شجاعة النساء

ت + ت - الحجم الطبيعي

عُرف عن العرب حضور الذهن ويقظة العقل، إلى جانب امتلاكهم فصاحة اللسان، حتى أننا لتأخذنا الدهشة من بعض المواقف التي تكشف عن رجاحة تلك العقول وحضور منطقها، كما في بعض هذه المواقف:

 

مواقف

أُتي الحجاج بامرأة من الخوارج، فجعل يكلمها وهي لا تنظر إليه، فقيلَ لها: الأمير يُكلمكِ، وأنت لا تنظرين إليه، فقالت: إني لأستحي أن أنظر إلى من لا ينظر الله إليه.

قال لإياس بن معاوية المزني، نفر ممن حضروا مجلسه: ما فيك من عيب غير أنك معجب بقولك. قال: أفما يعجبكم قولي؟ قالوا: نعم. قال: فأنا أحقُّ بأن أُعجبَ بما أقول، وبما يصدر عني منكم.

وقيل: إذا زل العالِم زل بزلته عالَم.

وقيل: عسرك في وطنك، أطيب من يسرك في غربتك.

 

فروسية

من جميل ما قاله الشاعر الفارس عباس بن مرداس:

أشدُّ على الكتيبة لا أُبالي أفيها كان حتفي أم سواها

 

فروق لغوية

في الاستعمال اللغوي ثمة فروق دقيقة لا يدركها العامة ويعرفها المهتمون باللغة والمختصون فيها، ومنها هذا الذي نعرض له هنا:

الفرق بين قَرَضَ وقَرَّظ، أن: قَرَضَ الشي، يقْرِضُهُ، أي قطعه بالمقص.

وقَرَّظَهُ، أي مدَحهُ حيَّاً، سواء كان المدح بحق أو بباطل.

ويسمى الثناء على الميت بالتأبين وليس التقريظ.

أما أقْرَضَ، فتعني أعطى أحداً مبلغاً من المال.

 

نادرة

يروى أن زياداً أمر بضرب عنق رجل، فقال: أيها الأمير إن لي بك حرمة، قال: وما هي؟ قال: إن أبي كان جارك بالبصرة، فقال: ومن أبوك؟

قال: يا مولاي إني نسيت اسم نفسي، فكيف لا أنسى اسم أبي؟ فرد زياد كمّهُ على فمه، وضحك وعفا عنه.

 

فوائد لغوية

يخطئ بعضنا حين يقول: فلان هَشَّ الذباب. والصواب أن يقول: نَشَّ الذباب، أي طرده برفق. ومن هنا سميت الأداة التي ننشُّ بها الذباب بـ « المِنَشَّة».

ويخطئ بعضنا حين يقول: هَضَبَة (بفتح الضاد) للرابية أو الجبل المنبسط. والصواب أن يُقال: هَضْبة (بتسكين) الضاد لا فتحها.

ويخطئ من يجمع لفظة وفاة على وَفِيّات (بفتح الفاء وتشديد الياء). والصواب أن يُقال: وَفَيَات (بفتح الفاء وفتح الياء غير المشددة).

ويعتقد بعضنا أن لفظة الهَمَجِ المنتشرة على ألسنة كثير من العرب للدلالة على الحمقى أو الرعاع من الناس عامية. وهو اعتقاد في غير محله لأن اللفظة فصيحة ولا غبار عليها في الدلالة على ما قلناه.

Email