ضبط الصف

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد مسألة ضبط الصف الدراسي من الركائز التعليمية، التي يمكن من خلالها وصف المعلم الناجح من غيره، لأنه بدون ضبط الصف لن يستطيع أن يتحكم في المعلومة الصادرة منه وإيصالها إلى الطلبة. فأغلب الدراسات التربوية التي تناولت موضوع ضبط الصف، أرجعته إلى شخصية المعلم كأساس للضبط، فإذا أجاد منذ الأيام الأولى، بطريقته وأسلوب عمله فإن الأمور ستسير كما يحب. فالعلاقة الطيبة بين المعلم وطلابه لها أكبر الأثر في انضباطهم داخل الفصل وخارجه. ويجب على المعلم أن يحرص على غرس الحب في نفوس الطلاب، فكسب المعلم لحب تلاميذه من أنجح الوسائل التي تساعده على ضبط الفصل.

ضبط الصف كما تعرفه الكتب التربوية هو مجموعة السلوكيات التي يقوم بها المعلم بدقة وبسرعة بقصد التحكم في سلوكيات الطلاب لإثارة تفاعلهم وبلوغ الأهداف المرجوة. ومن أهم المظاهر الشائعة في عدم الانضباط الصفي، انصراف الطلاب عن الدرس. ففي أحيان كثيرة يجد المعلم طلابه منصرفين عن الاهتمام بموضوع الدرس، وقد تدور بينهم أحاديث جانبية من آن لآخر. وتُرجع هذه الكتب أسباب فشل المعلم في ضبط الصف لعدة أسباب، من أهمها: ضعفه في مادة تخصصه، عدم قدرته على إضافة عنصر التشويق في ما يقدمه، سلوكه العدواني مع الطلبة، وحرصه الدائم على العقاب دون الثواب، السرعة في عرض الدرس.

ولكي ينجح المعلم هناك بعض النصائح المهمة التي بإمكانها تأدية الغرض، كغرس الحب في نفوس الطلاب. فكسب المعلم لحب تلاميذه من أنجح الوسائل التي تساعده في ضبط الفصل، وعلى المعلم أن ينمي لدى طلابه عملية الانضباط الذاتي. فالانتباه أو الانضباط لا يعني مجرد غياب الضجة وسيطرة الهدوء وإنما هو ذلك الذي يصدر عن قناعة ذاتية للشعور بأهمية الموقف. وهناك بعض الصفات التي ينبغي على المعلم أن يتحلى بها كالعطف واللين مع الصبر فلا يكون سريع الغضب، ضيق الخلق، قليل التصرف، فالطلاب لا يحترمون المعلم المتشدد كما أنهم لا يقدرون المعلم المتساهل أكثر من اللزوم، فينبغي أن يكون حازما في غير عنف، سهلا في غير ضعف، وذلك حسب المواقف.

Email