مشكلات الطالب المتفوق

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتقد الكثيرون أن الطالب المتفوق، هو طالب خالٍ من العثرات، ولا يعاني من أي مشكلة سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو حتى أسرية، لأنه لو كان يعاني من مشكلات لما تفوق أو أبدع، فالمشكلات حتماً ستحول بينه وبين التفوق. وللأسف فإن هذا الاعتقاد كما يراه البعض هو غير صحيح، والدليل ما تتناقله وسائل الإعلام حول العالم عن وجود طالب معروف عنه التفوق ارتكب جريمة وضعت المحققين في حيرة لمعرفة أسباب لجوئه إلى ذلك، وكذلك نجد كثيراً من الأذكياء والمبدعين يزج بهم في السجون ولم تشفع لهم مواهبهم من الحيلولة دون وقوعهم فريسة لبعض المشكلات كالسرقات والمخدرات.

وتؤكد الدراسات أن الطالب المتفوق أو الموهوب ليس بعيداً عن المشكلات سواء داخل المدرسة أو خارجها، فقد يجد مضايقات من بعض المعلمين كالاستهانة به ومعاملته بلا اكتراث، دون النظر إلى ذكائه وطاقاته العقلية، مما يسبب له خيبة أمل وانطواء. كما أن الاهتمام به أكثر من اللازم يصيبه بالغرور والتباهي، وقد يترتب على ذلك كراهية زملائه له بسبب هذه السمة الذميمة التي تدفعه أحياناً إلى التعالي والنرجسية، لذا ينصح المختصون المربين، بالاعتدال في الاهتمام بالطلبة المتفوقين حتى لا تنشأ لديهم هذه السمة الضارة.

ومن المشكلات التي يعاني منها المتفوق أيضاً الملل أثناء الحصة العادية، وعندما يكرر المعلم شرح الدرس فإن الطالب المتفوق يفهمه من أول مرة، وتكرار المعلم للطلبة الآخرين يصيبه بالملل لذا يبدأ بالانشغال وقد يسبب الفوضى في الحصة، وبالتالي يكون عرضة للعقاب والتأنيب من قبل المعلم.

ويرى المختصون أن أكبر المشكلات التي تصيب الطالب المتفوق هي الانطواء والانعزال عن الأصدقاء والزملاء، والاهتمام بالمذاكرة فقط مما يبعده عن الحياة العامة والتفاعل مع المجتمع، وقد يؤثر ذلك فيه عندما يتخرج وينخرط في سلك العمل الوظيفي، وبالتالي قد يواجه مشكلة عدم قدرته على التكيف مع المراجعين مما يسبب له الإحباط، وقد يفشل في عمله، وكثيراً ما نشاهد طلبة متفوقين انعزلوا عن الناس، فلا نسمع لهم ذكراً، ولم يصلوا إلى مكانة مرموقة في المجتمع، بينما نجد طلبة كان مستواهم الدراسي إلى حد ما متوسطاً، لكنهم وصلوا إلى مراتب عليا بجرأتهم وذكائهم العاطفي وقدرتهم على التواصل مع الناس.

Email