سناء عبدالعظيم: طلبتنا يجهلون الوصول إلى التخصصات المطلوبة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بزغ نجم الإرشاد الأكاديمي المهني، في سماء وزارة التربية والتعليم أخيراً، كأحد الحلول العملية المهنية المنهجية والمتطورة، التي تستطيع توجيه دفة رغبات الطالب، وإرشادها إلى المسار الصحيح، على خارطة التخصصات الجامعية المستقبلية، بما يلبي احتياجات سوق العمل، ويحقق طموحات خطط التنمية في الدولة، ويؤمّن في الوقت ذاته منصة مميزة، يُبرز من خلالها أبناء الإمارات قدراتهم العلمية، ومهاراتهم المهنية لخدمة الوطن.

في هذه الصفحات، نرصد ملامح الإرشاد الأكاديمي المهني في مدارسنا، ونتابع مع سناء عبدالعظيم موجهة أولى إرشاد طلابي ورعاية نفسية بوزارة التربية والتعليم، أهم محطاته ومؤشرات الإرشاد لدى الطلبة وأولياء أمورهم.

ضمن المهام الأساسية للإرشاد الأكاديمي، اكتشاف قدرات الطلبة، وتوجيههم إلى المسارات العلمية المناسبة، كيف؟

أصدرنا عدداً من المقاييس والاستبانات المقننة، التي يستخدمها المرشد الأكاديمي المهني في المدرسة، لتقييم قدرات الطالب ومساعدته في اكتشاف ذاته وميوله. ومن هذه المقاييس؛ مقياس الإمارات للميول المهنية، ومقياس دافعية الإنجاز، ومقياس الاستعدادات، واستبانة الميول الدراسية. كما وضعنا هذه المقاييس في برنامج إلكتروني سيطرح قريباً، من خلال موقع الوزارة ليستطيع كل طالب إجراء هذه المقاييس ذاتياً، وتلقي الإرشاد الأكاديمي والمهني المناسب.

لديكم، مجموعة من المقاييس النفسية، لأغراض الإرشاد المهني والأكاديمي والنفسي، هل هي كافية لتصحيح الميول المهنية لدى الطلبة؟

وضعنا واحداً من المؤشرات الفرعية الأساسية للإرشاد التعليمي المهني، وهو بناء مقاييس نفسية وإرشادية مقننة على طلبة الإمارات..

وذلك بمعدل مقياس واحد على الأقل سنوياً. وهو برنامج علمي متميز، يتم مع جامعة الإمارات العربية المتحدة، كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، باعتبارها أعلى جهة تخصصية في هذا المجال، ويتم تدريب المرشدين المهنيين على استخدامها وتحليل نتائجها، ليستطيعوا من خلال هذه النتائج إجراء التدخل المهني المناسب لتعديل أو تنمية أو تحسين مهارات الطالب وميوله في الاتجاه الصحيح.

أصدرت إدارة الإرشاد الطلابي دليلاً بعنوان «آفاق جامعية»، لمساعدة الطالب في اتخاذ قرار الالتحاق بالجامعة، هل لكِ أن تعطينا فكرة عنه؟

هو دليل نصدره سنوياً، يضم عدداً من الجامعات والكليات المعتمدة داخل الدولة، ومجموعة من المواد الإرشادية الأكاديمية، وذلك بالتعاون مع إحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال. وبالنسبة للدليل الحالي (آفاق جامعية)، فقد تم إعداده بالكامل من قبل فنيي إدارة الإرشاد الطلابي، ولم يكن الهدف منه الإعلان عن الجامعات..

ولكن تم التركيز على الخدمات التي تقدمها الجامعات للطالب، مثل البرامج الأكاديمية، والدرجات الجامعية الممنوحة، والمصاريف الدراسية، والتسهيلات التي تقدمها الجامعة مثل السكن والمواصلات، وكذلك المنح الدراسية وغيرها من المعلومات التي يهم الطالب التعرف عليها بوضوح قبل اختياره للجامعة التي سيلتحق بها، مع التأكيد على إدراج الجامعات والكليات المعتمدة فقط، من وزارة التعليم العالي، حتى لا يقع الطالب في اختيار غير مناسب.

لديكم أيضاً دليل «عالم العمل»، فما هي العلاقة بينه وبين «آفاق جامعية»؟

في دليل عالم العمل، نسعى إلى تعريف الطلبة ببعض جهات العمل، التي تقدم فرصاً للتدريب والتعليم والتوظيف، وكذلك الجهات التي تسعى إلى استقطاب الطلبة، من خلال توجيههم للدراسة الجامعية المرتبطة بها، بحيث يستطيع الطالب اختيار التخصص الجامعي..

