بعد تقليدها وسام رئيس مجلس الوزراء..

فاطمة بوعلي: الأفكار الرائعة تتلاشى ما لم نحسن استثمارها

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تألق جديد.. وألق يُشع على طريق التميز، ليكون إضافة مهمة في رصيد وزارة التربية والتعليم، وفي سجلات عناصر منظومتها التعليمية، الذين يسعون بخطوات حثيثة إلى اعتلاء منصات التتويج، وخدمة وطنهم على طريق التميز والإبداع.

فاطمة محمد بوعلي معلمة اللغة الإنجليزية بمدرسة المنار النموذجية في الشارقة، واحدة من هؤلاء. فقد استطاعت بتألقها وتميزها في عملها، أن تحصل على جائزة الإمارات للأداء الحكومي المتميز، عن فئة وسام رئيس مجلس الوزراء للموظفين المتميزين الجدد. ومعها كان هذا اللقاء:

 صفي لنا شعورك، بعد تكريمك من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي؟

هو شعور لا يوصف، إنه خليط من المشاعر الجياشة، بين السعادة الغامرة، والفخر والاعتزاز بهذا التكريم، الذي جاء من صاحب السمو نائب رئيس الدولة، وسوف يظل هذا التكريم وسام فخر، أعتز به ما حييت، بل ويدفعني إلى بذل المزيد من العطاء، والعمل من أجل خدمة وطني الغالي، بكل ما أملك من جهد وإرادة وعزم.

من وجهة نظرك، كيف يكون الإنسان متميزاً؟

التميز، أن تقدم الأفضل والأكثر قيمة، وأن تتجاوز حدود المستوى المتعارف عليه لدى الآخرين، فلا يوجد إنسان في هذا الكون، لا يحب أن يكون متميزاً، لأن التميز قيمة جميلة، يتمنى الجميع أن تكون لديه، فالتميز مفتاح النجاح في مجالات الحياة كافة.

 وأنا على يقين أن إشراق كل يوم، تُولد معه لدى الكثيرين من العاملين في مختلف القطاعات، أفكار رائعة، من الممكن أن تحقق لهم النجاح والتميز، إذا أحسنوا استثمارها. ولكن، الغالبية العظمى منا للأسف، يتركون هذه الأفكار تضيع وتتلاشى دون فائدة. لذا علينا فقط أن ننفذ هذه الأفكار بمجرد أن نجدها، وسنجد أنفسنا ننجز الكثير من الأشياء الرائعة، ولا ننسى أن الله سبحانه وتعالى، لا يضيع أجر من اجتهد، وتعب، وثابر للوصول إلى ما يميزه عن غيره.

 ما العوامل التي ساعدتك للفوز بالجائزة، والتميز في مجالك؟

هناك عوامل كثيرة ساهمت في الفوز بالجائزة، أولاً الثقة بالله سبحانه وتعالى، والإيمان بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً. وحبي للوطن الذي أعطانا الكثير وينتظر منا رد الجميل، إلى جانب الحرص على الالتزام والإخلاص في العمل، والسعي الدؤوب من أجل تقديم الأفضل لطالباتي كوني معلمتهن، ألقاهن يومياً، وأفهم طبيعتهن وتطلعات جيلهن. لذلك، وجهت كل جهدي من أجلهن، حتى أكون على قدر المسؤولية، إزاء الأمانة التي اؤتمنت عليها.

 وما دور المدرسة والبيت في حصولك على هذه الجائزة؟

للمدرسة دور كبير وفعال، في حصولي على الجائزة، فقد وفرت لي البيئة المناسبة من أجل ذلك. وأحمد الله بأنني أعمل مع إدارة مدرسية متميزة، بإدارة الأستاذة عائشة المطوع، التي تشجع على التميز وتحرص على تنمية روح الإبداع لدينا. كما لا أنسى دور أهلي في حصولي على الجائزة، فتشجيعهم المستمر ساهم في تطوير ذاتي، ووضعني على طريق التميز. وأدين بالفضل من بعد الله، إلى والدتي العزيزة، في كل ما وصلت إليه.

 اتهام موجه إلى بعض الحاصلين على الجوائز التربوية، بأنهم يعتبرونها هدفاً في حد ذاته، ثم يبدأ المستوى في الهبوط، ما رأيك؟

من وجهة نظري الشخصية، مثل هذه الجوائز، تعتبر دافعاً للحاصلين عليها، من أجل المزيد من العطاء والتقدم إلى الأمام. وستكون جائزة الإمارات للأداء الحكومي المتميز، التي تشرفت بالفوز بها، عن فئة وسام رئيس مجلس الوزراء للموظفين المتميزين الجدد، دافعاً لي للقيام بأعمال أخرى أستطيع من خلالها أن أخدم وطني. وأؤكد، أن هذا التكريم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هو تكريم لكل موظف مجتهد، ولذلك، فهو دافع قوي على تحفيز العاملين في مختلف القطاعات.

