مريم القطري: دار رعاية المسنين.. أمل المحرومين من حياة طبيعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

وجود دور أو مراكز لرعاية المسنين من أجل تأمين احتياجاتهم الضرورية، ولو بشكل مؤقت، أصبح الآن واقعاً يفرض نفسه، بسبب ما تشهده المجتمعات الحديثة من تغيرات وصلت إلى حد التعقيد.

وأدت في أغلب الأحيان إلى حالة الاغتراب التي يعاني منها بعض كبار السن، ممن تقطعت بهم السبل، أو ضاقت عليهم صدور بيوت أبنائهم، فلم يجدوا من يهتم بهم، وخاصة عند عجزهم عن ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

دار رعاية المسنين بالشارقة، بما لها من تاريخ معروف في رعاية كبار السن، تُعد علامة فارقة في هذا المجال.. في هذه المحطة، نتعرف من مريم أحمد القطري مديرة الدار، على هذا البيت المفعم بالدفء والحنان.

 

ماذا عن انطلاقة دار رعاية المسنين، وطبيعة عملها؟

تنظر الدولة إلى كبار السن، باعتبارهم جزءاً أساسياً من المجتمع، لا سيما في واقع ابتعادهم عن الحياة العملية، وخصوصية مرحلة تقدم العمر واعتلال الصحة، فقد أصبح من الصعوبة إلى حد ما، أن يجدوا الرعاية اللازمة، من بعض أسرهم، لذلك، أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، عام 1986، مرسوماً بإنشاء دار للمسنين، مقرها الشارقة، تضمن توفير أجواء الأسرة الطبيعية لهذه الفئة، كي يشعروا من خلالها، بالأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار النفسي.

وهي تعتبر مؤسسة اجتماعية حكومية تابعة لدائرة الخدمات بإمارة الشارقة، وتهدف إلى إيواء المواطنين من كبار السن، المحرومين من الرعاية الاجتماعية من الجنسين، وتوفر لهم الحياة الكريمة في مرحلة الشيخوخة.

هل يعتبر وجود مركز، أو أكثر لرعاية المسنين، أمراً سلبياً أم إيجابياً، وما دلالة تعدد هذه الدور، أو كثرتها في مجتمع ما؟

لا يعتبر وجود مركز لرعاية المسنين، أمراً سلبياً على الإطلاق كما يعتقد البعض، فهذه المراكز تعتبر ملاذاً آمناً لكبار السن الذين تقطعت بهم السبل، أو ضاقت بهم صدور بيوت أبنائهم، ولا يجدون من يهتم بهم في حالة عجزهم عن ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، في هذه الحالة يكون وجود دور الرعاية أمراً ضرورياً.

ما أنواع الرعاية التي تقدمها الدار لنزلائها؟

لدينا نوعان من الرعاية: الإيواء والنادي. وتشمل عملية الإيواء نوعين من الرعاية، الأولى: الرعاية الإيوائية الدائمة على مدار الساعة، إذ تقوم الدار خلالها بإيواء كبار السن بشكل دائم، ممن تتوافر فيهم شروط القبول، وتُقدم لهم كل أنواع الخدمات التي يحتاجونها على اختلافها، إذ تؤمن لهم المسكن والملبس المناسبين.

كما تحيطهم بالرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية والمعيشية والتأهيلية، فضلاً عن الجوانب الترويحية التي توفر لهم سبل الراحة والعيش الكريم. أما النوع الثاني، فتمثله الرعاية الإيوائية المؤقتة، إذ تقدم الدار من خلالها، الرعاية الطبية والتمريضية، من دون أن تنطبق عليهم شروط الإيواء، حيث يتم استضافتهم في الدار لفترة مؤقتة، لحين زوال المشكلة.

هل يمتد دور الدار ليشمل، الجانب الاجتماعي، مع ذوي وأهل كبار السن، بهدف إعادتهم إلى أسرهم وأهلهم مجدداً؟

نعم، فهذا الأمر، من ضمن مبادراتنا لإعادة دمج كبار السن مع أهلهم وذويهم، حيث يتم دمجهم أولاً، بشكل جزئي مع الأهل، ومن ثم يتم الدمج بشكل دائم، مع تأهيل الأهل، أو جليس المسن لكيفية التعامل معه وخدمته، كذلك يتم تقديم الخدمات الاجتماعية والنفسية والصحية لهذه الفئة داخل المنزل، عن طريق إدارة الرعاية المنزلية لكبار السن. كما تتم المتابعة بشكل مستمر حتى بعد الدمج، وذلك للتأكد من مدى تقبل الأهل لكبير السن وتقبل كبير السن للأهل.

ما الرسالة التي ترغبون في إيصالها إلى الطلبة من خلال «العلم اليوم»، أو من خلال الزيارات والفعاليات التي تنظمها المدارس؟

نقول لهم إن البر بالوالدين معناه طاعتهما وإظهار الحب والاحترام لهما، ومساعدتهما بكل وسيلة ممكنة سواء بالجهد أو بالمال، وأن يكون الحديث معهما بكل أدب وتقدير، إلى جانب الإنصات إليهما عندما يتحدثان، وعدم التبرم وإظهار الضيق منهما.والبر بالآباء والأمهات، من أفضل أنواع الطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، لأن الوالدين هما سبب وجود الأبناء في الحياة.

وهما سبب سعادتهم، فالله سبحانه وتعالى قد قرن توحيده، ببر الوالدين عندما قال في محكم آياته: «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً»، وقرن شكره تعالى، بشكر الوالدين فقال: «أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير» والآيات كثيرة في هذا المجال، وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة.

كما أن التكثيف من الزيارات والفعاليات التي تهتم بكبار السن، يساهم في تعزيز القيم الاجتماعية لدى الطلاب والطالبات، وفي غرس القيم الإنسانية والتواصل الاجتماعي في نفوس الأبناء وإدخال البهجة والسرور إلى نفوس المسنين.

Email