«كسرة خبز».. مشروع مدرسي يُطعم الإنسان والحيوان

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

خلال الاستراحة، يرمي بعض الطلبة الطعام المتبقي في سلة المهملات، ولأن هذا السلوك يتعارض مع تعاليم ديننا الإسلامي، فقد بادرت 14 معلمة وإدارية من مدرسة ند الحمر للتعليم الأساسي، بتنفيذ مشروع يتصدى لهذه المشكلة، أطلقن عليه «كسرة خبز» حسب ما أوضحت مديرة المدرسة فاطمة عبدالملك، التي قالت إن الشعور بضرورة المحافظة على النعمة..

وعدم رمي الأكل الزائد من الطالبات خلال فترة الاستراحة في سلة المهملات، دفعهن إلى التخطيط لهذا المشروع، والسير فيه في خطوة فعلية. وأضافت أن الفكرة اتسعت إلى الاستفادة من الخبز الزائد عن الحاجة، في المنطقة المجاورة وفي بيوت الطالبات والمعلمات، عوضاً عن رميه في النفايات، لافتة إلى أن جهات كثيرة أبدت إعجابها بالفكرة مثل بلدية دبي، التي أعلنت عزمها توفير حاويات خاصة بالمشروع.

وأكدت فاطمة عبدالملك أن المدرسة ليست مؤسسة تعليمية وحسب، إنما تجسد كياناً تربوياً واجتماعياً يسعى إلى غرس القيم الإسلامية والتربوية والإنسانية في المجتمع، لذلك فإن المدرسة بحاجة إلى مزيد من التعاون والدعم ليس فقط من المؤسسات الحكومية، بل حتى من المؤسسات الخاصة..

ورجال الأعمال لتوسيع دائرة خدمة المجتمع، مفيدة بأن المدرسة شاركت في «جائزة المدرسة الدولية» للمجلس البريطاني، التي تتنافس عليها مؤسسات عدة من دول مختلفة، إذ شاركت المدرسة بسبعة مشروعات وكان مشروع «كسرة خبز» من أفضل المشاريع السبعة التي طرحت في المسابقة.

وأكدت أسماء الوالي المشرفة على المشروع، إن الهدف منه هو ترسيخ أهمية الحفاظ على النعمة لدى مجتمع الصغار، وتشجيع الطالبات على معرفة قيمة التطوع في الأعمال الخيرية، وتوعية أولياء الأمور بأهمية المشروع وضرورة المشاركة في خدمة المجتمع، وإطعام الحيوانات من بقايا الخبز الزائد. كذلك يعد «كسرة خبز» حلقة ثانية لمشروع آخر انطلق العام الماضي تحت شعار «معاً نشبع جائعاً يداً بيد».

وذكرت أن الخبز الزائد الذي يُجمع من الحاويات، يُصرف لأصحاب المزارع والعزب لإطعام الماشية، مثل الأغنام والماعز والأبقار، فضلاً عن وضع فتات الخبز للطيور وتوفير الخبز للأسماك بالتعاون مع جمعية دبي للصيادين مستقبلاً، مشيرة إلى أن المشروع استهدف أيضاً أسراً فقيرة، عن طريق توزيع كوبون «الرغيف الخيري» بالتعاون مع هيئة الأعمال الخيرية التي تتولى شراء الخبز للمحتاجين خارج الدولة.

 شريك أساسي

وأوضحت أن المجتمع شريك أساسي في العملية التعليمية والتربوية، لذا حرص فريق عمل المشروع الإنساني والخيري، على توفير صندوقين كبيرين من المعدن، وُضع الأول داخل المدرسة.

والثاني خارج المدرسة كي يتمكن السكان المقيمين في المنطقة، من وضع الخبز الزائد في الصندوق، حيث يتم تجميع الخبز الزائد من الصندوقين، بالتعاون مع حارس المدرسة الذي يجفف الخبز ثم يجمعه في أكياس لتوزيعه على من يحتاجه، مضيفة إن التحديات الأولية للمشروع كانت مادية تمثلت في صعوبة توفير الأدوات اللازمة.

وأضافت نسيمة عبدالوهاب معلمة، إن المدرسة اتبعت خطوات عدة لتشجيع الطالبات على إحضار الخبز الزائد من البيت ووضعه في الصناديق، أبرزها إرسال رسائل نصية تدعو فيها أولياء الأمور للمشاركة.

إضافة إلى تفعيل دور مجلس الأمهات عبر تنظيم زيارات ميدانية لبعض المنازل للتعريف بفكرة المشروع ودعوتهن للمشاركة، وكذلك زيارة بعض المدارس لعرض فكرة وأهداف «كسرة خبز» ودعوتها للمشاركة، إذ أبدت جميع المدارس رغبتها في توسيع دائرة المشاركة مع بداية العام الدراسي المقبل.

وأكدت أن فكرة مشروع «كسرة خبز» في مدرسة ند الحمر التأسيسية للبنات، تطلبت أيضاً توفير برامج مدرسية متنوعة لتوعية الطالبات، منها تقديم برنامج إذاعي توعوي ومتكامل بغرض توضيح فكرة المشروع وأبعاده، ثم توزيع أكياس من القماش تتضمن شعار المشروع، وطباعة نشرة تعريفية خاصة بالحملة، ولوحات إعلانية ثُبتت على أسوار المدرسة، إلى جانب وضع أعشاش في بعض أشجار المدرسة لإطعام الطيور من فتات الخبز.

سقيا الماء

من الإضافات الرائعة للمشروع حسب ما أوضحت فاطمة الهاشمي معلمة في مدرسة ند الحمر، فكرة «سقيا الماء» وثلاجة الطعام الزائد، والتي تجسدت من خلال وضع ثلاجة خارج المدرسة لجمع الطعام الصالح للأكل والزائد عن الحاجة، وتقديمه للعمال وسواهم من المحتاجين، وإلى جانبها ثلاجة ماء. كذلك فقد تواصلت المدرسة مع المخترع الإماراتي أحمد مجان للحصول على ثلاجات ماء آمنة من الصعق الكهربائي، ابتكرها مجان بالاستعانة بالطاقة الشمسية، من أجل وضعها داخل المدرسة وخارجها أيضاً.

Email