أطفال الكادحين يتفوقون دراسياً على الأثرياء

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهرت دراسة دولية تخلف أطفال المدارس البريطانيين عن نظرائهم في الشرق الأقصى، إذ إن طلبة عائلات ثرية يحققون في الامتحانات نتائج أسوأ من أبناء أشد العائلات فقراً في الصين.

وتوصلت دراسة أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى أن أطفال كادحين وعمال تنظيف في الشرق الأقصى، متقدمون أكثر من عام على أبناء أطباء ومحامين في بريطانيا.

وذكر باحثون أن الدراسة التي تابعت أداء طلبة في سن الخامسة عشرة في الرياضيات، تبين أن هناك بلداناً قادرة على تجاوز الفوارق الطبقية والاجتماعية لرفع مستوى التعليم بين طلبة ينتمون إلى عائلات محرومة نسبياً. وتؤكد نتائج الدراسة مدى تخلف الطلبة البريطانيين الآن وراء أقرانهم في بلدان حققت أداء عالياً في مواضيع تعتبر ذات أهمية حاسمة لآفاق تطور الاقتصاد الوطني.

وجاءت بريطانيا في التقييم الإجمالي بالمركز 26 في الرياضيات، والمركز 23 في القراءة، و21 في العلوم، في حين تبوأت شنغهاي الصينية مركز الصدارة في المواضيع الثلاثة. وقيّم الباحثون الذين أجروا الدراسة قدرة الطلبة على استخدام معارفهم ومهاراتهم الرياضية في الحياة العملية، بدلاً من تكرار الحقائق والأرقام.

وطُلب من الأبناء في إطار الدراسة، أن يذكروا مهنة الوالدين لتحديد أثرها في أداء الطالب، وبحسب النتائج، فقد كان الأطفال من آباء مهنيين يتفوقون في سائر أنحاء العالم على الأطفال الذين يزاول آباؤهم أعمالاً لا تتطلب مهارات عالية، مثل عمال التنظيف وعمال المصانع اليدويين.

واكتشفت الدراسة التي شملت 500 ألف طالب في أنحاء العالم، أن أطفال عمال غير ماهرين وكادحين بسطاء في العديد من دول الشرق الأقصى، تفوقوا في الأداء على أبناء وبنات مهنيين بريطانيين، يمتهنون الطب والمحاماة وغيرها من الوظائف التي تتطلب كفاءات عالية.

وبلغ متوسط العلامة التي سجلها أطفال المهنيين البريطانيين 526 نقطة في الرياضيات، مقابل 656 نقطة سجلها أطفال لآباء مهنيين في شنغهاي في الصين، و569 نقطة سجلها أطفال لآباء كادحين وعمال صينيين غير ماهرين. وبلغ متوسط العلامة التي سجلها أطفال العمال غير الماهرين في بريطانيا 461 نقطة، أي ما يعادل سنتين ونصف السنة من التخلف وراء أقرانهم في الشرق الأقصى.

 المقاعد الأمامية علامة تفوق الطالب وقيادته للمجموعة

 أكدت دراسة تربوية متخصصة أن الموقع الذي يشغله الطالب داخل الصف، له آثار كثيرة على جوانب مختلفة ترتبط بهذا الطالب، وتنعكس على أدائه المدرسي بصـورة عامة. وأن هذا الموقع يمكن أن يكون عاملاً من عوامل تفوق الطالب أو إخفاقه الدراسي، كما أن طلبة المقاعد الخلفية تكون لهم اتجاهات سلبية تفوق ما يحمله طلبة المقاعد الأمامية من مثل هذه الاتجاهات، وبالتحديد اتجاهاتهم الخاصة بمدرسيهم التي تكون سلبية أكثر من غيرها من الاتجاهات.

الدكتور عبدالله الهاجري من جامعة الكويت هدف من دراسته إلى التعرف على اتجاهات الطلبة نحو نظرائهم الآخرين والمعملين والمدرسة وحتى على أنفسهم، بناءً على اختلاف الجنس، والكشف عما إذا كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين اتجاهات طلبة المواقع الأمامية من حجرة الدراسة، ونظرائهم الآخرين في المواقـع الخلفية.

وتوصل الهاجري في نهاية بحثه، إلى أن للموقع تأثيراً ملموساً بالفعل على شكل هذه الاتجاهات ونوعها، وأن الطلبة الذكور يميلون أكثر من الإناث إلى تكوين اتجاهات سلبية خاصة إزاء زملائهم الآخرين وإزاء ذاتهم، كما أن طلبة المقاعد الخلفية تتكون لديهم اتجاهات سلبية تفوق ما لدى طلبة المقاعد الأمامية من هذه الاتجاهات، وبالتحديد اتجاهاتهم الخاصة بمدرسيهم التي تكون سلبية أكثر من غيرها من الاتجاهات.

 قيادة

يقول سيلفرستاين (Silverstien, 1976) إن موقع الطالب في الفصل يمكن أن ينتج عنه تأثير على قدراته على التحدث بصورة أكبر أو أقل من الآخرين بحسب هذا الموقع...

كما يمكن أن ينتج عنه اختيار الطالب الذي يتواجد في الموقع المناسب (الصف الأمامي عادة) لقيادة المجموعة. لذلك يبين الباحث أن الطالب الذي تتوافر فيه مثل هذه الرغبة في ترؤس المجموعات من الطلبة، يحرص عادة على اختيار مثل هذه المواقع الرئيسة من حجرة الدراسة، والتي يكون قادراً من خلالها على مواجهة بقية الطلبة، لأنها تسهل عليه القدرة على التحدث بشكل أكبر.

مشاعر

أكد بيكر (Becker, 1973) في دراسته أن طلبة المقاعد الأمامية يحملون مشاعر حب وود إزاء مدرسيهم على نحو أكبر من طلبة المقاعد الخلفية. ووجد أنهم قد عبروا عن هذه المشاعر بعبارات إيجابية، بنسبة تفوق نسبة طلبة المقاعد الخلفية (75٪ إلى 52٪).

 نظرات

لاحظ ريست (Rist, 1970) من دراسته أن طلبة المقاعد الأمامية يحملون نظرات أقرب إلى أن تكون دونية لطلبة المقاعد الخلفية، كما أن مستوى احترامهم وتقديرهم لأولئك الطلبة يكون منخفضاً جداً. كما لاحظ أن نظرتهم التقديرية لذاتهم كانت مرتفعة، بحيث كانوا يعتبرون أنفسهم أفضل من بقية الطلبة.

Email