مستقبل الأبناء

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع قرب نهاية العام الدراسي، يبدأ الصراع الأزلي بين الآباء والأبناء حول ترتيب الرغبات في الدراسة الجامعية، فها هو الأب يريد أن تكون كلية الطب أو الهندسة أولى الرغبات، باعتبارها من كليات القمة، والابن المغلوب على أمره يرى هذه الكليات آخر ميوله، فهو يعشق الإعلام مثلاً، وقد يرى مستقبله في تقنية المعلومات، فالكمبيوتر الذي يعرف ألف ياءه هو المطلوب رقم واحد في سوق العمل.

 

هنالك مشاكل كثيرة تنجم جراء تحديد مستقبل الأبناء لأن الزمن تغير، ففي الماضي كان الجد يحدد مستقبل أبنائه وأحفاده وفقاً لوضع العائلة الاجتماعي أو المحافظة على المهنة والصنعة، .

 

ولكن في هذا العصر أصبحت هنالك مهن جديدة والمجالات أوسع، والأفق مفتوحة، لذلك على كل أسرة أن تهتم بمواهب الأطفال منذ نعومة أظفارهم لأنها سترسم المستقبل لهم، ويجب أن يُترك كل شخص ليحدد مستقبله بنفسه، لأن لكل شخص موقعاً وقرارات، إذا حققها سيكون الشخص المناسب في المكان المناسب.

 

ما إن ينجح طالب في الثانوية العامة، تدخل الأسرة بلا استئذان على طريق تحديد ما سيدرسه، وفي أي جامعة، من أجل أن يعمل في شركة كذا، دون مراعاة هل يستطيع الطالب أو الابن أن يسير في هذا الدرب أم لديه طموح آخر؟

 

من الضروري جداً أن يتحاور الأبناء مع الآباء في المواضيع التي تتعلق في شؤون مستقبلهم الدراسي والعملي. فيكون دور الأهل توجيهياً من خلال النقاش لا فرض الرأي. ومن خلال التوجيه الهادئ بعيداً عن التشنجات في الرأي، واستثمار طاقاتهم في النجاح في المواضيع التي يبدعون بها.

 

وهذا ينطبق على الأبناء في مختلف المراحل الدراسية، بدءاً من المدرسة واختيار التخصص (أدبي، وعلمي، ومعلوماتي) أو التخصصات الجامعية في مرحلة الجامعة.

 

يقول علماء النفس: كل إنسان في الدنيا يتمنى أن يرى أطفاله في أحسن حال، ولذلك تتدخل مشاعر الأبوة والخوف لتحديد المستقبل ليس في التعليم والزواج فقط، بل تتعدَّى في أحيان أخرى حاجز الخصوصية، بمعنى ماذا تأكل وتلبس؟ وأين ستسكن؟

 

وكيف ستعيش؟ وهذا نتاج طبيعي ويحدث لدى مختلف الأسر. هنا يبقى للتعليم دور مهم، لاسيما إذا كان الآباء متعلمين ولديهم ثقافة، هنا يتم الاختيار بصفة المشاركة وتبادل الآراء والتوجيه، وذلك أفضل.

 

Email