«حرس الرئاسة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أحد ينكر دور الفن في إثارة الخيال ومخاطبة العاطفة ودفع الأفراد نحو مزيد من الجد والعمل والعطاء والإيجابية في كافة مناحي الحياة الإنسانية، والموسيقى كإحدى أنواع الفنون تعد غذاءً للروح يتذوقها الأفراد من كافة الأعمار والمستويات، ويطرب لسماعها كل إنسان منذ قدم التاريخ، وهو ما يمنحها مكانة سامية.

هذه الحالة الفريدة التي ينتشي بها الأفراد مع الموسيقى، دفعت الموهوبين لتطوير ذاتهم والبحث عن كل ما هو جديد في عالم الموسيقى، لتحقيق الشهرة والنجومية ومسايرة ما توصل إليه علم الموسيقى من أسس وقواعد، لإدخال البهجة والسرور في نفوس الأفراد.

لذا؛ فلا عجب عندما نلمس اهتمام وزارة التربية والتعليم بكافة أنواع الفنون، وترسيخها في نفوس الطلبة بمختلف مدارس الدولة، لإيقاظ استجاباتهم الإيجابية وتشكيل سلوكياتهم ودفعهم نحو مزيد من الجد والاجتهاد، وكم تغمرني دوماً الفرحة وأنا أتابع طابور الصباح اليومي بالمدرسة، حين يعزف الطلاب على آلاتهم الموسيقية السلام الوطني، وبعض المقطوعات الموسيقية التي تعبر عن تراث وتاريخ دولة الإمارات، مما يلهب حماس الطلبة نحو الإقبال على الدراسة، بعقول واعية محبة للعطاء والعمل واستذكار الدروس.

تلك الصورة تجعلني أتذكر سنوات الدراسة التي مررت بها، وكيف أن غياب النشاط الموسيقي بالمدرسة كان ينعكس بالسلب على الحالة النفسية والدراسية للطلبة، ومما لا ريب فيه أن اختيار معلمين أكفاء لمهمة التربية الموسيقية في المدارس، وتزويدهم بكافة الأدوات، أمر إيجابي يسهم في تنمية الحس المرهف للطلبة، وتوحيد حماسهم وارتباطهم بما يقربهم من تراث الأجداد، وكذلك في تكوين عاطفة جياشة نحو حب الوطن.

المثال الصريح على مدى الفرحة التي غمرت مدرستنا هذا العام، يتجلى بزيارة حملة التطوع التي أطلقتها مدرسة مصعب بن عمير للتعليم الأساسي، بقيادة مديرة المدرسة آمنة سعيد العليلي، والتي تهدف إلى تعزيز قيم الولاء والانتماء وحب الوطن من خلال عرض طلاب مدرستها فعاليات متنوعة أهمها نشيد «حرس الرئاسة» بكلماته المؤثرة ولحنه المميز على آلة «الأورج» من قبل معلمة التربية الموسيقية هالة محمود والتي أبدعت في تدريب طلبتها الصغار على اللحن الذي يحاكي كلمات النشيد الوطني:

«أقسم بالله، والله الشاهد على اللي أقوله، أن أخلص دايم لبلادي، إماراتي وريس الدولة، لو نادى للحرب منادي، تحت أمرك دايم يا بلادي، بحميكي بسيفي وزنادي، وترابك ما حد يطوله، نحن جنود الوطن وكلنا حوله، واسم الإمارات شامخ ما حد يطوله، حرس الرئاسة شعاره وعهده الدائم، الله ثم الوطن ثم ريس الدولة».

بهذه الكلمات الجميلة التي يتربى عليها النشء، يحق لنا أن نفخر بدور المدرسة الفعال في تربيتها للطلبة منذ طفولتهم الباكرة، على حب الوطن وقياداته الحكيمة، لذا نأمل دوماً تزويد المدارس بكافة أدوات التربية الموسيقية الحديثة، وتبني المواهب وتوفير الأناشيد الملائمة في المناهج الدراسية، والاهتمام بطلبة الشعر والموسيقى عبر المسابقات والملتقيات المتنوعة، لتظل دولة الإمارات العربية المتحدة دوماً نموذجاً مثالياً في رعاية المواهب والمتميزين.

Email