عائشة الصيري: «السجل الصحي».. عين ترصد وتتبع حالة الطالب

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تقع الصحة في مرمى اهتمام وزارة التربية والتعليم المباشر، بطلبة مدارسها، وهي ترادف في الوقت ذاته، اهتمامها بالمنهج الدراسي والمبنى المدرسي والبنية التحتية، إن لم تتفوق عليها، خاصة وأن الوزارة تنظر إلى صحة الطالب باعتبارها مفتاح نجاح كل جهودها في ما يتعلق بمصلحته ومستقبله في المجالات كافة.

ولأن توجيهات قيادتنا الرشيدة تضع الصحة والتعليم على قمة أولويات اهتماماتها وخططها، من أجل بناء إنسان الإمارات، وهو ما عبّرت عنه وزارة التربية من خلال العديد من المبادرات التي تقوم بها إدارة التغذية والصحة المدرسية. التقينا عائشة سيف الصيري مديرة الإدارة لنتعرف على ملامح أهم هذه المبادرات.

 هل لكِ أن تعطينا فكرة عن أهم مهام الإدارة في مجال صحة الطلبة؟

تعمل الإدارة على نشر الثقافة الصحية بين الطلبة، وفي بيئتهم المحيطة، وربط الأسرة بالمجتمع، للحد من انتشار الأمراض، وتقويم سلوك الطلبة بهدف التخلص من العادات السيئة وتعزيز الإيجابية منها، ووضع الأطر العامة لتنظيم الأنشطة الصحية، التي تدعم توعية الطلبة بالشؤون الصحية، ومتابعة الخدمات الصحية المدرسية ووضع معاييرها، وتحليل نتائج الرقابة عليها، ورفع التوصيات الكفيلة بتحسينها بشكل مستمر.

 التغذية التي تُقدمها المقاصف المدرسية، تعتبر العامل الأساسي في صحة الطالب، كيف يتم ترجمة ذلك؟

يتم ذلك من خــلال وضع معـــايير للتغذية المدرسية، تتناسب مع الاحتياجات الصحية لمراحل نمو الطلبة. والإشراف على مراقبة المقاصف المدرسية، والتأكد من مطابقتها للمعايير الصحية لرفع مستوى الوعي الغذائي في المجتمع المدرسي، مع تقديم الدعم الفني للمناطق التعليمية في عملية تنفيذ مراقبة المقاصف والتأكد من تلبيتها المعايير الصحية المتعلقة بذلك..

فضلاً عن إعداد الدراسات العلمية المرتبطة بصحة الطلبة، وإنشاء قاعــدة بيانات صحية، وإكساب القائمين على الصحة المدرسية، مهارات تخطيط برامجها وتنفيذها وتقويمها، إلى جانب مهارات التوعية الصحية.

 أعلنت الإدارة عن مبادرة «السجل الصحي للطالب»، ما الذي يعنيه، وأهميته لكم كإدارة معنية بهذا الجانب؟

يساعد السجل الصحي للطالب على رصد حالته الصحية، منذ دخوله المدرسة، وحتى نهاية المرحلة الثانوية. فهو بمثابة عين الوزارة على صحة الطالب. وتتضح أهمية هذا السجل، في أنه يساعد على معرفة أهم الأمراض والمشاكل الصحية المنتشرة في المجتمع المدرسي.

والاكتشاف المبكر لحالات الأمراض المعدية والمزمنة التي تؤثر على صحة الطلبة، وتقويم الواقع الصحي وتوثيقه، والاستفادة من السجلات في إجراء الدراسات والبحوث العلمية، وتنسيق الأنشطة والبرامج بما يتناسب مع متطلبات تعزيز صحة الطلبة والأسرة التربوية، فضلاً عن حماية السجل (الأوراق) من التلف والضياع.

 وما الذي تم إنجازه من خطوات لتنفيذ السجل الصحي، حتى الآن؟

في مجال التخطيط، تم عقد اجتماع مع وزارة الصحة، وإدارة نظم المعلومات بالوزارة، بهدف اعتماد بيانات الطالب التي يتم توثيقها ورقياً من قبل ممرض الصحة المدرسية، للعمل على إدراجها ضمن نظام (sis) الإلكتروني للطالب. وقد تم رصد تجارب بعض الدول الشقيقة في مجال توثيق البيانات الصحية للطلبة، مثل دولتي البحرين وسلطنة عمان.

كما تم تنظيم زيارات ميدانية إلى المدارس للاطلاع على آليات وإجراءات توثيق بيانات الطالب الصحية، واعتماد البيانات الصحية الأولية للطالب، كمرحلة أولى يتم تطبيقها إلكترونياً، ويتم تسجيلها من قبل ولي الأمر، لحين الاتفاق النهائي مع وزارة الصحة.

 خلاف وزارة الصحة، هل هناك جهات تشترك معكم في هذا السجل؟

نعم، وهي من داخل وزارة التـــربية والتعليم. فهناك تعاون بين الإدارة، وإدارة التربية الرياضية، يتم من خلاله تسجيل القياسات الأنثوبومترية للطلبة:

الوزن، والطول، وكتلة الجسم، ومحيط الخصر، وذلك ضمن نظام (sis)، لتسهيل عملية حصر حالات السمنة والنحافة وزيادة الوزن بين الطلبة. كـــما أنه تم الانتـــهاء من تصـــميم النسخة الإلكترونية من الملف الصحي، بالتعاون مع إدارة نظم المعـــــلومات، وإدراجه ضـــمن نظام (sis)، والذي سيتم تفعيله عملياً، وعقد ورش تدريبية عدة للمعلمين خلال العام الدراسي الحالي.