وهو أكثر إدراكاً بفرص العمل. من خلال الدليلين، نريد أن يصبح الطالب أكثر وعياً ومعرفة بكل من التخصصات الجامعية المتنوعة المتاحة أمامه من ناحية، ومجالات العمل وجهاته، من ناحية أخرى. وذلك ليكون أكثر دقة في اختياراته العلمية والعملية.

حتى الآن، إلى أي حد نجحت الوزارة في التوفيق بين ميول الطلبة في المرحلة الثانوية، والاحتياجات الفعلية لسوق العمل في الدولة؟

في هذا المجال، نحن ما زلنا في البداية، فالمشروع أُطلق مع بداية العام الدراسي 2011/2012م، وطُبق فقط في 20 مدرسة. ورغم أن البرنامج يسير بخطى مدروسة، إلا أن الحكم على مخرجاته في الوقت الحالي لن يكون منصفاً، حيث نسعى في هذه المرحلة، ومن خلال مجموعة من الفعاليات الإرشادية، إلى تعريف الطلبة بفرص التعليم الجامعي المتاحة بالدولة، وهي عديدة ومتنوعة، وقد يجهلها معظم الطلبة، وكذلك قطاعات العمل المرتبطة بهذه التخصصات.

برنامج إرشاد تعليمي مهني للمعلمين وأولياء الأمــور.. قريباً

 ما الهدف الذي تسعى إليه وزارة التربية والتعليم من إصدار تلك الأدلة التعريفية؟

نسعى إلى تحقيق أهداف الإرشاد التعليمي المهني، من خلال وسائل متنوعة منها، الأدلة والمعارض وحصص الإرشاد المهني، وغيرها من الفعاليات، التي تحقق أهداف الإرشاد المهني، ومن أبرزها: تمكين الطالب من اختيار التخصص الدراسي أو المسار الدراسي الملائم في ضوء قدراته وميوله، وإمكانات وحاجة المجتمع، بما يحقق له التوافق الشخصي والمهني...

ومساعدة الطالب في التعرف على الخدمات المجتمعية المتاحة من حوله، والمهن والبيئات المهنية المختلفة ومتطلباتها واكتساب مهاراتها، وبناء وتنمية اتجاهات وقيم إيجابية لدى الطلبة نحو المهن والأعمال بوجه عام. وأخيراً زيادة وعي الطلبة بالمؤسسات التعليمية والمهنية المختلفة، التي يمكنهم الاستفادة منها ومتطلبات الالتحاق بها.

وما نصيب المعلم وولي الأمر من هذه الأدلة، أم هي للطلبة فقط؟

نستهدف حالياً الطلبة في المقام الأول من هذه الأدلة. ولكننا نضع المعلم وولي الأمر بعين الاعتبار، حيث إنهما في صلب العملية الإرشادية المقدمة للطالب. وسيتم قريباً الإعلان عن واحد من برامج الإرشاد التعليمي المهني الموجهة لكل من المعلمين وأولياء الأمور.

ما الفرق بين اختيار التخصص الجامعي، بالنسبة للطلاب والطالبات، وهل تختلف آليات التوجيه والإرشاد لديهما؟

لا تختلف الآليات، ولكن يختلف نسبياً الاتجاه حسب الميول الشائعة لدى كل من الذكور والإناث. ففي دراسة سابقة اتضح لنا أن أبرز الميول المهنية لدى الطلبة الذكور، هو الميل الشرطي، يليه الاجتماعي، في حين جاءت ميول الإناث فنية. لذا يتم توجيه الطلبة كل حسب ميوله واستعداداته، وأيضاً وفق ما هو مخطط له في إطار احتياجات الدولة.

إلى أي مدى، تؤثر الأسرة في اختيارات أبنائها للتخصص الجامعي، وما الدور المطلوب منها في هذا الصدد؟

يتأثر الطالب غالباً في اختياره الجامعي برأي أسرته، الذي يمكن أن يكون رأياً صائباً أحياناً ويفيد فعلاً الطالب ويسهم في توجيهه الوجهة المناسبة، كما يمكن أن يكون رأي الأسرة غير صحيح أحياناً أخرى، خاصة إذا لم يكن مبنياً على تقدير صحيح لقدرات الطالب وميوله واحتياجات سوق العمل. لذلك لابد لولي الأمر الذي يسعى لمشاركة ابنه اتخاذ قرار الالتحاق بالجامعة، وأن يكون حريصاً على التواصل مع المدرسة، سواء من خلال المرشد المهني، أو من خلال المعلمين الأكثر قدرة على تعريف ولي الأمر بقدرات الابن، بحكم تفاعلهم المدرسي اليومي معهم.

