عناد الأطفال ظاهرة تقلق الأمهات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد عناد الأطفال من الظواهر التي تعاني منها الكثير من الأمهات، وهي مصدر تعب وهم ونكد، فالأم تتوقع دائماً ان يطيعها ولدها، وعندما يرفض ما يؤمر به ويصر على تصرف ما، تقف الأم حائرة، ولا تعرف كيف تتصرف إزاء عناده وعدم تراجعه عن فعله حتى لو مارست معه العقاب والإكراه.

 

العناد كما يؤكد المختصون ظاهرة شائعة عند الأطفال وهي من الاضطرابات السلوكية، وجميع الأطفال يمرون في إحدى مراحل النمو لفترة وجيزة بسلوك العناد، ومن الممكن أن يبقى هذا السلوك ثابتاً لدى بعض الأطفال، وعادة يعاند الطفل أمه لأنه يريد أن يلفت انتباهها لتحقيق رغبة معينة مثل أن تشترى له لعبة ما، أو يصر على أن يرتدي أحد الأثواب عناداً في والدته.

وهناك بعض الأطفال يعاند نفسه أيضاً خاصة إذا غضب من أمه، وخصوصا حينما تطلب منه تناول الطعام، فإنه يقوم بالرفض ويصر على عدم تناول وجبته بالرغم من أنه يتضور جوعاً، ولكنه يتنازل عن عناده إذا تجاهلت الأم سلوكه وتركته على راحته.

 

ظاهرة مبكرة

العناد كما قلنا ظاهرة سلوكية تبدأ في مرحلة مبكرة من العمر، فالطفل قبل سنتين من العمر لا تظهر مؤشرات العناد في سلوكه؛ لأنه يعتمد اعتماداً كلياً على الأم أو غيرها ممن يوفرون له حاجاته؛ فيكون موقفه متسماً بالحياد والاتكالية والمرونة والانقياد النسبي.

وللعناد مرحلة أولى: حينما يتمكن الطفل من المشي والكلام قبل سن الثلاث سنوات من العمر أو بعد السنتين الأوليين؛ وذلك نتيجة لشعوره بالاستقلالية، ونتيجة لنمو تصوراته الذهنية، فيرتبط العناد بما يجول في رأسه من خيال ورغبات.

أما المرحلة الثانية: فهي العناد في مرحلة المراهقة؛ حيث يأتي العناد تعبيراً للانفصال عن الوالدين، ولكن عموماً وبمرور الوقت يكتشف الطفل أو المراهق أن العناد والتحدي ليسا هما الطريق السوي لتحقيق مطالبه؛ فيتعلم العادات الاجتماعية السوية في الأخذ والعطاء، ويكتشف أن التعاون والتفاهم يفتحان آفاقاً جديدةً في الخبرات والمهارات الجديدة، خصوصاً إذا كان الأبوان يعاملان الطفل بشيء من المرونة والتفاهم وفتح باب الحوار معه، مع وجود الحنان الحازم.

قواعد مهمة

 

 

إن التربية الفعالة هي أفضل طريقة للتعامل مع العند ومنعه ولها ثلاث قواعد أساسية في التعامل مع الطفل.

 

القاعدة الأولى:

الثبات على المبدأ عند تعاملك مع الطفل. وهذا يعني أن يتفق الزوجان مسبقاً على ما هو مسموح به وما هو غير مسموح به للطفل، وماذا يفعلان إذا تعدى الحدود الموضوعة له، فلا تقبلي شيء يرفضه زوجك والعكس صحيح. أيضاً لا تتغاضي عن شيء فعله طفلك اليوم ثم تعاقبينه على الفعل نفسه في اليوم التالي.

القاعدة الثانية:

هي أن تكوني هادئة؛ ولكن حاسمة في نفس الوقت عندما يعند طفلك. إذا طبقت هذه القواعد فسيفهم طفلك حدوده جيداً.

القاعدة الثالثة:

إن إدخال روتين معين في حياة طفلك؛ سيقلل من المواقف التي يحدث فيها الصدام بينكما، وسيساعده ذلك على معرفة ما هو متوقع منه، فكرة جيدة أن تحددي مواعيد للطعام، الاستحمام، النوم، والأشياء الأخرى التي تعتبرينها مهمة.

 

أهم الصفات التي يتميز بها الطفل العنيد، تشير الباحثة سارة بنت محمد حسن في بحث متخصص لها، بأن هذا النوع من الأطفال يتميز بـ:

القدرة على الاحتمال

بحيث لا تؤثر فيه الإغراءات التي تؤثر غالبا في أمثاله من الأطفال، كذلك لا يمكن تهديده بسهولة حيث أنه يجعل الكبار في حالة عجز وانفعال فيصدر عنهم تهديدات جوفاء يعرف الطفل العنيد أنها جوفاء وغير ممكنة التحقيق.

 

القدرة على وضع الأهل في الاختبار

فعندما يفقدهم السيطرة على انفعالهم ويبدأوا في إطلاق التهديدات نجد الطفل العنيد ثابت الجنان يقترح اقتراحات مجنونة وغير منطقية.

 

الرغبة في السيطرة

يرغب في التحكم في حياته وتصرفاته أكثر من الطفل العادي، حتى لو أدت هذه السيطرة للضرر أو الأذى.

 

الانتهازية الاجتماعية

فلدى هؤلاء الأطفال ذكاء اجتماعي حاد يساعدهم على ملاحظة ردود الأفعال وتوقعها واستغلالها.

 

لا يرون لأنفسهم دورا في المشاكل

وهو شعور بالاضطهاد الدائم فهم في نظر أنفسهم برآء والمشاكل يفتعلها من حولهم . والثقة في قدرته على الحصول على ما يرغب بأساليب الضغط المروعة التي يمارسها ضد الأهل من بكاء بصوت عال، أو ممارسة العناد إلى أقصى حدوده، أو إشعارهم بالذنب.. الخ

 

كيفية التعامل مع الطفل العنيد

 

استمعي للطفل العنيد بشكلٍ جيد، فالطفل العنيد يزداد عناداً عندما لا يستمع إليه أحد او لا يتفهمه، و مما يقلل من غضب الطفل العنيد أن تحترميه وتشجعيه.

يجب أن تناقشي الطفل العنيد، فعادة يكون الطفل العنيد هادئاً عندما تجلسين لمناقشته على انفراد.

امدحي الطفل العنيد وكرري مديحه أمام الآخرين كي يشعر بالفخر ويحاول ضبط تصرفاته.

تعاملي مع الطفل العنيد ما بين اللين والشدة على مبدأ خذ وأعط.

علّمي الطفل العنيد أن كثرة الإلحاح والطلب قد يؤدي لنتائج غير مرضية له.

لا تتجادلي بعنف أو بحدة مع زوجك او مع زوجتك أمام طفلك العنيد.

عامل طفلك العنيد مثل بقية أطفالك الآخرين غير العنيدين.

لا تنتقدي الطفل كثيراً ولكن انتقدي وناقشي التصرف الذي أخطأ به.الطفل العنيد لا يتجاوب معك بالعناد فلا تتعاملي معه بالمثل.

حاولي التصرف بحزم مع الطفل إذا صمم على فعل شيء مؤذ له أو للآخرين وامنعيه من فعل أي تصرف غير لائق.

إذا رفض الطفل تنفيذ ما تطلبيه منه مثل النوم فعليك إبقاءه في سريره وإن بكى طويلاً حتى ينام ويتعود بأن ليس كل ما يريده يمكن الحصول عليه.

Email