في مديح الخُلق

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من شي ء في الميزان أثقل من حُسن الخُلق».

وقيل: سوء الخُلقِ يُعدي لأنه يدعو إلى أن يُقابَلَ بِمثلِه.

وقال علي رضي الله عنه: مَن كساهُ الحياءُ ثوبَهُ لم يَرَ النّاسُ عيْبَه.

وقيل: ليسَ من عادة الكِرام سرعةُ الغضبِ والانتقام.

وقيل: من عادةِ الكريم إذا قَدِرَ غَفَر، وإذا رأى زَلَّةً سَتَر.

دلالة حكمة

قيل: «من أراد أن يعيش حُرّاً أيام حياته فلا يُسكِن قلبَه الطمع».

ينطوي هذا القول الموجز على مغزى شديد العمق والدلالة. فهو يقدّم معنى طريفاً للحرية في علاقتها بالطمع.

 وهو ربط غير مسبوق. فالطمع كما هو معروف شعور ذاتي مشبع بالرغبة في الاستحواذ على الأشياء على نحو شره غير محدود.

 ومن هنا فإنه يجعل المرء عبداً لهذا الشعور الفردي، فيكُفَّ شيئاً فشيئاً عن رؤية ما هو أبعد من منطق انشغاله بما لدى الآخرين وأبعد من قدميه؛ فيخسر حريته وتمتعه بما حوله من بشر وحياة وعلاقات تضيف إلى حياته معاني، تُبعدهُ عن هذا الانشغال الضيّق الذميم.

 

فوائد لغوية استخدام الظرف (أبدا)

يستعملُ بعضنا ظرف الزمان (أبدا) استعمالاً غير سليم، حين يُدخِلهُ على زمن المضيّ، فيقول مثلاً: سعيدٌ لم أرهُ أبدا. وهو استعمال مغلوط، إذ الصوابُ أن يُقال: سعيدٌ ما رأيتُهُ قطُّ.

 أما إذا كان لا بد من استعمال الظرف أبدا، فإن بالإمكان القول: سعيدٌ لن أراهُ أبدا. وذلك لأن هذا الظرف يدل زمنياً على الاستمرار، وليس على المضي. قال تعالى: (خالدين فيها أبدا). التوبة 23. وقال تعالى: (قال يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها). المائدة 27.

 من مختار الشعر قال الشاعر:

وَهَبْنــي جمـــعتُ المالَ ثمَّ خـــَزَنْتُهُ وحــــانَتْ وفـــاتي هل أُزادُ بهِ عُمرا

 مغزى مثل «ما يُشَقُّ غُبارُه»

هذا المثل متداول كثيراً عند العرب. وقد يأتي بصيغة أخرى هي: ما يُشَقُّ لهُ غُبار. ويُضرب المثَلُ لمن هو مميّزٌ بين أصحابه، متفوّق عليهم. وقد أُطلق أول مرة على فَرس جذيمة، وردده كثير من الشعراء العرب في أشعارهم. ومغزى المثل: أن هذا الرجل أو الفارس لا يمكن مجاراته أو اللحاق به.

Email