الهدر التعليمي.. مسؤولية الجميع

ت + ت - الحجم الطبيعي

التعليم هو أساس وركيزة تقدم الأمم والشعوب، فالمجتمعات المتقدمة تعطي اهتماماً كبيراً ورعاية بالتعليم، يتمثل في تنمية الفرد باكتسابه المعرفة والقيم والاتجاهات، التي تجعله قادراً على التفاعل الإيجابي مع المجتمع الذي يعيش فيه، .

وعلى الرغم من توفر الإمكانات الضخمة لتحقيق أهداف النظام التعليمي فإنه توجد مشكلة كبيرة وهي الهدر التعليمي، ما يعوق تحقيق الأهداف ويؤتي بظلاله السلبية على الفرد والمجتمع.

يمثل الهدر التعليمي قوة مدمرة لكفاءة نظام التربية والتعليم، وهو ظاهرة عالمية تعانيها بلدان كثيرة حول العالم، بنسب متفاوتة، فهناك إحصائية للهدر التعليمي في إحدى الدول العربية تقول، إنه يستحوذ على أكثر من 20% من إجمالي ما ينفق سنوياً على التعليم .

والحقيقة أن الهدر التعليمي يتخذ بعدين هما الرسوب والتسرب، أو أنه حجم الفاقد من التعليم نتيجة الرسوب والتسرب، ..

وتكمن مشكلة الهدر التربوي بصورتيه الرسوب والتسرب، في الآثار السلبية التي تحيط بالطالب والأسرة والمؤسسات التعليمية والمجتمع، التي تمتد إلى النواحي التربوية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية.

وتشمل الآثار السلبية للهدر التعليمي مجالات عدة منها الجانب الاجتماعي، إذ يصبح الفرد أقل مقدرة على التكيف مع المجتمع، .

وبالتالي أحد عوامل التفكك الاجتماعي، وعلى الصعيد الاقتصادي يؤدي الهدر كذلك إلى انخفاض مستوى المعيشة، إضافة إلى آثار سلبية، تتعلق بشخصية الطالب واستعداده ومهاراته وقدراته النفسية والعقلية والصحية.

ومن أهم العوامل التي تؤدي إلى الهدر التعليمي، العوامل التربوية ذات العلاقة بالمحيط التربوي، التي تشمل الإدارة المدرسية والمعلمين، وطرائق التدريس، ونظام الاختبارات، والتجهيزات المدرسية، والإرشاد الطلابي..

من هنا نجد أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع من مسؤولي التعليم ورجال التربية، ومديري المدارس، والمشرفين الاجتماعيين، ..

والمعلمين، وأولياء الأمور، لتجنب هذه المشكلة، فنحن في أمس الحاجة إلى تنفيذ العديد من المبادرات لجميع العاملين في التربية والتعليم، لتوضيح أضرار الهدر التربوي في شتى النواحي التربوية والاجتماعية والاقتصادية، ..

وإعداد خطط وبرامج ومشاريع بمشاركة مديرين ومعلمين ومشرفين اجتماعيين، وطلبة وأولياء أمور، لعلها تسهم في الحد من الهدر التعليمي.

وأخيراً؛ وفي ظل ما سبق، كم من مدرسة ممثلةً بقيادتها التربوية، اتخذت خطوات إيجابية للتصدي لتلك المشكلة؟ أو نفذت برامج توعوية وتربوية خاصة بالمعلمين وأولياء الأمور والطلبة للحد من التسرب والرسوب؟

Email