التعبير الكتابي.. وسيلة الطالب لنقل إحساسه إلى الآخرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحتل موضوع التعبير الكتابي مكانة مهمة ضمن الوحدة التعليمية في تجسيد مكتسبات المتعلم. فبواسطته يبرز المتعلم أفكاره، ويعبر عن أحاسيسه، ويظهر معالم شخصيته ويدمج ما اكتسبه، كما يعالج موضوعات متعلقة بمجالات حياته واهتماماته، فينمي إبداعه ويوسع خياله. ويعرف المختصون التعبير الكتابي بأنه امتلاك القدرة على نقل الفكرة أو الإحساس إلـى الآخرين كتابة باستخدام مهارات لغوية كقواعد الكتابة «الإملاء والخط، وقواعـد اللغـة»، والنحو والصرف، بالإضافة إلى علامات الترقيم «النقطة، والفاصلة، والتعجب، والاستفهام».

 على الرغم من أن التعبير الكتابي مهارة شديدة الأهمية، كما أسلفنا، في حياة الطلبة ومستقبلهم، إلا أن العديد منهم يفشل في السيطرة على هذه المهارة بأنماطها وأشكالها المختلفة. ويعتقد كثير من الباحثين بوجود علاقة قوية بين القدرة على التعبير الشفوي.

ونوعية التعبير الكتابي، فلا يستطيع بعض الطلبة التعبير عن أفكارهم كتابة؛ لأن خبراتهم محدودة وغير مناسبة، في حين يكون الطلبة الذين تعرضوا لخبرات لغوية شفوية متنوعة، كالمشاركة في الأسئلة والاستفسار والنقاش، أكثر قدرة على التعبير كتابياً عن أفكارهم، من أولئك الطلبة الذين لم يتعرضوا لمثل هذه المواقف التي تتطلب تفاعلاً شفوياً مع الآخرين. لذلك يجب التركيز في البداية على تعليم الطالب التعبير عن نفسه شفوياً، حتى يكتسب الخبرات الكافية التي تساعده في الكتابة عنها.

 خبرات مكتسبة

لكي ينجح الطالب، لابد من أن تكون لديه خبرات مكتسبة من الحياة، وهذه الخبرات يشترط أن تكون متنوعة وتراكمية وهرمية البناء، فمن دون خبرات معينة يكتسبها الطالب من خلال الممارسة أو الإطلاع، لا يمكن أن تتكون لديه فكرة واضحة أو حس واضح محدد.

وبهذه الخبرات يستطيع الطالب أن يكوّن مواقف من الحياة ومن الناس ومن الظواهر الطبيعية حوله. وعلى المعلم هنا أن يسعى إلى تطوير خبرات طلابه، بتعريضهم لمواقف حياتية مختلفة، وتزويدهم بمعارف ومعلومات عما يحيط بهم، ليكونوا قادرين على التعبير عما يحيط بهم من قضايا الحياة التي يعيشونها، والتعبير عما يجيش في نفوسهم من مشاعر مختلفة.

 مظاهر الضعف

هناك مظاهر عدة لضعف الطلبة في التعبير الكتابي من أهمها:

عدم استخدام التراكيب والمفردات.

مشكلة في تنظيم الأفكار كتابياً، وترتيب الكلمات في الجمل بكيفية غير صحيحة، والعجز عن التنسيق بين الجمل.

الكتابة مشوبة بكثير من الأخطاء الإملائية التي تشوه المعنى.

التكرار الممل لبعض الكلمات والجمل.

عدم القدرة على استرجاع الكلمات والألفاظ المناسبة.

الاستعمال الخاطئ للضمائر والأفعال.

صعوبة تطبيق القواعد النحوية والصرفية والإملائية.

خياله محدود لا يمكنه أن يتصور نهاية صحيحة أو حقيقية لقصة ما.

عدم فهم محتوى العناصر المطلوبة خلال التحرير.

النقل الحرفي لموضوعات أو نصوص أخرى، وعدم الإبداع بأفكار جديدة.

ـ استعمال اللهجة العامية.

 علاج الضعف

هناك مقترحات يمكن الأخذ بها لعلاج الضعف الكتابي عند الطلبة، منها:

حسن اختيار الموضوعات التي تتلاءم مع محيط الطالب ومستواه الدراسي، لتنفيذها بمنهجية تراعي إتاحة الفرصة لمبادرة المعلم، وتمكين المتعلم من الاختيار.

تدريب الطلبة على مهارات الكتابة الإبداعية في فنون المقال والقصة والمسرحية والبحوث، وعرض أفكارهم بأسلوب أدبي، يتسم بالوضوح والإثارة والجمال.

ضرورة تقبل كتابات الطلبة، وتشجيع المحاولات الساذجة مهما كانت، ما دامت مبنية على التفكير الحر المستقل، والتعبير عن الأفكار، والانفعالات الذاتية.

 أنواع التعبير

تؤكد الدراسات أن التعبير نوعان، هما:

التعبير الوظيفي؛ ويهدف إلى تسهيل الاتصال بالناس، من أجل قضاء الحاجات المعيشية، مثل كتابة الرسائل، والإرشادات، والتعليمات والتقارير وغيرها. ويشترط في هذا النوع الكتابة المباشرة وإيصال الرسالة بأقصر الطرق، ودون إطالة.

التعبير الإبداعي؛ ويهدف إلى نقل الأفكار والأحاسيس بطريقة شائقة، تتصف بالجمالية ورقة الأسلوب ورشاقته. ومن ذلك الكتابة الفنية بأنواعها المختلفة، مثل: المقالة والقصة القصيرة والرواية والمسرحية وفنون الشعر المختلفة.

Email