من اجتماعات أولياء الأمور

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسعى أولياء الأمور غالباً إلى الاعتذار بحجج كثيرة لتجنب حضور الاجتماعات التي تعقدها المدارس لأولياء أمور طلبتها، ليس لسبب سوى الابتعاد عن الملاحظات التي قد تكون سلبية عن أبنائهم أحياناً، لذلك فالحل الوحيد أمامهم هو الاعتذار والهروب من مواجهة الموقف.

ولا شك أن ذلك ليس السبب الوحيد لعدم حضور هذه الاجتماعات، فهناك  أسباب أخرى عدة، منها أن المعلمين والمعلمات لا يتقبلون أبداً ملاحظات ولي الأمر كما يؤكد البعض. فبمجرد ان تستفسر من المعلم عن سبب ضعف الطالب في المادة، الجواب معروف: ابنك لا يذاكر. ابنك لا ينتبه في الصف.. ابنك لا يحل الواجبات! وعندما تؤكد له أن ملاحظات معلم المادة الأخرى مغايرة، يبدأ باختلاق أسباب وملاحظات احتياطية، لينتهي الاجتماع كما بدأ.

نعم المعلم قد يكون على حق في جوانب معينة، مثل أن الطالب مهمل ولا ينجز فروضه، وفي الوقت نفسه يكون الأب محقاً في أن ملاحظات المعلم الآخر مختلفة، ذلك أن الطلبة تتفاوت مستوياتهم من مادة إلى أخرى، كما أن حبهم للمادة ومعلمها، يتفاوت هو الآخر. وعلى المعلم ألا يأخذ الأمر بحساسية وأن يتقبل ملاحظات ولي الأمر بصدر رحب. فهدف مثل هذه الاجتماعات بالدرجة الأولى مصلحة الطالب، وهذا الشيء يجب أن يعيه الطرفان، ويتقبل كل منهما الرأي والرأي الآخر.

في أحد الاجتماعات دخل ولي أمر في نقاش حاد مع معلمة اللغة الإنجليزية، بسبب درجات ابنته في الفصل الأول (58%). هذه البنت في العام الدراسي السابق كانت علاماتها في اللغة الإنجليزية لا تقل عن 95%، ومعلمتها في المادة تشيد بمستواها ودائماً تؤكد أنها متميزة. أما المعلمة الجديدة فكان رأيها مناقضاً. وعندما احتج الأب، كان مقتنعاً بأن الخلل في المعلمة، وأنه من المستحيل أن يتدنى مستوى ابنته خلال هذه الفترة البسيطة، حتى أنه استعان بالمعلمة السابقة، التي أكدت له أنه من المستحيل أن تحصل ابنته على درجة مثل هذه.

نقاش الأب والمعلمة انتهى بتدخل المسؤولين في المدرسة، واكتشافهم لاحقاً أن هناك تشابهاً في الأسماء، أدى إلى اختلاط الأمر على المعلمة، واعدين إياه في النهاية بتصحيح الدرجة. وظل الأب مقتنعاً أنه لا يوجد ثمة خطأ، لأنه لا يوجد في الصف سوى طالبتين، يحملان الاسم نفسه، وأن الطالبة الأخرى مجتهدة ومن المستحيل أن تحصل على هذه الدرجة المتدنية، إلا أنه تقبل الأمر في النهاية من أجل مصلحة ابنته كما يقول!

 

Email