فن إدارة العلاقة الإنسانية بين المدير والمعلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

وضعت الحلقة الجديدة من الملتقى الطلابي، ولمدة ساعة كاملة، العلاقة بين مدير المدرسة والطاقم التعليمي على طاولة النقاش. ونظراً لأن المدرسة من أهم المؤسسات التعليمية، فهي تحتاج إلى وجود علاقات متميزة بين أعضائها. ويتم هذا عندما يعمل مدير المدرسة على تحقيق التعاون بينه وبين المعلمين، فيبادلهم الثقة والاحترام، ويكون سير العمل قائماً على التفاهم والانسجام، لأن التوتر في العلاقات بين المدير والمعلمين، يشكل عقبة رئيسة في طريق العمل المدرسي ويزيد من حدة المشكلات في المدرسة، وتأثيراتها المستقبلية على كل من فيها.

فالكثير من المتخصصين يؤكدون أن وجود الجو الأسري في المدارس، يترك آثاراً إيجابيةً في نفوس المعلمين ويخلق لديهم روحاً معنويةً تساعدهم على رفع المستوى التعليمي والتربوي للطلبة، ما يجعل المعلم أكثر حماساً لعمله وشعوراً دائماً بالسعادة والرضا. فن الإدارة يساعد المدير على كيفية استغلال مواهب المعلم الذي تحت إمرته، وعلى كيفية دفعه إلى مزيد من الابتكار والإبداع، وهو ما يحتاج إلى جهد نفسي تربوي من المدير تجاه هذا المعلم، لدفعه إلى عرض ما لديه من قدرات و إمكانات.

ومن المؤسف أن بعض المديرين يعمد إذا ما فشل في جذب المعلم لإظهار إمكاناته، إلى التقليل من شأن هذا المعلم، بل ولا يتورع من التصريح أو التلميح بأن هذا المعلم قد فشل في ما أسند إليه من مهام، وهو بذلك إنما يغطي على فشله هو في فن الإدارة الناجح، ولذلك يسعى للتخلص من هذا المعلم بأساليب قد لا تمت إلى التربية بصلة.

حلقة الملتقى الطلابي ناقشت بكثير من التفاصيل الأسس التي ينبغي أن تستند إليها علاقة المدير بمعلميه، ففن الإدارة يساعد المدير على كيفية استغلال مواهب المعلم، وعلى كيفية دفعه إلى مزيد من الابتكار والإبداع. وهذا يحتاج إلى جهد نفسي تربوي من المدير تجاه هذا المعلم، لدفعه إلى عرض ما لديه من قدرات و إمكانات.

فالمدير عندما يقوم مثلاً بتقييم أداء المعلمين، فمن الواجب أن يكون تقييمه موضوعياً منزهاً عن العلاقات الشخصية، وأن يساهم في رفع الروح المعنوية للمعلمين من أجل تحقيق إنجازات مقنعة ومريحة، وأن يقدر نجاحاتهم والإشادة بها، وتقديم الحوافز الملائمة لمن يستحقها، وأن يركز على الإيجابيات، وعدم التوقف طويلاً عند السلبيات، والعمل على تقويمها تلميحاً، وتصحيحها بالحفز والتشجيع لا باللوم والتقريع.

Email