فقر الدم والنحافة والسمنة.. أمراض منتشرة بيــن الطلبة

 ما الأمراض والمشـــاكل الصحـــية المنتــــشرة بــــين الطلــبة، وفي المجتمع المدرسي بشكل عام؟

من واقـــع ما رصـــــدناه خلال الفــترة الماضية من عمل الإدارة في هــذا المجال، فإن أكثر الأمراض شيوعاً بيـــن طلبة المدارس، هي أمراض سوء التغذية، وما يتبعها: فقر الدم الحديدي، والنحافة، والسمـنة وزيادة الوزن. وهي بشكل عام، الأكثر انتشاراً، بالإضافة إلى وجود بعض حالات الربو والسكري والحساسية بأنواعها.

 هل تختلف الرعاية الصحية للطالب، باختلاف المراحل الدراسية، وكيف؟

يحصل جميع الطلبة، على الرعاية الصحية اللازمة، بطرق متساوية. لكن الاختلاف بالنسبة لهذه الخدمات، هو في نوع الفحوصات، وحسب المرحلة العمرية. هذا بالإضافة إلى البرامج التي تتوافق مع الحــالات الصحية حسب الجنس والعمر.

 إلى أي مـــدى تـرتـــبط صــحــــة الطــــالب بــسلامــــــة غـــذائه، وجــهود الإدارة في هذا المجال؟

تُعد التغـــذية جزءاً أســـاسياً في صحـــة الطــــلبة، وتؤثر على نموهــــم، وعلى قدرتهم في التحصيل العــــلمي. كما أن الحـــياة المدرسية مرحلة عمرية مهمة بالنسبة للطالب، وفيها يبني جسمه، ويشكل سلوكه الغـــذائي، الذي يؤثر سلباً أو إيجاباً على بقية حياته. لذا فقد تبنت وزارة التربية والتعليم، مشروعاً لتطوير التغذية المدرسية، وتطوير المقاصف المدرسية، بهدف تعزيز السلوكيات الصحــية المتعلقة بالغذاء داخل أسوار المدرسة..

وإكـــساب الطلبة العادات الغذائية السليمة، من حيــث نوعية الغذاء وكميته، مــــع الاهتمــــام بالجانب الاحترازي، لوقايتهم من الأمــراض المرتبــطة بسوء التغذية. ولدينا مجموعة من الخــدمات العلاجية التي تُقدم للطلبة من قبل وزارة الصــحة، وتتولى وزارة التربية والتعليم، التواصل والتنسيق المستمر مع وزارة الصحة في مثل هذه الحالات.

ماذا عن المبادرات والخطط التوعوية التي تقومون بها للحد من انتشار الأمراض والمشاكل الصحية في الوسط الطلابي؟

تُطبّق الإدارة حمـــــلات وبرامـــج تثقيفية توعوية، في قضايا صحية مختلفة لجميع المراحل الدراسية تتنوع موضـــوعاتها بين مكافحة السمنة، وتعزيز أنماط الحياة الصحية، والتغذية والنشاط البدني، والنظافة العامة والشخصية، والتوعية بالأمراض الجينية، والمحافظة على البيئة. بالإضافة إلى متابعة تطـــــبيق المعايير الصحية في المقاصف المدرسية، وتعزيز التغـــذية الصحية في المدارس.

 هل لديكـــم خـــــطة مــــعينة لعــــلاج السمـــنة الــــتي يعاني منها عدد غير قلــيل من طلبة مدارسنا؟

هناك برنامج لمكافحة السمنة يطبق بالتعاون مع منظمة «يونيسيف»، على طلبة المرحلة الإعدادية للعام الثالث، وإدراج البرنامج بنظام (SIS)، للقياسات الجسمانية: الوزن، والطول، وكتلة الجسم، ومحيط الخصر، كأول مرحلة من السجل الصحي لحـصر حالات السـمنة، ووضع البرامج العلاجـــية والوقــائية حـسب النتــائج، ومدى نسبة انتشارها.

 دعوة لأولياء الأمور

أوضحت عائشة الصيري أن بعض المشكلات الصحية التي يعاني منها الطالب، تعود إلى الأسرة والبيئة المحيطة. ولكي نتلافى هذه المسألة مستقبلاً، لابد من رفع مستوى الوعي الغذائي في المجتمع المدرسي، وتوصيل الرسائل الصحية إلى أولياء أمور الطلبة، إذ يعتبر السجل الصحي الإلكتروني الذي تم إعداد نسخته الإلكترونية الأولية، الخطوة الأولى من التقييم الفعلي للوضع الصحي للطلبة..

ومن ثم نستطيع وضع أيدينا على مفاتيح علاج الكثير من مشكلات الطلبة الصحية. ودعت الصيري أولياء الأمور إلى التعاون مع الوزارة، من أجل تعزيز صحة أبنائهم، إذ للأسرة الدور الكبير في إنجاح جهود تبني الطالب لأنماط الحياة الصحية، والحد من انتشار المشاكل الصحية المختلفة.

Email