هل لك أن تعطينا فكرة عن البرامج الإرشادية الأكاديمية، المهنية والشخصية التي تقدمونها للطلبة في المدارس؟

تتناول البرامج الإرشادية الأكاديمية، حالياً موضوعات: إدارة الذات، والهوية الشخصية، والهوية الوطنية، والمهارات والمسؤولية الاجتماعية، ومهارات التفكير، والمهارات الدراسية، والتخطيط وإدارة الوقت، والحقول الدراسية، وتصنيف ومتطلبات المهن، وقيم وأخلاقيات العمل، وقضايا العمل المعاصرة، والبحث عن العمل، والتخطيط المهني.

وما المردود المنتظر منها؟

اكتساب الطالب العديد من المهارات، أبرزها: اختيار المسار التعليمي في المرحلة الثانوية، واختيار التخصص الجامعي، والربط بين التخصصات التعليمية والمهنة المستقبلية، ومعرفة خصائص ومتطلبات الأعمال والوظائف، ومعرفة قيم العمل، والمواءمة بين احتياجات سوق العمل وميول الطالب المهنية واحتياجاته الشخصية وخطط التنمية، وإعداد خطة للمستقبل المهني مع مراعاة التغير في سوق العمل. والتعرف على سبل تطوير وتغيير المسار الوظيفي، والقيام بأدوار إيجابية نحو البيئة، والانخراط في برامج العمل التطوعي لخدمة المجتمع.

وهل تختلف البرامج الإرشادية الأكاديمية، التي تُقدم للطلبة العاديين، عنها في البرامج المقدمة للطلبة من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة والمتفوقين؟

في المرحلة الحالية من البرنامج، نقدم خدماتنا لعموم الطلبة وهم الطلبة العاديون. ومع تطور المشروع وتوفر الموارد البشرية المؤهلة واللازمة لتنفيذه، سيتم إنشاء برامج فرعية تنبثق عن البرنامج الأساسي، تختص بفئات الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة والمتفوقين.

ما الدور الذي يقوم به المرشد الأكاديمي المهني في المدرسة؟

وضع وتنفيذ خطة البرامج الإرشادية للطلبة، وفقاً للإطار العام لخطة المدرسة. وتحديد الاحتياجات الإرشادية للطلبة، ووضع البرامج الملائمة لها. وتنفيذ منهج الإرشاد الأكاديمي والمهني: تدريس، وتدريب، وتقييم أداء. وإعداد وتنفيذ البرامج الإرشادية: الأكاديمية، والمهنية، والشخصية لمختلف فئات الطلبـة: العاديين، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمتفوقين. إلى جانب تنفيذ لقاءات الإرشاد الفردي للطلبة، في ما يتعلق بالجوانب الأكاديمية والمهنية، مثل اختيار التخصص الدراسي، فضلاً عن دراسة وتقييم ميول الطلبة واهتماماتهم الشخصية والمهنية باستخدام أدوات القياس النفسي المقننة.

استشارات تربوية

تمتد مهام المرشد الأكاديمي المهني في المدرسة، إلى إعداد وتنفيذ الأنشطة والفعاليات المرتبطة ببرامج الإرشاد الأكاديمي والمهني داخل المدرسـة وخارجهـــا، مثل: الرحلات الإرشادية، وإعداد النشرات والمطويات، وتنفيذ الندوات والمحاضرات، وورش العمل والمعارض والملتقيات، فضلاً عن التواصل مع أولياء أمور الطلبة، وتقديم الاستشارات التربوية المتعلقة بأبنائهم. وتقويم البرامج والأنشطة التي تم تنفيذها والإفادة من التغذية الراجعة.

نتائج التقييم

عن عملية دراسة وتقييم ميول الطلبة واهتماماتهم الشخصية والمهنية، وتوجيههم نحو التخصصات الجامعية المستقبلية، قالت سناء عبد العظيم: لا يتم توجيه الطلبة وإرشادهم إلا من خلال نتائج التقييم الذي يرتكز على مقاييس يستخدمها المرشد المهني في المدرسة، وذلك حتى يتم توجيه الطالب وفق أسس علمية مدروسة، وفي ضوء ما لديه بالفعل من ميول وقدرات ذاتيه.

Email