 -%100نسبة نجاح طالبـــــــاتي في «الإنجليزية».. ولا مشكلات لديهن

 في الميدان التربوي، العديد من التحديات التي قد تعيق طموحات البعض، وتحبط عملهم، ما هي رسالتك إليهم للتغلب على هذه المعوقات؟

أقول، وأؤكد لهم: إن كل إنسان يمر بصعوبات وتحديات في عمله، تختلف من شخص إلى آخر، ومن مجال إلى غيره، وخاصة إذا كان مجال العمل، يرتبط بخدمة المجتمع، مثل الميدان التربوي، إذ إننا نتعامل مع فئات وثقافات اجتماعية مختلفة، لكن الشيء الرائع في هذا الأمر، أن محاولة التغلب على كل هذه التحديات، تدفع الإنسان إلى التفكير، والتفكير يُولد الإبداع.

ومن ثم نستطيع الوصول إلى التميز. وأنصح جميع العاملين، سواء في المجال التربوي، أو أي مجال آخر، ألا ييأسوا مما يواجههم من صعوبات، بل لابد لهم من أن يستفيدوا منها. ولا ننسى أن الطريق للوصول إلى القمة يبدأ بخطوة.

 كونك من المتميزين، كيف يمكنك تحقيق ذلك مع الطالبات، للوصول إلى التميز العلمي، ومن ثم خدمة الوطن؟

أسعى إلى ذلك، بأن أكون قدوة لهن، فأنا معلمة لطالبات الحلقة الثانية، وهي مرحلة المراهقة، التي يفتش فيها المراهق عن النموذج الذي يقلده، بصرف النظر عن كونه سيئاً أو جيداً، وأحاول ما أملك، أن أكون بالنسبة لطالباتي النموذج الجيد الذي يقتدين به، من خلال حسن المعاملة، بكل ما تنطوي عليه هذه الكلمة من صفات وسلوكيات، فقد تربيت على أن الدين المعاملة. لذلك حرصت، عند ذهابي إلى المدرسة بعد حفل التكريم، على ارتداء وسام التكريم لتشاهده طالباتي، ويكون هذا خير برهان لهن على أن الاجتهاد والعمل الدؤوب، لابد أن يوصل صاحبه إلى التميز والتكريم، وأسعى دائماً إلى التأكيد لديهن على أن نجاحنا، هو لإعلاء اسم دولتنا أولاً.

 حول طبيعة مادة اللغة الإنجليزية، وإخفاق نسبة من طلبتنا، ليست بالقليلة فيها، كيف يُمكن مواجهة هذه الإشكالية؟

أحمد الله، أنني لا أعاني من هذه الإشكالية مع طالباتي. إذ إن نسبة نجاحهن تصل إلى ١٠٠٪، ومستواهن التحصيلي مرتفع. وذلك لحرصي الدائم على مساعدتهن، في تخطي الصعوبات التي قد يواجهنها، ومحاولاتي الدائمة لزيادة شغفهن وترغيبهن بالمادة، من خلال استخدام أساليب مختلفة وغير تقليدية، في عملية التدريس. كما أسعى دائماً إلى تدريب وتشجيع الطالبات على التعاون في ما بينهن، وإذكاء روح الحماس، والتنافس بينهن.

 أنتِ كمعلمة لغة إنجليزية، ما مقترحاتك لتطوير وإثراء مناهج هذه المادة، حتى تحقق الهدف منها مستقبلاً؟

تعد مادة اللغة الإنجليزية إحدى المواد المهمة والضرورية في حياة الطالب، فهو يحتاج إليها لمواكبة التطورات الكثيرة والمتلاحقة التي يشهدها العالم، لذلك، حرصت على إثراء تدريس منهج اللغة الإنجليزية، في سياق مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتعلم الذكي، من خلال تصميم أول كتاب إلكتروني تفاعلي على الإنترنت، لطلبة الصف السادس على مستوى الدولة، لإفادة طالباتي. وقد استخدمت مهاراتي التقنية، وخبراتي العملية والتعليمية، من أجل تيسير وسائل التكنولوجيا، لخدمة العملية التعليمية. فالكتاب الإلكتروني التفاعلي يهدف إلى زيادة المساحة الإثرائية لدى الطالبات، من خلال الوسائط المتعددة، التي يوفرها، فضلاً عن اعتماد الطالبات ذاتياً، على صقل مهاراتهن من خلال التقييم الذاتي.

Email