل نجاحه.

وعلى هذا يبقى علم الفلك هو الأقدر والأسبق على توصيف أحوال الإنسان، ويطلق عليه في الغرب »العلم الفوقي« أول من كتب في هذا العلم على وجه الأرض نبي الله »إدريس« الذي يسمونه »هرمس« ثم عرف هذا العلم عند الفراعنة، ومن بعدهم العرب والفرس الذين دونوا عنهم، ومن أشهر من كتب في الفلك البيروني والبتاني وابن خلدون وغيرهم.

٭ كيف تتحدد الخارطة الفلكية ؟

ـــ هناك بطاقة كونية للإنسان وهي الأسبق من البطاقة الشخصية التي تحدد التوصيف المكاني مثل الميلاد والبيئة الاجتماعية وظروف النشأة وغيرها، بينما يجيب علم الفلك »الإسترولوجي« عن الكثير من التساؤلات، فمن الخريطة التي تظهر لنا بوضوح نجاحات أو فشل أي إنسان على حسب مواقع النجوم في الخريطة الفلكية داخل المجموعة الشمسية، وأهمية هذه الخريطة بأن الإنسان كائن زمني قبل أن يكون كائن مكاني، والمعنى الزمني أسبق من التوصيف المكاني كميلاده وبيئته الاجتماعية ونشأته.

إن كل إنسان لديه الـ 12 برجاً وليس برجا واحدا وفي كل عام لديه مجموعة بروج محددة ترسم له أحداث عام كامل، ولا يمكن أن نصدق بأن ما كتب عن برج معين يتطابق مع كل الناس المولدين في هذا البرج فهذا غير صحيح وغير حقيقي.

والكتب التي تعلمت منها كانت عبارة عن مخطوطات قديمة، وكان هذا ابتداءً من العام 1988 بعد بحثي في علوم النفس والفلسفة، توصلت إلى قناعة بأنه لا يوجد شيء يحدث بالصدفة البحتة، فوراء كل حادثة معنى وسبب ومصير، فأنا إنسان قدري أؤمن بأن القدر وراء كل شيء.

لقد تعلمت بنفسي على حساب منزلي وأطفالي عندما تحولت حياتي إلى حسابات وأرقام فلكية سنوات وأيام متصلة أبحث في كل ما يصادفني من أحداث حتى تبين لي حقيقة وأهمية هذا العلم.

* هل يتعارض هذا العلم مع الإيمان؟

ـــ لا بالعكس لقد ازداد إيماني بالخلق وارتباطي بالخالق بعد معرفتي واطلاعي على هذا العلم، وكأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يطلعني على جزء من صنعته في الدنيا لتوضيح هذا الحقيقة والباطل في هذا العلم.

٭ ما رأيك بما يقال من توقعات تبث عبر الفضائيات العربية؟

ـــ أكثر ما يكتب هاجسه الكسب والتربح فقط دون أي اهتمام بالحقائق والناس للأسف تصدق أي شيء لأنها تبحث عن الحقيقة وعن معرفة مصيرها.

إذ لا يمكن أن يتشابه ملايين البشر من الذين يقعون تحت برج واحد والناس تسعى لتقرأ وربما تصدق كل ما يكتب عن برجها، لكن الخارطة الفلكية تحتوي على معلومات حقيقية ولا يمكن أن تكتب من منطلق التسلية كما يحدث في الأبراج اليومية التي تعتمد على الكلام العائم، الذي لا يقدم لنا فائدة حقيقية مثل ما يقوم به علم الفلك.

٭ حسب خبرتك لماذا لم ينتشر علم الفلك بين الناس؟

ـــ هذا ما أحاول أن أحققه منذ أكثر من سبع سنوات، لقد أدخلت هذه المعلومات في الكمبيوتر ليستطيع الإنسان العادي من خلال معلومات معينة الوصول إلى نتائج حقيقية، كوني مبرمجا للكمبيوتر استطعت أن أضع القواعد الفلكية التي تساعدني في إجراء الحسابات المعقدة في وقت قياسي وكان هذا نتيجة لعمل وجهد متواصل.

٭ هل هناك حقائق وقواعد ثابتة في هذا العلم؟

ـــ نعم هذا العلم مبني على القواعد والثوابت المأخوذة من حركة النجوم والكواكب داخل المجموعة الشمسية التي تتحرك طوال الوقت، ونحن بداخلها فنحدد منها مواقع النجوم لأي إنسان نريد معرفة حقيقته وسير حياته وطباعه الحقيقية وتوجهاته.

فمثلا من يولد وعنده نجم في الدرجة الجنوبية الجغرافية من مكان ولادته لابد وأن تأتيه الشهرة في حياته في وقت محدد يمكن حسابها مسبقا، وتتفاوت هذه الشهرة حسب مواقع النجوم الأخرى في خريطته، فهذا وزير، وهذا فنان وهذا صاحب شركة ناجحة،وهذا صاحب علم، ومن الممكن أيضا أن يكون مجرما مشهورا، كل ذلك يمكن قراءته من الخريطة الفلكية مسبقا وفي أي وقت نشاء.

٭ يقال عندما يحدث اقتران بين الكواكب تحدث الكوارث البيئية والحروب ما رأيك بهذا التفسير؟

ـــ هذا الكلام غير صحيح وغير دقيق ولا يمكن أن يصدر عن فلكي يعرف أسرار الفلك، ولكنه يصدر عن »هواة« يتكلمون فقط عن الشواهد الفلكية التي تحدث في السماء، فالحقيقية الفلكية شيء آخر تماما وهو سر كبير من أسرار هذا العلم العظيم فاقتران الكواكب يحدث دوما وفي كل وقت ولكن الكوارث لا تحدث دوما ولا تحدث بطريقة دورية متتابعة في التاريخ، ولكنها تحدث وفق حسابات ومعايير أخرى ونستطيع توقعها وتحديد توقيتها قبل حدوثها.

٭ كيف يسخر التقدم العلمي في تطور علم الفلك؟

ـــ التقدم العلمي وخاصة الكمبيوتر سهل كثيرا من مهمة الفلكي الذي كان بحاجة إلى البقاء أياما لكي يرصد حركة كوكب واحد في السماء حسابات ونظر وبحث، أما الآن فنصف عمل الفلكي أصبح ميسورا جدا بسبب تطور علوم الكمبيوتر، والحصول على عملية الرصد في ثوان من خلال البرامج الفلكية مثل برنامج وكالة ناسا الأميركية لعلوم الفضاء وهو البرنامج الذي أعمل به منذ أكثر من عشر سنوات.

٭ ما هي مشاريعك وأعمالك القادمة المتعلقة بعلم الفلك؟

ـــ هناك عدة مشاريع أعد لها في الوقت الحالي وكلها تهدف إلى تبسيط وتوضيح علم الأسترولوجي للإنسان العادي عن طريق الكمبيوتر لكي يحصل في النهاية على فائدة ملموسة تجعل معلوماته عن حياته أكثر حقيقة وأكثر وضوحا وواقعية.

من هذه المشاريع عمل تقويم سنوي » روزنامة« يومية لمواقع النجوم طوال السنة ستحمل اسم إنفينتي وستكون فريدة في العالم العربي، وستفيد الناس كثيرا في حياتهم اليومية، علاوة على البرامج الفلكية الكمبيوترية المبسطة التي تؤهل أي شخص استعمالها لكي يحصل منها على معلومات مهمة عن حياته، ومن حوله من أشخاص تهمه، كما يستطيع معرفة ما هي أفضل أوقات أو سنوات عمره أو أسوأها ومعلومات أخرى كثيرة.

حوار: عبير يونس

Email